هل يستبق الاصلاح ضربة الإمارات المرتقبة بخلط اوراقها؟ – تقرير

اخترنا لك

كضباع جائعة تتلهف لرؤية انهيار اسد جريح لتنقض عليه، تبدو العلاقة بين التحالف وحزب الاصلاح – فرع الاخوان المسلمين في اليمن-  الأن وقد خسر هذا الحزب، الذي هيمن لنصف عقد على “الشرعية”، تلك التي مثلت شماعة  اماراتية – سعودية لشن الحرب ، ابرز معاقله في الشمال، لكن  رغم ذلك  لا يبدو “الاخوان” في موقف ضعيف كفاية لتجرب الامارات اسنانها هذه المرة على جسد حزبهم  المنهك ، فهل يبحث الحزب  عن الدواء أم  ينتظر موت بطئ؟

خاص- الخبر اليمني:

الأمارات التي تخوض حربا بلا هوادة على الجماعة منذ دخولها عدن في 2015، بدأت تحركات جديدة على اكثر من جبهة.

في شبوة، المحافظة النفطية واهم معاقل الاصلاح المتبقية في الجنوب، استعانت ابوظبي  بقوات امريكية كبيرة وصلت قبل ايام على متن بارجتين إلى ميناء بلحاف، اكبر موانئ تصدير الغاز المسال.. هذه القوات كما تفيد المعطيات التي استبقت وصولها بإعلان الحرب على القاعدة  في اليمن، تشير إلى أن مهمتها القادمة ستكون عمليات برية، لكن  شبوة وكما تقول الامارات نفسها اصبحت منذ دخول قواتها في 2017 خالية تماما من عناصر الارهاب، فما لذي تغيير الأن؟

فعليا، لا تأبه الامارات للقاعدة أو “داعش” فحتى هاني بن بريك- نائب رئيس الانتقالي- واليد اليمنى لأبوظبي في الجنوب انتقد تخصيص امريكا الموازنات الضخمة لمطاردة قيادات القاعدة في اليمن، دون النظر  لصانعيهم في اشارة لـ”الاصلاح”، وهذا بحد ذاته مؤشر على أن الامارات كل همها الأن الانقضاض على الاصلاح في الجنوب بينما هو غارقا في  سباته .. تؤكد التحركات على الارض هذا التوجه.. الانتقالي الذي هزم  في اغسطس الماضي ، تمكن الساعات الماضية من اسقاط اولى مديريات شبوة وتحديدا عزان، وهذا يعني أن المجلس الذي نفذت قواته عمليات ايضا في مناطق متفرقة من شبوة وابين عاد بقوة ولديه  ضوء اخضر هذه المرة امريكي  للتقدم في شبوة..

الأمر ذاته يتكرر في سقطرى، الجزيرة التي ظلت  خلال الفترة الماضية محل خلافات اماراتية- سعودية، وقد شهدت الجزيرة خلال الساعات الماضية تطورات مع سيطرة قوات الانتقالي على مديرية قلنسية ، ثاني اهم مديرية في سقطرى، فقط بالتزامن مع انزال امريكي جديد..

في تعز، تشكل الامارات  واقع جديد بدأ يتبلور مع تصعيد قوى مدعومة منها كالناصري والاشتراكي والمؤتمر ضد الاصلاح وفصائله..

بالنسبة للإمارات الهدف الآن، الاصلاح وهذا باعتراف قياداته واخرهم العكيمي، محافظ الجوف، التي اتهمها بالفجور في الخصومة، محملا اياها مسؤولية سقوط الجوف وهو بذلك لا يعني انها قد شاركت قوات صنعاء بل يلمح إلى دفعها بفصائلها لخيانته وعلى رأسهم صغير بن عزيز الذي اوهمه بتعزيزات رفضت كما يقول في مذكرة بعثها لهادي  تنفيذ أي مهام وقررت الانسحاب.

تريد الامارات انهاء “الاصلاح” لأسباب عدة اولها هيمنته على “الشرعية” وما ترتب على ذلك من  تصعيد ضدها وصولا إلى المواجهات المباشرة واستهداف ضباطها وجنودها على امتداد الاراضي اليمنية، وثانيها لتمكين فصائل اكثر ولاء من مركز صنع القرار وبما يحيق مكرا بالسعودية، وفوق هذا تستهدف الحزب لأبعاد ايدلوجية واخرى اقليمية بحكم علاقة الحزب باطراف معادية للإمارات كقطر وتركيا.

كما أن ابوظبي لم تخف  يوما استهدافها للإصلاح  بحجة مكافحة الارهاب.. بررت ذلك دوليا عندما وجه الحزب تهما لها باستهداف قواته على تخوم عدن في اغسطس الماضي، وتكلت بالمئات من كوادره بذات التهم في الوقت الذي كانت تعقد فيه صفقات مع تنظيمات كالقاعدة و”داعش”.

انتهى الاصلاح بالنسبة لأبوظبي في الشمال، لكن خطره لا يزال قائم، واضعف الايمان إبرامه اتفاق مع صنعاء في مأرب على غرار اتفاق السويد ذاك الذي حاصر اتباعها  في الساحل الغربي ، وهذا قد يشل حركة اتباعها في مأرب ممن اعتمدوا اسلوب الاستقطاب والضرب من تحت الحزام كأسلوب لإضعاف الحزب، اضف إلى ذلك  التشكيلات المتبقية في تعز والمخاوف من شن  هؤلاء هجوم بري على مديريات الساحل الغربي لتعز بعد التهديدات التي اطلقها  قائد محور تعز، خالد فاضل، تجاه طارق صالح.

لا خيار لدى الامارات، كما تؤكد المعطيات، سوى الحسم العسكري ضد الاصلاح، فبدون ذلك سيظل الحزب شوكة في حلقها، لكن خلافا لذلك يبدو الاصلاح محتفظا بأوراق عدة  اضعفها  الذهاب بالحرب نحو ابعاد دولية بطلب تدخل تركي ، واكثرها اهمية في مستقبله الانخراط في مفاوضات وإن كانت غير مباشرة مع صنعاء لإنقاذ ما تبقى ففي كلا الحالات هو الان تحت المجهر وعززت الهزائم الاخيرة في نهم والجوف ومأرب الاتهامات السعودية له  بالانسحاب لصالح الحوثيون ولا رديف له بعد اليوم سوى صنعاء فهذه كفيلة بتغير الواقع وفرض معادلة جديدة  وصولا إلى عدن حيث سفكت دماء كوادره باطلا.

أحدث العناوين

Sana’a forces announce targeting a British oil ship and shooting down an advanced American drone

Sana'a forces have announced targeting a British oil ship in the Red Sea with appropriate naval missiles and shooting...

مقالات ذات صلة