كورونا يحبس الانفاس في اليمن – تقرير

اخترنا لك

يعزز تفشي وباء كورونا، الذي اجتاح معظم دول العالم، المخاوف في اوساط اليمنيين، ليس لأنهم لم يعايشوا وباء مثله، بل لأنهم تعبوا من الوضع الصحي المتدهور بفعل الحرب والحصار، والاوبئة المتواصلة والتي حصدت أرواح الكثيرين.

خاص – الخبر اليمني:

في مدينة تريم التاريخية بوادي حضرموت، شرقي اليمن، اشيع  إصابة شخص بفيروس كورونا، حينها لم تنم هذه المدينة العتيقة ولا سكانها، وهو ما اجبر السلطات المحلية في هذه المحافظة التي يوجد فيها واحد من بين اثنين موانئ جوية يسمح تحالف الحرب بقيادة السعودية  بالوصول عبرها إلى الاراضي  اليمنية برحلات شبه اسبوعية، و باعتبارها خاضعة لقواته أو فصائل تنوب عنها، لمحاولة التهدئة بالحديث عن اتخاذ اجراءات في مطار سيئون  للحد من تفشي الوباء.

المشهد ذاته يتكرر في عدن، جنوبي اليمن، حيث  منع اطباء واهالي، الامارات التي تحكم المدينة عبر المجلس الانتقالي الموالي لها، من استخدام كبرى مستشفيات المدينة ويعرف بـ”مستشفى الصداقة” كمركز حجر صحي تمهيدا لنقل للمصابين بالوباء على اراضيها إلى المستشفى.. لم يقتصر الأمر على الاحتجاج واقتحام المستشفى بل وصل الحال بهؤلاء البسطاء لتهديد مدير مكتب الصحة في المدينة بالقتل وهو ما دفع بالمكتب لإلغاء الامر، وفقا لبيان صادر عنه.

على مدى الاسابيع الماضية من اعلان تفشي الوباء في دول كالصين، لم تتخذ حكومة هادي، المدعومة من التحالف، أي اجراء، بل  سمحت لقرابة 100 طالب يمني فروا من الصين بالدخول دون فحص أو حجر صحي، وحتى الاجراءات التي اتخذتها على واقع ضغوط شعبية لا ترتقي لمستوى مواجهة الوباء، وهذا باعتراف مدير مطار عدن الدولي ، عبد الرقيب العمري، الذي تحدث في مقابلة تلفزيونية بأن الاجراءات الموجودة في المطار لا تكفي لاحتجاز مصاب لبضعة ساعات، مع أن الوباء وصل اخيرا إلى دول محاذية لليمن كسلطنة عمان التي اعلنت اكتشاف اول حالة والسعودية ناهيك عن الامارات التي سجلت اكثر من 9 حالات وتسير رحلات جوية بين عدن وابوظبي واخرى سياحية مع جزيرة سقطرى.

تجاهل تفشي الوباء ، واصرار وزارة الصحة في حكومة هادي على ادعاء عدم تسجيل  اصابات، يعزز الاتهامات للتحالف، من قبل ناشطين، باستخدام الاوبئة كسلاح بيولوجي  في حربه ضد اليمنيين خصوصا وأن اوبئة انتشرت خلال العامين الماضيين من عمر الحرب الممتدة لـ5 سنوات، لم يكن اليمنيون يعرفون عنها، كالكوليرا التي حصدت منذ ظهورها في 2017  حياة قرابة الفي شخص واصابت نحو 800 الف، وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، ومثلها الدفتيريا وحمى الضنك وغرب النيل والملاريا  وانفلونزا الخنازير..

سقط ما بين العام 2017، تاريخ نشؤ الاوبئة في اليمن، بعد عامين من فشل التحالف  في تحقيق انجازات على الارض،  ملايين الاشخاص، وعانى الكثيرين في هذا البلد الذي تؤكد منظمة الصحة العالمية خروج أكثر من 60% من  مرافقه الصحة عن الخدمة سواء بفعل الغارات المباشرة من قبل طيران التحالف أو بنقط الادوية ووقف مرتبات العاملين في هذا القطاع، لكن رغم ذلك نجا الكثير من اليمنيين من تلك المحارق التي لا تزال تغرق البلد الفقير في  مستنقع الاوبئة وتحصد يوميا عشرات الارواح من الابرياء، غير أن هذه الاوبئة وبقدر ما شكلت ضرر كبير  للكثير من اليمنيين، كانت ذات منفعة لمسئولي الحكومة والمنظمات الدولية التي تتهم بالفساد  ونهب اموال المانحين وبيع حتى المساعدات المخصصة لهذا القطاع.

قد لا يشكل كورونا فرقا بالنسبة للكثير من اليمنيين الذين عانوا من امراض الالتهاب الرئوي الحاد الذي اجتاح المدن اليمنية في الشمال والجنوب، لكن المخاوف من كورونا قد ترتبط بعدم وجود لقاح مضاد حتى الآن وغياب البنية التحتية للقطاع الصحي في بلد تعرض لمئات الالاف الغارات والقصف المدفعي وباتت معظم مدنه اشبه بـ”الخرابة”، إضافة إلى تفشي وباء الفساد الذي يدفع الكثير من المسؤولين لعدم مجابهة الوباء في بدايته وتركه للانتشار لاستدرار الدعم  الخارجي واخرهم وزير الصحة في حكومة هادي، ناصر باعوم، الذي تتحدث تقارير اعلامية عن تسلمه رشوة تصل إلى مليار ريال مقابل السماح  للإمارات بنقل مرضاها إلى حجر صحي في اليمن، ناهيك عن استخدام التحالف هذه الاوبئة كورقة للضغط على القوى اليمنية المناهضة له.

أحدث العناوين

قائد أنصار الله: آل سعود يزيحون الآيات القرآنية والأحاديث التي تغضب “إسرائيل” من المناهج

قال قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، السبت، إن السعودية الإمارات قامتا بتعديل مناهجهما الدراسية بطريقة تقدم فيها...

مقالات ذات صلة