السعودية بين صواريخ اليمن وصقور امريكا – تقرير

اخترنا لك

خلال الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الامريكي، مايك بومبيو، شهدت السعودية تطورات دراماتيكية على الصعيد العسكري، خصوصا فيما يتعلق بحربها على اليمن، التي تحولت فجأة إلى كابوس، فهل اصبحت المملكة عالقة بين صواريخ اليمن وصقور امريكا أم انها قررت اخيرا اتخاذ قراراتها المصيرية؟

خاص- الخبر اليمني:

بينما كان الوزير بومبيو يستعرض مع الملك السعودي، سلمان وولي عهده، في افخم قصور الرياض،  قدرات بلاده  العسكرية في مواجهات ما يزعمه بـ” الخطر الايراني في اليمن” دوت، الخميس، الانفجارات شمال غرب المملكة..

كانت تلك الانفجارات ناجمة عن هجوم جوي لقوات صنعاء شارك فيه الطيران المسير ووحدة الصواريخ المجنحة، كما يقول الناطق الرسمي لقوات صنعاء، يحي سريع، واستهدفت اكثر المنشآت اهمية بالنسبة للمملكة واكبرها تأثيرا على سوق النفط العالمي.

تأنت صنعاء في اعلان العملية قليلا، فسارعت المملكة نفسها للكشف عن العملية، وعلى لسان ناطق تحالفها، تركي المالكي هذه المرة ، وكان السعودية تريد ايصال رسالة لبومبيو بأن  الحيل الامريكية لم تعد تنطلي عليها.

بومبيو يعرف لدى وسائل الاعلام الامريكية بـ”جناح الصقور” في الادارة الامريكية، وأكثر المسئولين الأمريكيين توقا لاستمرار الحرب على اليمن، وكان حتى قبل ساعات على وصوله الرياض قادما من العاصمة الاثيوبية يتوعد في حين تسوق الدفاع الامريكية زيارته  بعرض  معدات عسكرية وقذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات على أنها شحنات اسلحة “ايرانية” مرسلة  “للحوثين”  في اليمن.

تجاهل بيان البنتاغون توقيت ضبط تلك الشحنات وفي أي بقاع من العالم تمت العملية ، لكنه حرص على تضخيمها حتى وصل به  الحال للحديث عن مطابقة بعض تلك الاسلحة  بيانات بعض قطع الصواريخ التي عثر عليها في المملكة متجاهلا التفريق بين قطع الصواريخ البالستية والاسلحة المتوسطة التي تم ضبطها.

وبغض النظر عن هدف  الإدارة الامريكية التواقة لاستدرار اكبر قدر من الاموال السعودية لدعم حملة ترامب لفترة رئاسية ثانية مع اقتراب موعد الانتخابات،  كان التفاعل السعودي مع الزيارة  فاترا وقد ارسل الملك سفيرته في واشنطن، ريما بندر بن سلطان، لاستقبال اكبر مسئول في الادارة الامريكية وهذه تخالف الاعراف الدبلوماسية، وربما تعمدت الرياض ذلك.

تدرك الرياض بأن ما من خير لزيارة المسئولين الامريكيين منذ افتتاح شهية ترامب على خزائن المملكة، المستنفذة اصلا،  وكل طموحها الان البحث عن مخرج من المستنقع في اليمن يحفظ “ماء وجهها”  بدليل محاولاتها التقارب مع صنعاء بمفاوضات  مباشرة في عمان والاردن وإن غيبت عن الاعلام بفعل المخاوف من ردة فعل امريكية،  فالولايات المتحدة التي تحاول صياغة مستقبل الحرب عبر الامساك بها من رقبة  الرياض سبق وأن  افشلت اية محاولات للتقارب بين اليمن والسعودية ، وربما كان العملية الجوية لصنعاء  ردا على وصول وزير الخارجية الامريكية، فصنعاء التي مارست خلال الاشهر الماضية من اعلان المشاط مبادرة للسلام مع المملكة، سياسة ضبط النفس بوقف الهجمات على السعودية، تدرك مدى المساعي الامريكية لإجهاض ما تم تحقيقه حتى الان سواء بالتصعيد عسكريا أو بالاشتراطات السياسية، وأنه ما من حل مع السعودية الإ باستقلال القرار السعودي اولا، فهل تدرك السعودية ذلك؟

ربما يكون الهجوم الجوي لصنعاء قرع جرس الانذار للمملكة بأن الصبر بدأ ينفذ،  لكن أي تصعيد عسكري للرياض وحلفائها سيكون بمثابة اطلاق رصاصة الرحمة على مبادرة صنعاء التي اوقفت  هجماتها الجوية خلال الفترة والماضية واستأنفتها بقوة تبدو السعودية اقل بكثير من تحمل تكلفتها فهل تبحث الرياض عن حلول خاصة أم تربط مصيرها بالادارة الامريكية التي قد تسقط في اية لحظة.. يبقى ذلك مرهون بنهج الرياض خلال الفترة المقبلة.

أحدث العناوين

الطقس المتوقع خلال ال24ساعة القادمة

الطقس المتوقع خلال ال24ساعة القادمة بمشيئة الله تعالى خلال الفترة من الساعة 16:00 تاريخ 25/04/2024م حتى الساعة 16:00 تاريخ26/04/2024م...

مقالات ذات صلة