السعودية فشلت في حصار قطر.. وأنقذت الأسد.. مجلة أميركية تكشف كيف استفادت إيران الصبورة من حماقات الرياض

اخترنا لك

الخبر اليمني / متابعات خاصة

نما تولي وجهك في الشرق الأوسط تجد انتصاراً دبلوماسياً أو سياسياً أو عسكرياً لإيران التي فازت بفضل صبرها اللانهائي وحماقة أبرز خصومها.

محمد أيوب الأستاذ في العلاقات الدولية بجامعة ميشيغان الأميركية، والزميل البارز في مركز السياسة العالمية بواشنطن اعتبر في مقال نشر لمجلة The National Interest أن حماقة السعودية كانت بدرجةٍ كبيرة هي السبب في فوز إيران بجولةٍ أخرى في الحرب الإيرانية السعودية الباردة التي تسود المشهد السياسي حالياً في منطقة الشرق الأوسط.

الهزيمة الأولى: لماذا فشل الحصار السعودي على قطر؟

ولفت المقال إلى أن الرياض كانت قد فرضت على قطر حصاراً سياسياً معتقدةً أن هذه العزلة التي فرضتها بالاتفاق مع بعض الدول العربية الحليفة لها ستدفع الدوحة إلى العودة مهرولةً إلى الأخ الكبير مطأطأة الرأس.

وكان هذا الافتراض مبنياً على الاعتقاد بأن إمارة قطر الصغيرة معتمدةٌ للغاية على الدولة الكبيرة المجاورة لها في الشؤون التجارية، والنقل الجوي، واستيراد الغذاء وغيره من السلع، إلى درجةٍ تجعلها عاجزةً عن تحمُّلِ الحصار الاقتصادي السعودي وحظر السفر المفروض عليها. لكن ما حدث كان العكس.

فقد رفضت قطر جميع مطالب السعودية رفضاً قاطعاً، بما في ذلك غلق قناة الجزيرة، وفوق كل هذا الحد من علاقتها مع إيران، تلك التي تشترك معها في أكبر احتياطات الغاز الطبيعي في العالم.

وكانت قطر قادرةً على فعل ذلك لسببين. أولاً، ساعدت إيران وتركيا قطر على التغلب على العقوبات عبر كسر الحصار ونقل الإمدادات والسلع إلى الدوحة عن طريق الشحن الجوي والبحري.

وثانياً، فشلت السعودية في أخذ القيمة، التي تمنحها واشنطن للعلاقات الأميركية القطرية، بعين الاعتبار، تلك القيمة المبنية بشكلٍ رئيسيٍ على حقيقة أن أكبر قاعدة جوية أميركية في المنطقة متمركزة في قطر ويعتبرها البنتاغون حيوية لعملياته الجوية في كل من أفغانستان وسوريا.

وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعادية لقطر، والنابعة من جهلٍ تامٍ بقيمة قطر الإستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، كان رد وزارة الخارجية الأميركية على الأزمة مختلفاً للغاية سواءً بشكلٍ علني أو خاص. وأدركت الرياض أن أي تهديدٍ باستخدام القوة ضد قطر قد يواجه معارضةً أميركية ويضر بالأهداف الأكبر لشراكتها الاستراتيجية مع واشنطن في الخليج.

وبفضل الحماية التي وفرها لها العاملان السالف ذكرهما، باتت قطر قادرةً على تحدي السعوديين وإثارة غيظهم. وقد فعلت الدوحة هذا بالضبط مستمتعةً بما تفعله. 
في 23 أغسطس/آب 2017، أعلنت قطر عن قرارها “بتعزيز العلاقات الثنائية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في جميع المجالات” وعودة سفيرها إلى طهران بعد محادثة هاتفية جرت بين وزيري الخارجية القطري والإيراني.

ويُمثّل هذا نصراً كبيراً لإيران وتطوُّراً كبيراً لجهودها الرامية إلى استعادة العلاقات الطبيعية مع دول مجلس التعاون الخليجي، الذي تُسيطر السعودية عليه بشكلٍ كامل.

ماذا سيحدث في سوريا؟

ورأى الكاتب أن هذا التقارب الرسمي بين إيران وقطر ستكون له، على الأرجح، تداعيات هامةٌ على الجبهة السورية، مشيراً إلى أن إيران وقطر تقفان على جانبين متضادين في الصراع السوري، إذ تدعم إيرانبشار الأسد، بينما تدعم قطر، مثل السعودية وتركيا، قوات المعارضة متعددة الأطياف.

ويحتمل أن تحد قطر، من دورها في سوريا وتُقلِّص، تمويلها للقوات المعارضة للأسد.

ومن المهم أيضاً أن تقارب إيران مع قطر جاء في أعقاب تحسُّن العلاقات بين طهران وتركيا. وساهمت الإجراءات السعودية غير الحكيمة ضد قطر في تعزيز التقارب بين أنقرة وطهران.

ولدى تركيا مصالح كبيرة في قطر، إذ تُشيِّد قاعدةً عسكرية في الإمارة الخليجية، والأكثر من هذا أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجمعهما علاقة وطيدة .

والآن، جاء دور تركيا لرد الجميل، وقد وافق البرلمان التركي على نشر قوات يتراوح عددها ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف جندي تركي في قطر لمساعدة الأمير على حفظ “الأمن الداخلي”.

وبهذا، انفصلت تركيا بشكلٍ قاطع عن السعودية واصطفت مع إيران في القضية القطرية رغم اختلاف مصالحهما في سوريا.

وتعمل أنقرة وطهران على تقليص هذه الاختلافات أيضاً ويبدو أن أنقرة تقدم بعض التنازلات. فقد تقبَّلَت واقع أن الأسد، المدعوم من قبل إيران، لا يمكن عزله بالقوة.

وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم في 20 أغسطس/آب 2017 عن هذا التحول في السياسة التركية، والذي كان يُعد له على مدار عام، عندما صرَّح بأن تركيا مستعدةٌ لـ”تسوية الأزمة عبر إشراك جميع الأطراف الهامة بها بمن فيهم الرئيس السوري بشار الأسد”.

ويُمثل هذا نصراً كبيراً لإيران، إذ تُصمّم طهران على دعم الأسد وتواصل نشر قوات حزب الله الحليف لها وبعضٍ من نخبة قوات فيلق القدس التابع لها في سوريا.

كيف أنقذت السعودية الأسد؟

ومهَّدَت السعودية، بسبب حساباتها الخاطئة المبنية على الغطرسة أكثر من أي شيءٍ آخر، الطريق أمام آخر انتصارات الدبلوماسية الإيرانية.

وبدأت دبلوماسية طهران الماهرة وصبرها اللانهائي يؤتي ثماره أخيراً. كما بدأ تقارب إيران الشيعية مع قطر وتركيا السُنّيتين في الوقت نفسه يُحطِّم الأسطورة التي تقول أن معاناة الشرق الأوسط قائمةٌ على الشقاق بين الشيعة والسُنّة الممتد على مدار 1400 عام.

كان هذا سلاحاً رئيسياً توظُّفه ترسانة الدعاية السعودية نظراً لأن غالبية سكان العالم العربي هم من المسلمين السُنّة. لكن هذه الرواية فقدت مصداقيتها وبات جلياً أن التنافس بين السعودية وإيران نابعاً من الصراع على النفوذ السياسي البحت وليس العداء الطائفي قديم الأزل.

وبعد أن منعت إيران مواطنيها من الحج العام الماضي 2016، فإنها وجهت هذا العام الشكر للسعودية على حسن تنظيم موسم الحج لهذا العام ورأت أنه بعد الحج باتت الفرصة سانحة لإجراء مفاوضات بين القوتين الإقليميتين، بينما منعت قطر الدولة العربية الخليجية والحليفة السابقة من الحج.

واختتم الإثنين موسم الحج لهذا العام الذي شهد تجمع أكثر من مليوني حاج في البقاع المقدسة بالسعودية.

 

 

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة