في عرضٍ كوميدي يستحق جائزة الأوسكار للسخرية السياسية، قررت المقاومة الفلسطينية في غزة أن تسرق الأضواء من هوليوود وتكتب سيناريو يجمع بين الكوميديا السوداء والأكشن البطولي، تحت عنوان: “كيف تدعس على رأس الكيان الصهيوني وتضحك في الوقت ذاته!” بدأت الحكاية في السابع من أكتوبر 2023، يومٍ قرر فيه مجموعة من شباب غزة، مسلحين بإرادةٍ من حديد وبعض النكات القاسية، تحويل جيشٍ يُزعم أنه “الأقوى في الناتو” إلى مادة لميمات السوشيال ميديا. تخيلوا المشهد: دبابات تائهة في شوارع غزة تبحث عن خريطة، وطائرات مقاتلة تحلّق في حلقات كأنها في عرض سيرك، بينما يجلس المقاومون على شرفة بيتٍ محاصر، يحتسون القهوة ويخططون للعملية القادمة وكأنهم ينظمون حفلة عيد ميلاد.
لم تكتفِ غزة بسرقة الأضواء محلياً، بل قررت أن تجعل العرض عالمياً، فاستدعت أصدقاءها من جنوب لبنان واليمن وإيران، وحتى بعض المتظاهرين في شوارع برلين ونيويورك، ليشكلوا فرقة موسيقية ضخمة تعزف لحن “وداعاً للوبي الصهيوني” على إيقاع الصواريخ والمسيّرات. المقاومة، في حركةٍ دراماتيكية تليق بمسرحيات شكسبير، رفضت كل عروض التهجير بنظرةٍ تقول: “نذهب إلى القمر؟ لا، شكراً، نحن هنا لنعيد ترتيب المنطقة وربما العالم !” وأصرت على تبادل الأسرى كشرطٍ وحيد، وكأنها تقول للكيان: “إما تعيدوا أسرانا، أو سنحولكم إلى نكتة عالمية!”
في لحظةٍ كوميدية نادرة، وقف دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق الذي يحب الأضواء، أمام الكاميرات وكأنه في برنامج “ساترداي نايت لايف”، يعترف أن المقاومة شطبت اللوبي الصهيوني من الوجود، وكأنها أرسلت بريداً إلكترونياً له بعنوان: “آسفين، لقد أُغلق حسابكم!” لكنه، بأسلوبه المسرحي المعتاد، وعد بإنقاذ الكيان من كارثة تغيير ميزان القوى، متناسياً أن المقاومة قد كتبت سيناريو جديداً يجعل الكيان بطلاً فاشلاً في فيلمٍ بعنوان “كيف تخسر كل شيء وتبكي في النهاية”. وكأن هذا لم يكن كافياً، يبدو أن المقاومة قررت أن تضع ترامب على قائمة “المهددين بالإسقاط” بعد أن أطاحت ببايدن، وكأنها تقول: “يا دونالد، جهّز خطاب الوداع، لأنك التالي!”
في هذه الأثناء، قرر بعض الممثلين الثانويين في هذه المسرحية، مثل جعجع والإخوان والجولاني وأردوغان وبعض أمراء محميات الخليج، أن يلعبوا دور الأشرار الهزليين. لكنهم، للأسف، لم يكونوا أكثر من كومبارس يتلقون الصفعات من المقاومة واحدة تلو الأخرى. تخيلوا جعجع يحاول إلقاء خطابٍ بطولي، بينما يتلقى رسالة نصية من غزة: “يا أخي، اجلس، هذا ليس دورك!” أما أردوغان، الذي يحب أن يلعب دور البطل المغوار في الأفلام التركية، فقد وجد نفسه عالقاً في زاوية المسرح، يحاول إقناع الجمهور أنه “مع المقاومة” بينما يتلقى نظراتٍ ساخرة من اليمن ولبنان.
ولا ننسى توني بلير، ذلك السياسي البريطاني الذي يعتقد أنه لا يزال نجماً في عالم السياسة. حاول بلير لعب دور “المستشار الخبير” في سوريا، لكن المقاومة أرسلت له رسالة ساخرة: “يا توني، خذ منصبك وضعه في جيبك الخلفي، ثم عد إلى لندن واشرب شايك بهدوء!” هذا المشهد وحده يستحق أن يُسجل في كتاب غينيس لأفضل لحظات السخرية السياسية.
أما اليمن، فكانت نجمة العرض بلا منازع. صنعاء، التي تحولت إلى استوديو هوليوودي في قلب الجزيرة العربية، أطلقت صواريخها وطائراتها المسيرة وكأنها تقول للكيان: “مرحباً، نحن هنا لنحرق خشبة مسرحكم!” كل صاروخٍ أطلقته اليمن كان بمثابة مشهدٍ سينمائي يجعل العدو يرقص على أنغام “لا نوم بعد اليوم”. وفي جنوب لبنان، كانت المقاومة مثل مخرجٍ عبقري يعرف كيف يضع كل ممثل في مكانه، حيث أجبرت الكيان على إعادة كتابة خططه العسكرية بقلمٍ مكسور وورقٍ ممزق. ولا ننسى إيران وسوريا الاسد، اللتين لعبتا دور المنتجين الماليين لهذا الفيلم الضخم، مقدمتين الدعم والشهداء الذين كانوا النجوم الحقيقيين في هذه الملحمة .
في الغرب، حيث كان الجميع يتوقع أن يظل الرأي العام تحت تأثير سحر اللوبي الصهيوني، فاجأتنا حملات التضامن التي خرجت إلى الشوارع وكأنها تقول: “كفى ظلماً، حان وقت تغيير القناة!” هذه الحركات، التي بدأت كمجرد همهمات خجولة، تحولت إلى جوقة صاخبة تضرب جدران البرلمانات الغربية بمطالب العدالة، بينما يحاول قادة الناتو إيجاد مخرجٍ من هذا المأزق الكوميدي. تخيلوا وزير خارجية أوروبي يحاول تبرير دعمه للكيان، بينما يتلقى مكالمة من متظاهر في لندن يقول: “يا سيدي، لقد تأخرت عن موعد الاستيقاظ من حلمك!”
الجيش الصهيوني، الذي كان يُروج له كبطلٍ خارق لا يُهزم، وجد نفسه فجأة في دور الضحية في مسرحية هزلية. دباباته تتعثر في شوارع غزة، وجنوده يبحثون عن مخرجٍ من المعركة وكأنهم في لعبة “الهروب من الغرفة”. كل هذا بينما المقاومة تجلس في غرفة العمليات، تضحك وتخطط للضربة القادمة، وكأنها تقول: “يا شباب، هذا أسهل من لعبة مونوبولي!” وحتى الدعم الغربي، الذي كان يُعتبر خطاً أحمر، بدأ يترنح تحت ضغط الرأي العام، حيث تحولت صور الإبادة الجماعية إلى مادة للنكات المريرة على تويتر.
السابع من أكتوبر، ذلك اليوم الذي بدأ كعملية عسكرية، تحول إلى فيلمٍ ساخر بعنوان “كيف تُسقط إمبراطورية بقليل من الإرادة وجرعة كبيرة من السخرية”. المقاومة، التي أصبحت بطلة هذا الفيلم، أثبتت أنها ليست مجرد رقمٍ صعب، بل هي النكتة التي لم يفهمها الكيان بعد. ومع كل صاروخٍ من صنعاء، وكل عمليةٍ في جنوب لبنان، وكل هتافٍ في غزة، يتأكد العالم أن هذه المسرحية لن تنتهي إلا بنهاية سعيدة: تحرير فلسطين، وخروج الكيان من خشبة المسرح مع تصفيقٍ ساخر من الجمهور. وإلى أن يأتي ذلك اليوم، فلنرفع أكواب القهوة تحيةً لغزة، ولننتظر الحلقة القادمة من هذا العرض الكوميدي العظيم، الذي سيبقى يُضحك العالم ويُبكي أعداءه لسنوات قادمة!