“كورونا” أمنية الشرعية الاخيرة في اليمن .. هل يعيد انتاجها؟

اخترنا لك

يكثف المسؤولون في حكومة هادي حملاتهم الاعلامية ضد الاجراءات الوقائية لمواجهة كورونا في اليمن، وبدون أتخاذ أي خطوة من قبلهم تجاه الوباء، يحاولون اعاقة اية تفاعل مجتمعي أو حتى من قبل خصومهم  ولو بجهود ذاتية للتصدي للوباء الذي أصاب قرابة 400 ألف شخص حول العالم  وأودى بحياة 16 عشر الف اخرين حتى  فما الدافع  للتحريض ضد شعب يتعرض لنصف عقد من الحرب والحصار، اهي اذا رغبة في تفشي الوباء ، أم طموحا لنهب المخصصات الدولية لمواجهته والمتاجرة بمعاناة شعبه؟

خاص- الخبر اليمني:

لا يكف وزير الاعلام في حكومة هادي، معمر الايراني، يصمت برهة الا وعاد  ليغرد مجددا ضد اجراءات  من يصفهم الحوثيون. انتقد عمليات الفحص الجارية عند مداخل المحافظات الخاضعة لسلطة صنعاء، ووصل به الابتذال للتحريض ضد فرض الاجراءات الوقائية داخل المدن. هذه الانتقادات ليست من دافع الغيرة على المجتمع ولا حبا فيه، فهذا  المراهق الذي  حالفه الحظ بالصعود إلى وزارة في وقت غاب فيه الرجال داخل الشرعية لا عمل له سوى التغريد على مواقع التواصل إرضاء للسفير السعودي، الحاكم الفعلي لليمن.

ليس الارياني وحده في مهمة  إغراق اليمن بالوباء العالمي، فقد سبقه صالح الجبواني، وزير النقل، والذي أجبر مدير مطار عدن على استقبال قرابة 1000 مسافر من دول موبوءة بكورونا كمصر خلال ساعات، مع أن الرحلات الـ4 التي أصر على تنفيذها في وقت اغلقت فيه دول العالم مطاراتها وموانئها للحد من انتشار الوباء ما كان يسمح بها من قبل ولو خلال أسبوع كامل.

الأمر ذاته ينطبق على وزير الصحة الذي ما إن سمع بتفشي الوباء بالصين حتى سارع لعقد صفقات ابرزها مع الامارات لإنشاء حجر صحي لها في عدن أو الساحل الغربي.

الشواهد على استهتار “الشرعية” بحياة شعب لطالما عانى  سنوات من الأمراض والأوبئة المتفشية، كثيرة ولا حصر لها ويكفي أنها لم تتخذ اية اجراءات في مطارات عدن والريان بحضرموت وكذا  سيئون وسماحها بتدفق اللاجئين الناقلين للفيروس، واغلاق مقر وزارة الصحة في عدن والمستشفيات في الضالع إضافة إلى إلغاء إنشاء محاجر صحية في عدن..

فعليا، لطالما كانت الأوبئة والأمراض التي اجتاحت اليمن على مدى السنوات الماضية من عمر الحرب على اليمن مصدر ربح للكثيرين من مسؤولي الشرعية وتجار الحروب فيها، وحتى الحرب نفسها درت عليهم المليارات  وقد تحولت موانئ جيبوتي إلى سوق عالمي لبيع مواد الاغاثة والمساعدات الدولية لليمن، وهم الان بأمس الحاجة لمنقذ، ليس فقط على سبيل نهب المساعدات، بل  لأن وضعهم اصبح في موقف لا يحسد عليه.

نشر كورونا في اليمن، لا قدر الله ذلك، سيحقق للشرعية  والتحالف الكثير من المكاسب، فالتقارير الاولية تشير الان إلى أن دول بالتحالف تحاول نشر الوباء ، كالإمارات التي وصل فريق برفقة مصابين بكورونا إلى الساحل الغربي لليمن وتخطط  لنشره في تعز، كما يقول الصحفي  رياض السامعي،  ومثلها السعودية التي حملها قائد أنصار مسؤولية أي انتشار للفيروس التي تحاول من خلال استهداف الحاضنة الشعبية  لصنعاء واضعافها لتحقيق مكاسب استراتيجية وعسكرية،  وهذا الأمر ينطبق على الجنوب ايضا حيث تحاول السعودية إخضاع الانتقالي بشتي الوسائل بعد ما رفض وصايته على أهم معاقله.

بالنسبة للشرعية سيعيد الفيروس انتاجها من جديد، فالهزائم التي منيت بها في مأرب والجوف ونهم  والضغوط عليها في حضرموت وشبوة قد تطوي صفحتها في اية لحظة خصوصا في ظل التحركات الدولية لعقد جولة مفاوضات جديدة من الحل السياسي الشامل الذي يلغي الشرعية وينهي مستقبلها، أضف إلى ذلك  ما ستحققه من ارباح من عائدات المانحين لمواجهته واولها اعتماد البنك الدولي لها 26 مليون دولار لمواجهة الوباء مع أنها لا تملك أي وجود على الارض وحتى المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف في الشرق والغرب والجنوب اصبحت تدار ذاتيا بعيدا عن الشرعية بل وحتى تخوض صراعا ضد تدخل الأخيرة وأبرزها الجنوب حيث  يحاول الانتقالي استلام ملف مواجهة الوباء خشية استخدامه كسكين في خاصرته ومثله طارق صالح في المخاء وحتى  ما تبقى من سلطة الاصلاح في تعز ..

انكشفت الشرعية مؤخرا بهزائمها، ورفع التحالف غطائه عنها بضغوطه لتشكيل “شرعية جديدة” ولم يتبق لها من سلاح  سوى الوباء الجديد الذي تتمناه لكل اليمنيين وتعمل جاهدة على اغراق البلد به، لكن وبقدر ما فشلت محاولاتها قد يكون الانتصار على الوباء آخر  ورقها في كتاب مؤامراتها ضد شعبها.

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة