أرجوكم، لا تقتلوا شارلي دعوه ينتحر بسموم بذاءاته!

اخترنا لك

غادة السمان:

كنت كعادتي أشتري الصحف من (كيوسك) في شارع الشانزيليزيه الباريسي لأنني أجد لديه معظم المجلات والصحف العربية كما الفرنسية والإنكليزية. وقعت عيناي على غلاف مجلة «شارلي ايبدو» الأسبوعية، ولفتني غلافها الممعن في البذاءة السوقية ويؤذي مشاعر مليار و800 مليون مسلم أو أكثر.
أنقل لقارئي كاريكاتور غلافها، فهو يمثل الإسلامي السويسري طارق رمضان الذي حصل على (إجازة إرغامية) شبه عقابية كأستاذ في جامعة أوكسفورد البريطانية الراقية بسبب فضيحة جنسية لا ندري مدى صحتها، اتهمته بها هندة عياري، وانضمت إليها أخرى كما بعض تلامذته الفتيان في جنيف. وأنا لا أصدقها ما دام لا دليل ماديًا عليها. غلاف «شارلي ايبدو» الممعن في البذاءة رسم (عضو) رمضان ضخما كعمود وجاء التعليق حول (عضوه) يقول: هذا عمود الإسلام السادس (في إشارة إلى أركان الإسلام الخمسة) النطق بالشهادتين. الصلاة. الزكاة. صوم رمضان. الحج لمن استطاع إليه سبيلا. وهكذا تجاوز الكاريكاتور حرية السخرية إلى أرض الإهانة الجماعية (لأصحاب دين معيّن).

الابن المدلل (المفسود) للحرية

قبل عامين ونيّف، يوم تم إطلاق النار وقتل عدد من محرري «شارلي ايبدو» على أيدي إسلاميين مجروحين صرخنا: «أنا لست شارلي، ولست قاتل شارلي»، هذا بينما خرجت تظاهرة مليونية فرنسية شعارها «أنا شارلي» فالحرية في فرنسا مقدسة باستثناء حرية انتقاد (اوشوتز) وحقائق (الشوا) اليهودية!!
واليوم نشعر أن تلك المجلة البائسة تتسول محاولة اغتيال (شرط أن تكون فاشلة) لتستعيد وهجها بعدما طالها النسيان العادل، ولذا زعمت (شارلي ايبدو) أن تهديدات بالقتل وصلتها بسبب هذا الغلاف ومحتوى العدد الذي لا يقل بذاءة.
وفرنسا الرائعة في حرصها على الحرية الإعلامية تجاوبت مع ذلك (الإعلان الكاذب) وشاهدنا في (المجلس النيابي) من يثير تلك القضية ورئيس الوزراء إدوارد فيليب يخطب معقبًا رافضًا أي تطاول على حرية الكاريكاتور. ولكن هل نحن أمام حرية (البذاءة) وجرح مشاعر نحو ملياري مسلم أم أمام حرية القول؟..
(شارلي) هو الابن المدلل المفسود للحرية، وأتمنى ألا يصيبه مكروه ليموت غيظا ويتعفن بتفاهة محتوى كاريكاتوراته التي صارت تخلو تماما من فن الكاريكاتور الراقي الفرنسي.. وتحولت إلى بطاقة دعوى للاغتيال آملة ألا يتجاوب معها أي مسلم، والأفضل استشارة المحامين: ألا يمكن إقامة الدعوى على (الرفيق) شارلي ببند قانوني وهو الذي أساء إلى المسلمين بأكثر من أي كلام يشكك في أرقام قتلى (الشوا) واوشويتز والاضطهاد النازي لليهود وهو كلام يعاقب عليه القانون الفرنسي ويتم استثناء ذلك من الحرية الفكرية الفرنسية (المقدسة).

سوء النية الذي يدعم الاسلاموفوبيا!

من بين عشرات الفضائح حول التحرش الجنسي في هوليوود وفرنسا وبريطانيا والسويد وسواها ألم يجد (شارلي) ملهما للكاريكاتور غير طارق رمضان بغض النظر عما إذا كان بريئًا ام لا؟
ولِمَ اتهم شارلي (المسلم) الوحيد الذي طالته التهمة من بين عشرات التهم المشابهة لعشرات المتهمين في مختلف البلدان؟ 
ألِأنه المسلم الوحيد بين المتهمين؟
ألِأنها شريك في صناعة (الإسلاموفوبيا)؟
هل تلقت حقًا التهديد بالقتل وهو أسلوب معروف لإثارة الاهتمام وهو كاذب فنحن نعرف أن الذين جرحهم لا يهددون بل ينفذون!
ثم إن موضوعات التحرش لا تنقص مجلة مثل «شارلي» أو سواها فلِمَ خصت بغلافها المسلم الوحيد المتهم؟ ماذا عن فضائح القطب الهوليوودي هارفي واينستين مع ثلاثين مشروع نجمة؟
ألا تمكن السخرية كاريكاتوريًا أيضًا من المخرج جيمس توباك وكيفن سبايسي الذي اتهمه (ممثل مكسيكي) بالتحرش كما اتهمه انتوني راب بذلك ـ حين كان عمره 14 سنة ـ.
وحتى انتقال فضائح التحرش إلى بريطانيا واستقالة وزير الدفاع مايكل فالون في إثر فضيحة من هذا النمط لم تلهم كاريكاتور غلاف شارلي.. فلِمَ طارق رمضان بالذات؟
ألِأن هذا الرسم يغذي (الإسلاموفوبيا) التي يعاني منها كل مسلم في الغرب حين يشعر أنه مدان دون أن يقترف ذنبًا وعليه إثبات براءته بدلًا من العكس..

قتل شارلي سيقتل سمعتنا!

واينستين اعترف ثم ذهب ليتعالج من (تغوله) الجنسي. الفرنسي جيلبير روزون القطب في القناة الفرنسية رقم 6 اعترف بالتحرش بالعديد من الصبايا واغتصاب بعضهن. وقال إنه «آسف بصدق» كما نقل المصدر الصحافي زوي لوازو قوله في تحقيق من صفحتين في مجلة «فواسي» الفرنسية 2Nov.. طارق رمضان لم يعترف بشيء، ولكن تم اصطفاؤه من بين الجميع لرسم بذيء كاريكاتوري على غلاف (الرفيق) شارلي. أنا لا أدافع عن رمضان بل عن حق المسلم بمعاملة عادلة حتى في حقل الفضائح (!!) وعدم الإساءة إلى أي دين توافق أن المتهم بالتحرش يحمله.

نتهم المذنب ولا نهين دينه

حين انفجرت فضيحة القساوسة الفرنسيين الذين اتهموا بالاعتداء الجنسي على طلابهم المراهقين لم يتهم أحد منهم أو منا الدين المسيحي أو المسيحيين كلهم بل تم توجيه الاتهام إلى الفاعل، فلِمَ يتم اتهام الإسلام والسخرية من أركانه سواء كان طارق رمضان اقترف ما اتهم به أم لم يقترفه؟ وهل تدين أعماله (المفترضة) الدين الإسلامي أو بقية المسلمين؟
يعوي شارلي: إنهم يريدون اغتيالي؟ أرجوكم ـ لا تحاولوا اغتياله ودعوه يموت غيظًا!!

 

الخبر اليمني/أقلام

أحدث العناوين

A German attack on “Houthi” with the failure of the European mission in the Red Sea

On Tuesday, Germany launched an unprecedented attack on Yemen, coinciding with its confirmation of the failure of the European...

مقالات ذات صلة