معتقلون لا صوت لهم ..ماذا تعرف عن السجون السرية في مارب؟

اخترنا لك

 الخبر اليمني/خاص:

لم تستطع أسرة الدكتور مصطفى حسين المتوكل  أن تعي حجم الفاجعة الآتية قبل أيام من أنباء وفاة ابنها الحسين مصطفى  المتوكل بحادث مروري في ماليزيا، فما تزال الأسرة حتى تلك اللحظة تبحث عن بصيص أمل يأتي ولو بأنباء عن حال والده الدكتور مصطفى المتوكل المعتقل قسريا لدى الفصائل الموالية للتحالف في محافظة مارب.

توقفت والدته الدكتورة إلهام المتوكل وأبناءها عن النشر على صفحات الفيس بوك باستثناء نبأ الوفاة الذي كتبه شقيقه محمد فالأسرة التي لا تدري لماذا اعتقل ربها ومنذ 6 أشهر تملأ صفحاتها بصوره ومناشدة الأحرار والمنظمات الحقوقية لإطلاقه كونه باحث أكاديمي لا شأن له بأي طرف سياسي ولا وزر له سوى لقبه “المتوكل” هذا اللقب “الهاشمي” الذي أصبح ذنبا عند الفصائل الموالية للتحالف يستوجب صاحبه الإخفاء القسري.

 اعتقل الدكتور والباحث الأكاديمي المتخصص في المجال الاقتصادي بجامعة صنعاء  مصطفى حسين المتوكل في شهر مايو الماضي أثناء عودته من دولة المغرب والتي سافر إليها للمشاركة في مؤتمر دولي علني حول الاقتصاد العالمي.

وقالت الفصائل الموالية للتحالف حينها إنها ألقت القبض على قيادي حوثي كبير  رغم تأكيدات جميع زملائه وأصدقائه أن لا علاقة له بأي طرف ورغم عدم تبوئه أي منصب في جماعة أنصار الله

  محمد المتوكل أحد أقرباء المعتقل كتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي  انه لا يعلم عن مصير الدكتور مصطفى اي شيء منذ اعتقاله. ولا عما هو مبرر اعتقاله التعسفي من قبل فصائل التحالف هناك.

وعن الزيارة للمتوكل قال محمد ان الفصائل الموالية للتحالف بمارب لم تسمح لأسرته ولا لأحد للاطمئنان عليه، كما انهم لم يسمحوا لهم حتى بسماع صوته، او  معرفة أي تفاصيل أخرى عنه، وبحسب منشوره ، قال ان الفصائل الموالية للتحالف والجهات المسؤولة في مارب الى الان لم توجه للدكتور مصطفى أي تهمة ولم يحال للنيابة والقضاء.

نتيجة بحث الصور عن مصطفى المتوكل

وكتبت زوجة الدكتور المعتقل منشوراُ في وقت سابق على صفحتها في الفيس بوك قبيل أسبوعين  قالت فيه ان أكثر صعوبة في اعتقال واخفاء زوجها مصطفى خلال الستة الأشهر الماضية انها لا تعلم في أي سجن يقبع  بالضبط.

وأوضحت الدكتورة إلهام في منشورها أيضا انها لا تعلم كيف صحته في ضل غياب الدولة القانون والقضاء ولا توجد سلطة تخاف الله بمارب حسب منشورها.

وعن متابعة زوجها المعتقل قالت انه لم يقوم أحد في مارب بدعوتهم للمتابعة خلف زوجها ولم يدعونا لنتابع الاجراءات القانونية التي تطلق سراحه، كما انهم لم يبلغونا للحضور في حالة انه سيحال للقضاء للمحاكمة، لنعين محامي للدفاع عنه، واستغربت بقولها ان الأدهى من هذا كله ان هناك لاتزال منظمات حقوقية دولية تتوسل للدول الظالمة المجحفة بحقوق الانسان كي تعطف على البشر في ابسط حقوقه وتتركه هو وضميره الذي لا وجود له وينتهي دورها عند هذا الحد.

 المتوكل أحد مئات المعتقلين في سجون الفصائل الموالية للتحالف بمارب بطريقة تعسفية  ضد المسافرين والمارة هناك. 

وقالت مصادر خاصة “للخبر اليمني ان الفصائل الموالية للتحالف تتخذ من نقطة الفلج المشهورة كمكان لاعتقالات المواطنين عبر الهوية.

في نفس النقطة وقبل حوالي عام اعتقل الطالب أمير الدين جحاف اثناء عودته إلى مصر لإكمال دراسته العليا بعد إجازة قضاها في اليمن.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏‏

يقول أحمد جحاف شقيق المعتقل إنه مر عام منذ اختطاف شقيقه أمير الدين جحاف في مأرب من قبل الفصائل الموالية للتحالف عندما كان مسافرا الى القاهرة عبر طريق مارب متجها إلى مطار حضرموت بسبب إغلاق مطار صنعاء.

وأضاف أحمد ان” الدكتور امير كان يظن ان المرتزقة لديهم قليل من القيم والأخلاق وأنهم سيسمحون لطلاب العلم بالمرور. الا ان المرتزقة لا يريدوا الا العبودية والدمار والدماء والنهب والإقصاء لكافة أبناء الشعب.

شقيق المعتقل امير عبر أيضا في منشوره معاناة أسرته وهي تنتظر ابنها امير المعتقل منذ أكثر من عام. هكذا.

وتابع في منشوره : ان اعتقال شقيقه جريمة وقد أصبحت جرحا مفتوحا في قلوب اسرته. واعتبر ان مثل هذه الاعمال التي تمارسها جماعات الإصلاح بحق طلاب معتقلين أبرياء في مارب قال ستبقى وصمة عار في جبين الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية والانسانية التي تتعامل بانتقائية مع القضايا الانسانية.

وأضاف أحمد جحاف: إن اغلاق مطار صنعاء كانت جريمة انسانية بحد ذاتها، لكن العدوان ومرتزقته لم يكتفوا بذلك لكنهم سلطوا من يمارس الارهاب في الطريق الذي يؤدي الى مطار سيئون ويختطف المسافرين بناء على هوياتهم بغرض اخافة الناس من السفر بشكل عام. متسائلا عن أسباب اعتقال شقيقه: هل كونه ينتمي الى اسرة هاشمية هل هذا ذنبا كافيا ليختطف ويعتبر صيدا ثمينا وهدفا مشروعا من وجهة نظر من يتبنون الشأن الإنساني!.

 

قصص تعذيب حتى الموت

في ضل صمت وتواطؤ دولي للمنظمات الحقوقية العاملة في اليمن على ما يحدث بحق المعتقلين  في سجون الفصائل الموالية للتحالف بمأرب، تستمر الانتهاكات ضد المعتقلين في سجونها الكثيرة.

 وتعتبر حادثة مقتل الشيخ مبخوت صالح النعيمي أحد مشايخ قبيلة ” عيال غفير ” الذي توفي داخل سجن الاستخبارات العسكرية بمأرب إثر التعذيب الوحشي بالكهرباء والضرب حتى فارق الحياة في شهر مارس الماضي.

الفصائل الموالية للتحالف اعتقلت النعيمي بتهمه انه متحوث لتودعه في احدى سجونها، حيث ظل هناك حتى أعلنت المليشيا ان سبب وفاته كان بظروف غامضة.

أحد أقرباء القتيل النعيمي، في تصريح سابق لموقع “عدن الغد  قال “اننا تأكدنا ان وفاة الشيخ النعيمي داخل معتقل حزب الاصلاح بمارب، وانه لا يستبعد ان وفاة النعيمي حدثت تحت التعذيب”

 وفي سياق مشابه توفي معتقل اخر داخل سجن مارب المركزي قبل النعيمي إثر التعذيب فارقه الحياة. المعتقل يدعى محمد بن محمد العودري، الذي عذبته المليشيا بالضرب وبأسلاك الكهرباء حتى الموت. أمضى العودري في سجن مأرب المركزي ما يقارب العام دون أن توجه له تهمة واضحة.

وحسب تقرير نشره موقع اليوم الثامن فإن السلطات الأمنية التابعة لمليشيات الإصلاح بمارب قامت بضغوطات كثيرة على أسرة القتيل العودري الذي لقي حتفه بسجن المحافظة متأثرا بجراحه الناتجة عن عمليات التعذيب. وقد اخفت قيادة أمن مأرب خبر وفاة العودري لأكثر من شهر، دون إشعار أسرته بوفاته، وبعد معرفة اسرة القتيل بشهر نبأ وفاة ابنهم قامت مليشيات الإصلاح بمساومة أسرة القتيل بالتنازل عن القضية باعتبار ان وفاة ابنهم كانت طبيعية، نتيجة إصابته بالكوليرا، مقابل تسليم الجثة لذويه.

 

 

الاعتقال بالهوية

يقبع في محافظة مأرب ما يقارب ال 1000 معتقل حسب ما قاله ناشطون للموقع، وان المعتقلين يتوزعون في سجون الاستخبارات العسكرية وفي سجن ابن غريب وسجن ال الأحمر وسجن المركزي بالإضافة الى السجون الخاصة والسرية التي تخفي اماكنها مليشيات الاصلاح. وتمارس مليشيات الإصلاح حملة اعتقالات على الخط العام لمسافرين عابرين سبيل.

البعض اعتقلته المليشيا بذريعة انهم يحملون القاب تنتمي لأسر يمنية هاشمية منهم طلاب جامعات يدرسون في الخارج وتجار وموظفين وعمال ومرضى خرجوا للعلاج تم اعتقالهم هناك. وعلى سبيل الذكر لبعض المعتقلين الذين اعتقلتهم مليشيات الإصلاح بذريعة القابهم وهويتهم منهم عادل أبو طالب والسقاف والدكتور المتوكل وجحاف واخرون ما يزل مصيرهم مجهولا حتى اللحظة في سجون الإصلاح بمارب.

 

 منظمات تحذر وأهالي لا يستطيعون متابعة خلف معتقليهم 

وحذرت منظمات محلية وتقارير حقوقية من تفاقم اوضاع المعتقلين في سجون مارب، لما يتعرضون له من انتهاكات وتعذيب وحشي. كما كشفت أيضا ان وقوع حالات اختفاء قسري وتعذيب وخلافهما من ضروب وسوء المعاملة من قبل المليشيات هناك من أودت عمليات التعذيب إلى وفاة عدد من المعتقلين في مأرب.

 ويقول الناشط الحقوقي أبو الزهرة الشريف في منشور على الفيس ان آهالي والمعتقلين لا يستطيعون حتى الذهاب للبحث عن معتقليهم في مارب لأنهم قد يصبحوا عرضه للاعتقال. وأشار لو كلف أحد أقرباء المعتقلين للبحث عن معتقل فإنه لن يستطيع معرفة مكان قريبه المعتقل في مارب، الا إذا كان له معرفه بأحد من زعماء العصابات هناك التي تحكم محافظة مأرب. واضاف ان هناك ممارسات عنصريه قذرة وتحاول المليشيات في مارب على ترسيخها كثقافة ويعملون على نشرها بين اوساط المجتمع. وتطرق الى ان هذه الجماعات في مارب متطرفة ولا تقبل أي اختلاف ولا تؤمن بالحرية والكرامة

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة