غموض يكتنف مصير محافظ حضرموت – تقرير

اخترنا لك

مع دخول حضرموت رسميا دائرة الصراع بين الانتقالي والاصلاح، اختفى المحافظ فرج البحسني، فجأة عن المشهد،  لكن ما يثير المخاوف لدى الطرفين موقفه الذي لا يزال غامضا ومستقبله في ظل الاستقطابات الاقليمية.

خاص- الخبر اليمني:

حضرموت، المحافظة النفطية والاكبر مساحة في اليمن، تعيش اليوم مخاض عسير  في إطار اعادة تشكيل التحالف السعودي – الاماراتي  لخارطة الشرعية ،وقد حولتها اطراف الصراع إلى مسرح جديد لمعركتها، والان أصبح الوضع فيها قاب قوسين من الانفجار مع اعلان الانتقالي برنامج التصعيد بتظاهرات في المكلا وتلويح علي محسن بالقوة في الوادي، لكن الملفت للنظر  أن الأحداث تدور بعيدا عن القوى الحضرمية بما فيها المحافظ الذي لعب دورا أساسيا في إحداث توازن بين طرفي الصراع خلال الفترة الماضية.

بكل تأكيد يتواجد البحسني حاليا في أبوظبي، وقد ظهر قبل ساعات على تظاهرات الانتقالي المنددة بالخدمات في لقاء متلفز بمدراء عموم المديريات الساحلية يطالبهم بتوفير الخدمات، وهو بهذه الصورة لا يحاول قطع الطريق على الانتقالي الذي يستغل الخدمات لتهييج الشارع ضده بل ليؤكد بأنه محتجز لدى ابوظبي التي استدعته الاربعاء الماضي لا لهدف سوى تحييده عن المشهد، فهل البحسني مجبر على البقاء أم ارتضى لنفسه البقاء خارج اللعبة؟

حتى الآن  ولا  قوي في حضرموت سواء الانتقالي  أو الاصلاح راضي عن البحسني، الذي تعرض مؤخرا لمحاولتي اغتيال، لم يخفى وقوف الانتقالي  ورائها.

ينظر له الانتقالي  كعقبة جديدة في طريقه خصوصا بعد رفضه الاحتكام للإدارة الذاتية في عدن  بناء على طلب الانتقالي مع أن البحسني  لم يخرج للمشهد إلا بسناريو إماراتي بدأ عبر تشكيل النخبة الحضرمية وإسناد مهام استلام المكلا، التي كانت تحت قبضة القاعدة له باتفاق بين التحالف  والتنظيم الذي حصل لا حقا على امتيازات سياسية ومكاسب أمنية واقتصادية.

كان موقف البحسني الرافض  لإدارة الانتقالي  الذاتية مستند إلى مواقف القوى الحضرمية التي تطالب بدولة مستقلة شرق اليمن، وتنظر للانتقالي  كمحتل آخر قادم لنهب الثروات لاسيما وأنه لا يملك ارادة بقدر ما تحركه اجندة خارجية،  غير أنه لا يوجد سبب للإصلاح للانتقام  من البحسني الذي رغم تلقيه  دعم إماراتي لا محدود حتى في ذروة محاربته من قبل هادي بوقف شحنات الكهرباء من الوقود، ظل يتدثر بثوب “الشرعية” ويتمسك بها كخيار بديل رغم مساوئها.

لا يوجد مبرر لاختفاء القوى الحضرمية عن المشهد الحالي، فهذه القوى سواء حلف القبائل أو مؤتمر حضرموت الجامع تشكل قاعدة صلبة وامل بالنسبة للحضارم وهي بكل تأكيد سبق أن طرحت رؤيتها في مخرجات المؤتمر الجامع والتي تنص على تقسيم الجنوب شرقا وغربا،  لكن تلاشيها في هذا التوقيت العصيب يشير إلى أن التحالف يحاول ابقائها خارج اللعبة ربما لأن هذه القوى تعرف بأن ما يدور مجرد صراع بالوكالة قد ينتهي بمجرد اتفاق السعودية والإمارات على صيغة تقاسم للوادي والساحل،  أو ربما لأن المخرج نفسه يريدها تلعب دور في مستقبل حضرموت بعد استنفاذ اوراق القوى الأخرى كالإصلاح والانتقالي، وربما يكون الاخير الأكثر   واقعية نظرا لعلاقة هذه القوى بالتحالف وامكانية تفضيلها اكثر من غيرها.

 

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة