استثمار دم “الحمادي” – تقرير

اخترنا لك

تدخل قضية اغتيال قائد اللواء 35 مدرع في تعز، عدنان الحمادي، منعطفا خطيرا مع تسويقها من قبل اطراف عدة.

خاص – الخبر اليمني:

بالنسبة لخصوم الحمادي ، أو القيادات العسكرية والسلطة المحلية المحسوبة على الاصلاح، فإن “اكرام الميت دفنه”، بغض النظر عن مضامين التحقيق الذي اعدته لجنة “المحور” و افرغ القضية نهائيا بإطلاق سراح المتهمين وحصر التهمة على 4 مرافقين سمحوا لـ”مختل عقليا” بدخول مجلس شقيقه بسلاحه “المسدس”، أو حتى  السناريو الذي ورد  في التحقيق بدء باحتضان الحمادي القاتل لشقيقه الاكبر ووضع مسدس في راسه واطلق عيارات  نارية عليه، وكان الحمادي القتيل ليس رجل عسكري حتى يسقط بهكذا سهولة، ناهيك عن اغفال التحقيق لقيادات في حزب الاصلاح في التربة كانت في مجلس الحمادي وحتى  الاشهر الـ4 التي قضاها القاتل خارج قريته وتلقيه دورات في مقر حزبي بمدينة الضربة.

بقدر ما تبدو دعوة هؤلاء للدفن  “اكراما”، يراها مناوئين لهم أو متهمين لهم بتدبير الحادثة، محاولة لـ”دفن القضية”. فالحرص “الاصلاحي” على انهاء قضية الحمادي يفسره هؤلاء  بانه محاولة  لتهدئة التوتر في المنطقة التي اضاف عليها اشهار  معسكر يفرس التابع للحزب في الحجرية  الكثير من الشرر.

توقيت اعلان المعسكر الخاص بالعائدين من الحدود  يشير إلى استشعار مبكر من “الاصلاح” بخطورة القضية بعيدا عن الابعاد الاقليمية، وهذا يمثل كرمي حجر في فوهة بركان نشط.

هذا التطور الذي يصنف كتحرك لخصوم الامارات وتحديدا قطر وتركيا،  قد يأخذ القضية والمنطقة برمتها بعيدا خصوصا في ظل التحشيد والتعبئة.

الامارات التي فضلت الصمت عقب مقتل الحمادي، مع انها فجرت انقلاب على قوات هادي في عدن بمقتل ابو اليمامة، تدخلت مؤخرا بدفع الانتقالي لإضافة الحمادي إلى كشوف “شهداء المقاومة الجنوبية” الذين يتلقون رواتب من ابوظبي متجاهلة في هذه هوية الحمادي “الشمالية” والتي ظلت تشكل كابوس للانتقالي منذ نشأته في 2016.

اضف إلى ذلك دفعها باللواء 35 مدرع التابع لها في الريف الجنوبي لتعز لرفض توجيهات لجنة علي محسن لدفن الحمادي وتصعيدها عبر اللواء ببيان  ناري حذر من تمييع القضية.

تستفيد الامارات حاليا من الغضب الشعبي في الحجرية  الذي كلل بمخيم اعتصام على خطوط التماس بين قوات الاصلاح واللواء الذي لا يزال الاخوان يتوجسون منه ويحاولون تفكيكه باستقطاب قيادات فيه، وكل همها الان الدفع بتعزيزات تتحدث مصادر اخبارية عن تحضيرها ضمن موكب تشيع الحمادي والهدف  تمكين قوات طارق الذي رفض الحمادي قبل مقتله وجودها هناك.

بالنسبة للإمارات التركيز الان على يفرس الذي لا يبعد كثيرا عن المناطق الخاضعة لسيطرتها في ريف تعز الجنوبي الغربي والممتدة إلى لحج بوابة عدن الشمالية والساحل الغربي لتعز الذي تريد حكرها على طارق.

المعسكر الجديد قد يشكل خطرا على وجودها المتنامي في باب المندب والمخا وقد يشن المخلافي بمعية الاصلاح هجوم كاسحا في اية لحظة، وحتى لا تصحا ابوظبي على كابوس اخر في تعز  تحاول الان الاستفادة القصوى من قضية الحمادي لتعزيز وجودها على الضفة الاخرى لتعز  وبما يضمن لها قدرة على التصدي لأي هجوم  مستقبلي أن لم يكن للتحضير لاستغلال الغضب الشعبي في الحجرية لمهاجمة معقل الاصلاح في المدينة.

بين فوبيا الامارات وطموح الاصلاح يغتال الحمادي مرة اخرى  وقد تم دفن قضيته مع تشبع تسيسها قبل دفن جثمانه الذي لم يعرف بعد توقيت المراسيم.

 

 

 

أحدث العناوين

فيديو| الجيش المصري يعتدي بوحشية على شاب فلسطيني قرب الحدود مع رفح

وثق ناشطون فلسطينيون، اليوم الأربعاء، مشاهد صعبة لاعتداء حرس الحدود المصري على فتى فلسطيني حاول الهرب من قصف الاحتلال...

مقالات ذات صلة