منذ اللحظات الأولى لإعلان صنعاء قرارها اطلاق مزيد من اسرى الطرف الأخرى بمبادرة فردية، لم تتوقف الحملات الإعلامية المناهضة من قبل القوى الموالية للتحالف وتحديدا حزب الإصلاح ، فما ابعاد الخطوة ، ولماذا لم يتم البناء عليها لمزيد من الاختراق بالملف الإنساني الأهم؟
خاص – الخبر اليمني:
مع أن رئيس لجنة الاسرى في وفد صنعاء لم يحدد هوية المفرج عنهم ولا أماكن اسرهم، الا ان الحملة الإعلامية المناهضة للخطوة انطلقت بمجرد نشر التغريدة السابقة وكأن التوجيهات تقضي باعتراض اي مبادرات تحمل طابع انساني.
لم تتوقف الحملة عند صغار الناشطين بل وصلت إلى رئيس لجنة اسرى فصائل التحالف باليمن يحي كزمان والذي حاول تسويق دعاية كاذبة بشان هوية المفرج عنهم تارة بادعاء احتجازهم من مراكز تعليم قران وأخرى من الشوارع والطرقات وجميعها تعكس تناقض واضح لدى اللجنة التي كان يفترض ان تكون اول من يرحب ..
بالنسبة لصنعاء وكما يؤكده مسؤوليها فإن المفرج هم كانوا جنود مقاتلين وقد استعرضت عدسة الكاميرات لحظة محاصرتهم في وادي ال أبو جبارة على حدود محافظة صعده شمال اليمن مع السعودية، وكانوا يتجاوزون حينها الالفي اسير.
كانت هذه العملية التي تمت في أغسطس من العام 2019 واحدة من عدة عمليات كبرى توجت بها قوات صنعاء انتصارها ودفعت السعودية بعد ذلك للاستسلام باتفاق هدنه.
ومع أن السعودية تخلت عن أولئك الاسرى الذين جندهم مرتزقتها من ارياف تعز للقتال على الحدود وكانوا ينتمون لمحور البقع الذي يقوده المدعو رداد الهاشمي بعد ان فشلت باستهدافهم بالطيران الا ان الموجع قرار لجنة اسرى الفصائل اليمنية كشفها عدم اضافتهم لكشوفات التبادل.
خطوة صنعاء بالإفراج عن هؤلاء المقاتلين ،وفق المرتضى، كانت لدوافع إنسانية وتهدف، وفق مستشار السياسي، لتشجيع الأطراف الأخرى على الانخراط بمبادرات تنهي الملف، لكن في المقابل لا يبدو بأن القوى الأخرى الموالية للتحالف مستعدة لأي خطوات مماثلة لتحريك المياه الراكدة بالملف الأهم إنسانيا وذلك لربطها الملف بحسابات سياسية واجندة خاصة تهدف من خلاله للتكسب السياسي لا اكثر.
لم تكن مبادرة صنعاء الأخيرة الأولى وليست الأخيرة فقد سبق لها وان اطلقت مئات الاسرى بدفعات سابقة كما سمحت لوسطاء محليين بزيارة أماكن احتجاز الاسرى والاطلاع على ظروفهم في محاولة لنسف ادعاءات التعذيب ، وكان يفترض ان تتمتع القوى على الأطراف الأخرى بذات الديناميكية في إطار تخفيف معانة الاسرى واسرهم، لكن يبدو بأن تلك القوى لا تزال مسكونة بأوهام العودة للسلطة او تنتظر الأوامر من الراعي الرسمي لها.