الانتقالي يتحدى السعودية بقشة الروس وخيار تفجير الوضع بعقرها – تقرير

اخترنا لك

عكس التيار السعودي لجرف مستقبلة، يحاول  الانتقالي، الموالي للإمارات،  السباحة  بالمناطق الخاضعة لسيطرته، جنوب اليمن. اهي ثقة زائدة أم تخبط لا مسئول؟

خاص- الخبر اليمني:

السعودية التي تمسك الانتقالي برقبة اتفاق الرياض تسير حاليا بخطى ثابته نحو تنفيذ الاتفاق ذاك الذي يلزم المجلس بحل نفسه أو على الاقل  تجريد نفسه من عوامل القوة في عدن، اهم معاقله، و التي يقضي الاتفاق بإخضاعها للوصاية السعودية.

هي الأن، كما يقول ناطق تحالفها، تركي المالكي، تسعى لتنفيذ المرحلة الثانية الهادفة لسحب بساط الميناء والمطار من تحت الانتقالي، وبتفسير اكثر وضوحا التضيق على الانتقالي الذي كانت قياداته تحاول  الابقاء على هذين المنفذين كعامل مصدر دخل في وقت حجبت فيه السعودية عن المجلس حتى المساعدات الغذائية والرواتب لمقاتليه وتركته في حالة  يرثي له، وكلها أمل بأن يستسلم بسهولة مع تضيق الخناق.

ستنفذ السعودية المرحلة الثانية سلما أو حربا.

حاولت خلال الساعات الماضية تهدئة الانتقالي من خطوات اخضاع المطار لفصائل موالية لها، بتصريحات لسفيرها بررها بمساعيها لتطوير المطار، لكن في المقابل تدفع بتعزيزات كبيرة ونظمت مناورات عسكرية في ابين لقوات هادي..

هذه الخطوة بالنسبة للانتقالي مسألة وجود، يبرز ذلك بوضوح في حشده كافة قواته من يافع والضالع ولحج إلى عدن خلال الايام الماضية لمنع الاقدام على هذه الخطوة التي يراها نهاية له، لكنه بتحركاته الاخيرة عمق الصراع مع السعودية وعزز فجوة انعدام الثقة بين الطرفين ليس لأن السعودية تحاول منذ اغسطس الماضي  تدميره بل لأن السعودية تعمل بكل طاقتها لإنهاء مستقبله.

على الصعيد السياسي، طرقت السعودية ابواب بريطانيا وامريكا اللذان دفعا بقوات كبيرة خلال  الايام الماضية إلى جنوب اليمن ويطمحان للحصول على جزء من المكاسب الاقتصادية والجيوسياسية لهذا البلد المثخن بـ5 سنوات من الحرب ، فلم يتأخر الرد الذي بدأ على السنة سفرائهما في اليمن بإعلان دعم جهود السعودية  ومطالبتهما الانتقالي بتنفيذ اتفاق الرياض، وهو مالم يعجب الامارات التي جهزت افخم طائراتها الخاصة لإرسال الزبيدي بمهمة لاستجلاب الروس إلى اهم منطقة استراتيجية تشكل اهمية بالنسبة لتقاطع المصالح الدولية.

في حال قررت روسيا التدخل، ومؤشرات امكانية ذلك كثيرة ليس فقط في الأيديولوجيا الاشتراكية لقادة الانتقالي التي تقربهم خطوة من الروس ولا حتى رفض روسيا والصين مؤخرا مباركة بيان لمجلس الامن يدين الانتقالي بعرقلة اتفاق الرياض، بل لأن الروس يريدون الان  ضرب عصفورين بحجر، الانتقام من السعودية لمغامرتها الاخيرة ضد موسكو في خفض اسعار النفط ومحاولة بن سلمان الاستحواذ على حصة الروس في سوق المشتقات النفطية،  إضافة إلى مواجهة النفوذ الامريكي- البريطاني في المنطقة  واعادة رسم مسار المحاور في المنطقة التي تشكل اهمية بالنسبة للعالم، سيتحول الصراع في اليمن إلى دولي وسيدفع اليمنين خصوصا في الجنوب الثمن ، وسنرى سوريا وليبيا اخرى في هذه المنطقة الغنية بالنفط والثروات، اضف إلى ذلك  تعزيز الاقتتال الاهلي داخل  “الشرعية ” نفسها، خصوصا وأن مراهنة الانتقالي على الروس الذين ينشرون بوارج وطائرات حربية في خليج عدن قد يقتصر على غطاء جوي بديل للإمارات التي اصبحت عالقة بين اسناد اتباعها أو ارضاء السعودية التي سلمتها فعلا دفة القيادة في اغسطس الماضي..

حتى الأن نجح الانتقالي بمجاراة السعودية، التي تعاني من انتكاسة نفسية بعد هزائم تحالفها شمال اليمن، لكن  ذلك لن يبقيه قويا لوقت اطول، فالروس قد يغيرون مواقفهم بتبدل مصالحهم وهي كثيرة مع السعودية، وحتى تهديد السعودية بنقل المعركة إلى المهرة من خلال اللقاء الذي جمع احمد بن بريك بقيادات الانتقالي ومسئولين مناهضين للسعودية هناك واعلانه دعم المواطنين لمواجهة التحديات ليست استراتيجية قوية على المدى البعيد ، فكل المؤشرات قد تتغير بتغير الظروف و التطورات العالمية والمحلية والاقليمية، حينها سيكون الانتقالي نفسه قد خسر ورقة صنعاء التي كانت  ستمنحه الكثير من الامتيازات بعيدا عن وصاية الخارج وفروض الاقليم ..

يحاول الانتقالي اللعب مع الكبار حاليا، يساعده في ذلك التطورات على الصعيدين الاقليمي والدولي، لكنه قد يجد نفسه في مأزق حقيقي إذ ما شرعت السعودية بتنفيذ اتفاق الرياض والاستعانة بقوى جنوبية أخرى كبديلة للانتقالي، حينها سيخسر المجلس الوليد المعركة سياسيا وعسكريا وسينتهي المطاف بقاداته يلاحقون ما تجود به الدول الخليجية كحال الحزب الاشتراكي بعد 94  أو الحراك الجنوبي بعد ثورة 2011.

أحدث العناوين

الطقس المتوقع خلال ال24ساعة القادمة

الطقس المتوقع خلال ال24ساعة القادمة بمشيئة الله تعالى خلال الفترة من الساعة 16:00 تاريخ 25/04/2024م حتى الساعة 16:00 تاريخ26/04/2024م...

مقالات ذات صلة