الإصلاح يتخبط ” من شكرا إمارات الخير إلى سلام الله على عفاش “

اخترنا لك

الخبر اليمني /محمد الصلوي:

” لكل يوم شمس وريح ” ينطبق هذا المثل على سياسية الإصلاح الأخيرة , فتجده يتخذ كل يوم موقف مخالف لما أتخذه في اليوم السابق , فأصبح خبير ب “اللعب بالحجر والبيضة “والتنقل بين الحبال , لكن هذه السياسية جعلته يتخبط يمين وشمال , باحث عن مخرج للمأزق الذي وقع فيه . فإلى أين سيصل الإصلاح بسياسته تلك ؟

الإصلاح والعاصفة..

حينما أعلنت السعودية بدأ عمليات ” عاصفة الحزم ” صبيحة 26 مارس 2015 م   لم تمر سواء أيام ليعلن بعدها  التجمع اليمني للإصلاح تأيده للعملية,  من خلال بيان أصدرته أمانته العامة  بتاريخ 3 أبريل 2015م  , قال فيه ”  نؤيد عملية عاصفة الحزم الذي نأمل ان تعيد الأمور إلى نصابها ونشكر الأشقاء في دول التحالف وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية الذين استجابوا لطلب الرئيس الشرعي للبلاد المسؤول عن حماية وأمن واستقرار وسلامة الوطن وأبنائه ومقدراته ”   بهذا البيان كان الإصلاح  أول حزب يمني يعلن تأيده  لعاصفة الحزم , هذا السبق السياسي كان يعتقد الأصلاح بأن يوصله إلى مراتب عليا من السيطرة والتحكم , أو ربما يبقيه ” شريك قوي “على أقل تقدير, كيف لا وهو الحزب الذي يمتلك ترسانة عسكرية ومالية وبشرية لا يمتلكها حزب أخر , لكن سرعان ما أنتهى هذا المخطط , حينما أصطدم بصخرة الإمارات .

كعادته الإصلاح ظل يعلب على المتناقضات ويسلك عدة طرق , وأعتبر هذه الحرب مكسبا له , وهذا ما حصل سيما في تعز , حينما أستمثر الحرب لصالحه من خلال كسب الأموال والأسلحة التي كان يتلاقها من التحالف , حسب ما قال المحلل الاستراتيجي أل مرعي , وأيضا في الجنوب حيث عمل على تصدير قيادته للواجهة , لكن هذا لم يستمر طويلا .

 

الجنوب ” الإصلاح خارج اللعبة “

بدأت الأمارات تشتغل ضد الاصلاح من المحافظات الجنوبية , وذلك من خلال الضغط على هادي لإقالة محافظ عدن حينها “نائف البكري ” , القيادي المحسوب على الإصلاح ,والذي صدر قرار من هادي بتغيرره بتاريخ 2015/09/15 لتستمر بعد ذلك الإمارات التصعيد ضد الحزب من خلال إنشاء كيانات موازية له , مدعومة بشكل مباشر منها ,وهذا ما تم , حيث شكلت الأمارات الحزام الأمني بقيادة  هاني بن بريك المنتمي للجماعات السلفية , بالإضافة الى دعم الحراك الجنوبي الذي يقوده الزبيدي .

حاول الإصلاح اللعب على حبل “القضية الجنوبية “,لكنه فشل , سيما بعد أن صدر نفسه ” واقف ضد الحراك الجنوبي المطالب بالإنفصال ” لتجد الأمارات ثغرة كبيرة تستطيع من خلالها ضربه في الجنوب وقامت بدعم الحراك الجنوبي والسلفيين , الذين بدورهم شنوا حملات ضد الإصلاح , لكنه ما زال متواجد في الجنوب وما زال يمارس أعماله , حتي جاء يوم  الأحد 13 ديسمبر 2015  , حينما أصدار هادي قرار بتعيين الزبيدي محافظ  لمحافظة عدن وشلال مدير أمن للمحافظة , هذا القرار الذي أعتبره مراقبون ضربة قاصمة للإصلاح و يعتبر بمثابة خطوة أولى من أجل أخراجه  من المشهد في المحافظات الجنوبية .

لم تمر سوى خمسة أشهر حتي أصدر هادي قرار آخر قضي بإقالة الزبيدي  من منصب محافظ عدن وذلك بتاريخ  2017/04/27., قرار أغضب الإمارات كثيرا والحراك الجنوبي , الذي بدورهما شنوا هجوم إعلاميا على هادي اعتبروه مجرد أداة بيد الإصلاح يتحكمون به, لتقوم بعد ذلك أبو ظبي بدعم الزبيدي وبن بريك والذي بدورهم دعوا لتظاهرات  شعبية   استمرت لأسبوع  نتجت عنها تفوض الزبيدي  يوم 04-05-2017.لتشكيل مجلس إنتقالي جنوبي برئاسته ,  ليقوم بعد ذلك الزبيدي بإعلان المجلس الإنتقالي رسميا بتاريخ  11 مايو 2017م .هذة الخطوة  كانت بمثابة ” إنقلاب حقيقيا من قبل الأمارات على هادي ” بحسب ماجاء على لسان مستشاره الإعلامي مختار الرحبي ومسؤلين أخرين في حكومته.

واجه الإصلاح هذا القرار بهجوم إعلامي على الإمارات  من خلال مواقعه وناشطيه الإعلاميين, حيث تحدثت مواقعه عن الأعمال التخريبية التي تقوم بها  الإمارات في جزيرة سقطرى , بالإضافة لقيامها بالإنقلاب على شرعية هادي والمطالبة بإنفصال الجنوب .

استمر هذا التراشق الإعلامي لأشهر حتى قامت  الإمارات  بالرد عليهم بخطوة اتخذها المجلس الإنتقالي  يوم الجمعة 7 يوليو 2017 م ,قضى بحظر نشاط جماعة الإخوان المسلمين في الجنوب نهائيا. وبهذه التراتبية استطاعت أبو ظبي تقليص نفوذ الإصلاح وخروجه من المشهد الجنوبي .

 

تعز ” الصراع يتصاعد “

رمى الإصلاح بكل ثقله في تعز , فسيطر على المعركة فيها في بداية الأمر, وادت هذه السيطرة الى إرتفاع المخاوف لدى ابو ظبي والتي بدورها عملت على إضعاف هذا النفوذ وأستطاعت في ذلك  من خلال تشكيل  فصائل مسلحة  لتكون موزايا  لمليشيات الإصلاح فقامت بدعم جماعة أبو العباس  الذي أصبح بعدها الحليف الأبرز لها , والذي بدوره بدأ بالشغل ضد الإصلاح من خلال كشف ممارساتهم وفضح الإموال التي نهبوها , جاء ذلك خلال مقابلة أجراها أبو العباس مع موقع  الرصيف برس   ثم اخراجهم من بعض المناطق التي كانوا مسيطرين عليها  كسوق سوفتيل, لتأتي بعدها تحالفات بين أبو العباس والناصري من أجل مواجهة الإصلاح .

أصبح  الحزب يواجه  في تعز  كما يواجه تماماً في المحافظات الجنوبية، ضغوطاً كبيرة وحرب صارت مكشوفة من قبل الإماراتيين. وبحسب مصادر سياسية  في التحالف فإن الإمارات عملت جاهدة من أجل تسليمها ملف تعز .

وتحدثت مصادر صحفية في تعز،أن الإماراتيين الذين يشرفون على معركة تعز ويتحكمون بها، شدّدوا في الفترة الأخيرة على قيادات الجيش وطالبوهم بتصفية جميع القيادات “الأخوانية” من مربع تواجدهم داخل المدينة، وأجروا تحقيقات عن عدد من القياديين المحسوبين على “الإصلاح”.

و أضافت  المصادر أن “مغادرة الشيخ حمود سعيد المخلافي، قائد المقاومة، كان بطلب إماراتي، لذا فإن أمر عودته صار مستحيلاً”، و تشير إلى أن “الإماراتيين طلبوا من قيادة الجيش والمقاومة عدم التعامل مع سلطة هادي وعدم قبولها تنفيذ أي توجيهات سواء سياسية أو عسكرية”.

في السياق ذاته يواجه حزب الإصلاح تحركات الإمارات تلك  , بزيادة إحكام السيطرة على سير المعركة في تعز , ويعود تمسكه بحسب مراقبين إلى العدد الكبير من المقاتلين في صفوفه بالإضافة إلى الأسلحة التي خزنها خلال الفترة السابقة من أجل هذه اللحظات .

ما زال الصراع قائم في تعز بين الطرفين ويتصاعد يوم بعد أخر , هذا الصراع الذي أدى إلي عدم تحرير مدينة تعز , خوفا من سيطرة الإصلاح عليها , وهذا ما تخشاه الإمارات بحسب مصادر سياسية .

أزمة قطر

أثرت أزمة قطر مع الإمارات والسعودية من زيادة تخبط الإصلاح  إذ تؤثر العزلة التي أصبحت تعيشها الدوحة، على قرارات الحزب الذي درج على مراعاة مزاج السلطة في قطر عند إصدار مواقفه من القضايا السياسية في اليمن.

وتوفر قطر التي تحتضن عددًا من قادة التنظيم الدولي للإخوان رعاية رسمية، لأجنحة التنظيم في عدد من الدول، ومن بينها اليمن، ويتخذون من قناة الجزيرة في الدوحة منبرًا إعلاميًا للتأثير على الرأي العام في بلدانهم المختلفة.

وقع الإصلاح في مأزق حقيقي , حيث لا يستطيع ان يقف مع قطر وهو في كنف الرياض , ولا يستطيع ان يؤيد ابو ظبي والرياض وقطر توفر لهم الحاضنة الأقوى في المنطقة , حاول الإصلاح تلافي هذه الأزمة  فمارس هويته المفضلة التلون والقفز على الحبال فأصدر بيانا من فرع تعز بتاريخ 05 يونيو 2017 اعلن فيهت يأييده قطع  العلاقات مع قطر .

لم يشفع هذا البيان للإصلاح لدى أبو ظبي التي استمرت بحربها عليه ويعود هذا الخلاف إلى معرفة ابو ظبي بمشروع الأخوان المسلمين الرامي للسيطرة على السلطة حسب مراقبون .

يرى الكاتب السياسي بشير عثمان ” أن الإمارات تخشى الإخوان بسبب تهديدهم لها  ونظامها ووجودها واستقرارها,  وقد نشرت تقارير عن مؤامرة لاسقاط نظام الامارات في اطار مشروع الخلافة الاسلامية الاخوانجي, وهو مشروع افشله الرئيس السيسي وقوضه للابد,  ويبدو ان الامارات أدركت خطر الاخوان وأبعاده المتطرفه وإرتباطه بالجماعات الإرهابية حد قوله .

 

مع استمرار أزمة قطر استمر الصراع بين الطرفين بالتصاعد واستمر معها كوادر وبعض من قيادات الإصلاح وبعض المواقع الإخبارية المحسوبة على الحزب  بمهاجمة الإمارات واصفين التواجد الإماراتي في جنوب البلد ب ” الإحتلال ” .

الإمارات ردت على تلك الحملة الإعلامية بحملة أخرى , من خلال قنواتها وصحفها , واتهمت الإصلاح يالتعامل مع ” الحوثي وصالح ” ورفعت بأسماء قوائم صحفيين وناشطين اصلاحيين يقيمون بالرياض بتهمة التخابر مع قطر بحسب ما قاله نبيل الأسيدي عضو نقابة الصحفيين  قبل ثلاثة أسابيع أستمر التراشق الإعلامي بين الطرفين , الإصلاح يتهم الإمارات بإحتلال المناطق الجنوبية والسيطرة على المواني البحرية , والإمارات ترد بتهم مقابلة ,ويرافق حملتها الإعلامية تحركات عسكرية وسياسية لتجريد الإصلاح من قوته ونفوذه .

 

الإصلاح ينحني للعاصفة

لم يستطع الإصلاح السير في مواجهة ابو ظبي علنا , حتى قام باللعب بالمواقف وهذه المرة ببيان منافي لما تقوله مواقف قيادات وبعض من إعلام الحزب وذلك حينما  أصدر فرع حزب الإصلاح في تعز  ” بيانًا ” يوم  التاسع من الشهر الجاري شكر فيه دول التحالف في اليمن، خاصة الإمارات وما تقوم به في الجانبين التنموي والاقتصادي في اليمن.واعتبر فرع الحزب في تعز الإمارات شريكًا أساسًا في عملية التحرير، مشيرًا إلى أن هناك جهات تحاول بث الأكاذيب ونشر الشائعات لمحاولة تصوير حالة من القطيعة والخلاف بين الإخوة في الإمارات والجيش والمقاومة في تعز، بحسب تعبير البيان.

البيان لاقي استنكارا وسخرية من قبل أعضاء الاصلاح قبل غيرهم , والذي بدروهم أستمروا في هجومهم على ابو ظبي ومنهم توكل كرمان وأحمد الشلفي  بالإضافة ألى مواقع أخبارية أخرى كمارب برس .

مراقبون أعتبروا البيان إشارة إنحناء لابو ظبي سيما والحزب يتخذ مواقفه حسب  مزاج الارتهان للخارج ,

لم يمر سوى أيام على بيان الإصلاح الشاكر للإمارات حتي ردت عليهم ,لكن بطريقتها تلك الطريقة التي لم يجد الحزب كيف يتصرف حيالها أكثر من ذلك .

وفاة المشترك

ردت الإمارات على بيان الإصلاح الأخير بحركة سياسية أدت إلى  وفاة “المشترك” ذلك حينما أقدمت خمسة أحزاب يمنية اربعة منهم ضمن تكتل اللقاء المشترك إلى الإعلان عن تكتل سياسي جديد  بتاريخ  الإثنين – 14- من الشهر الجاري , وضم هذا التكتل  “الاشتراكي والناصري والتجمع واتحاد القوى الشعبية والعدالة والبناء “, بإستشناء الإصلاح , وبحسب مصادر سياسية “فأن اللجنة التحضرية للإئتلاف تواصلت مع الإصلاح للدخول لكنه رفض “

وبحسب المعلومات التي حصل عليها الخبر اليمني ” فأن الإتلاف تشكل بإيعاز تماراتي الهدف منه مواجهة الإصلاح على غرار ما حدث في الجنوب حينما تشكل المجلس الإنتقالي الجنوبي , وتسعى الإمارات لإنشاء قناة تلفزيوينة للائتلاف بالإضافة الى دعم مالي الكبير  ستدفعه لهم من أجل مواجهة الإصلاح سياسيا وعسكريا وإعلاميا خاصة في محافظة تعز الذي يعتبرها الحزب قاعدته الأولى .

الإصلاح وحيدا

يعيش الإصلاح تخبط لم يعشه من قبل , فالموقف الذي يعيشه صعب , لاسيما والإمارات مصرة على” تحجيمه وتقليص نفوذه ”

 وجد الحزب نفسه وحيدا,  غير أن هذه المسألة تبقى مسألة وقت، وقد يلجأ إلى طرفين , أحدهما  صالح أما الآخر فجماعة أنصار الله , ويتضح هذا التوجه من  دعوات أطلقتها قيادات كبيرة في الحزب للتصالح مع صنعاء  أبرزها دعوة عضو مجلس النواب عن كتلة حزب الاصلاح ” الشيخ جعبل طعيمان  بتاريخ  10 من الشهر الجاري ” الذي دعا للتحالف والحوار بين حزبه  وجماعة ” أنصار الله ” والتكتلات السياسية اليمنية.وكذلك دعوة مماثلة أخرى بعد يوم من الدعوه السابقة من القيادي البارز في حزب الإصلاح وعضو مجلس النواب الشيخ محمد الحزمي تضمنت الدعوة للمصالحة بين حزبه والمؤتمر وأنصار الله  ، لحل الأزمة والخروج منها عبر الحوار والمشاركة  , فأيهما سيختار ؟؟

وحين قرر صالح إقامة مهرجان حزبي في السبعين  هرول حزب الإصلاح خلف التسريبات التي قالت بأن المؤتمر سيعلن الإنقلاب على الحوثي. 

ونقلت مصادر صحفية أن الإصلاح عقد لقاءات مع قيادات مؤتمرية قبل يوم الخميس خصوصا في محافظة عمران وذلك من أجل التنسيق بين الطرفين , واضافت المصادر ان قيادات الإصلاح تعهدت بالمشاركة بالحشد لفعالية المؤتمر .

وبحسب مصادر حضرت ميدان السبعين فإن الاصلاح تواجد بكثافة عالية في الحشد بواسطة المئات من أعضاءه

 

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة