السعودية تقطع الطريق على السلام في اليمن – تقرير

اخترنا لك

على ايقاع تصعيد سعودي، خفت حدة التفاؤل الأممي بشأن إمكانية تحقيق السلام  في اليمن، البلد التي أرهقتها السعودية بحربها على مدى أكثر من نصف عقد.

خاص- الخبر اليمني:

كان من المفترض أن تشهد جبهات القتال في اليمن وقف شامل لإطلاق النار، وفقا للهدنة التي أعلنتها السعودية الأسبوع الماضي ومن طرف واحد، لكن ما تم خلال الفترة الماضية  كان تصعيد منقطع النظير أعاد الحرب التي كانت تراجعت حدتها إلى سيرتها الأولى عندما كانت اليمن تتعرض لمئات الغارات يوميا.

الإحصائية اليومية للغارات والعمليات الميدانية بالعشرات، وتعدادها منذ الخميس الماضي وحتى اليوم يتجاوز حاجز الـ300 غارة، في حين تقترب الزحوفات والعمليات العسكرية الأخرى من حاجز المائة.

وبغض النظر عن العمليات في مأرب والجوف، تشير التحركات السعودية في البيضاء والساحل الغربي  والضالع  إلى مساعي الرياض فتح جبهات قتال جديدة أو على الاقل تفجير الوضع في اكثر من جبهة في محاولة منها لتحقيق ولو القليل من المكاسب التي لم تستطيع تحقيقها على مدى 6 سنوات من عمر الحرب على اليمن.

كانت الهدنة، كما يقول رئيس وفد صنعاء للمفاوضات محمد عبدالسلام،  مجرد تضليل للرأي العام، وهي اليوم ومع وشك انتهاء الأسبوع  الثاني منها تؤكد ما ذكره عبدالسلام  ليس فقط على سبيل التصعيد الميداني بصورة يومية بل ايضا بتأكيد الأمم المتحدة التي أكد الناطق باسم امينها العام، ستيفان دوجاريك، في مؤتمره الأخير  عدم توقف ما وصفه بـ”العنف” في اليمن في اشارة واضحة للتصعيد السعودي.

لم تكن السعودية لتعلن الهدنة لولا طلب المبعوث الأممي وضغوط دولية، وكان يتوقع أن تمتد لشهر، وفقا لتقارير دولية، لكن الرياض اختزلت الهدنة لأسبوعين  ولم تلتزم بها حتى، لكن اعلانها كان مجاملة للمبعوث الأممي الذي  اعلن حينها مقترحات  قد تمهد للحل في اليمن وأبرزها وقف دائم ومستدام لإطلاق النار.

التصعيد السعودي ومنذ الوهلة الأولى لإعلان الهدنة كان رد مباشر على مقترحات المبعوث مارتن غريفيث، ووحدها صنعاء التي تلقفت المبادرة والمحت إلى إمكانية الاتفاق عليها مع انها كانت قد سبقتها بمبادرة أخرى.

لا تريد السعودية سلام في هذا التوقيت. لم تحقق شيء على الأرض، وفقا لتقرير مؤسسة جيمس تاون الاستخباراتية الامريكية، وكل هدفها تقليص نفوذ من وصفتهم المؤسسة بـ”الحوثيين” مع أن الرياض استنفذت على مدى السنوات الست الماضية من قتالهم كافة اوراقها ولم يعد بيدها سوى  اغراق اليمن بالمزيد من القتال لا اكثر مع انها وفصائلها الممثلين بـ”الشرعية” الطرف الاضعف في المعادلة كما يقول الكاتب همدان العلي.

ربما لم  تدرك الأمم المتحدة ذلك  سابقا ، أو ربما كانت تحاول قياس نبض الاطراف، مع أن ورقة السلام الأممية تبقى في كل الأحوال  بيد السعودية التي تدر المليارات  على منظماتها وحتى تحريك هذه الورقة  هو فقط لغرض في نفس الرياض التي عانت وتعاني من تبعات تصعيدها في اليمن،  لكن الان بدأت الامم المتحدة أكثر يقينا ببعد السلام عن اليمن وهذا وفقا لتصريح ناطق امينها العام دوجاريك والذي وصف وضع  غريفيث في تحركاته الاخيرة  بـ “الصعب”.

كل المؤشرات على الأرض تؤكد أن السعودية في طريقها للتصعيد. محاولاتها المستميتة للتقريب بين اتباعها في الجنوب ومساعيها الاخيرة لإحياء الفصائل التهامية بالساحل الغربي لليمن، والأكثر أهمية بدئها تدريبات عسكرية مع الأمريكية في جزرها على البحر الأحمر  بالتزامن مع دفعها حكومة هادي للتنصل من اتفاق ستوكهولم  في الحديدة، حينها سيجد المبعوث الأممي إلى اليمن نفسه يخسر كل ما حققه على مدى الثلاث سنوات من  مسيرته في اليمن بما فيها اتفاق السويد ، الإنجاز الوحيد لغريفيث..

أحدث العناوين

قلق في أروقة الكيان.. الجنائية الدولية بصدد إصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين كبار 

كشفت تقارير صحفية، اليوم الخميس، عن قرب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار من بينهم...

مقالات ذات صلة