هل ستقع مصر في فخ السعودية ؟

اخترنا لك

هي ذاتها الشماعة التي علًّقت عليها السعودية أسباب حربها على اليمن، تلك التي يوهم بن زايد والسيسي أنفسهم بضرورة التدخل العسكري في ليبيا لصد النفوذ التركي ، وهي نفسها تلك المبررات التي أقنع الحلفاء أنفسهم – زوراً – بضرورة الحرب ورص الصف وتأليب القوى ضد الشقيق العربي المسلم الذي يبحث عن لقمة عيشه و يحدوه الأمل أن يرقى لمصافِ دول الجوار التي لا ينقص اليمن من مقومات النمو والازدهار شيئا إن لم تكن اليمن أوفر حظاً من بعض شقيقاتها في موارد الطبيعة الواعدة لو لم تتوالى على حكمها حكومات كان ينخر جسدها الفساد ، فلم ينعم اليمنيون بخيرات بلدهم البكر ، وحينما تشظى العرب وتقسمت أوطانهم – لما فيه صالح أعداؤهم – صار قرار حكوماتهم بأيادٍ غير أيادِ حكامهم فكان الأمر هذه المرة أن كيف تُنهِك ما تبقى من عزمٍ لدى العرب فسلطت بعضهم على بعض فأغرت تلك القوى حكام الأشقاء الخليجيون “الأشقياء” ومن أيدهم ، وبأكذوبة محاربة الفرس ممثلة بدولة إيران في اليمن وهم الذي لا تفصلهم من الحدود مع إيران مسافة إلا كتلك التي تحدّهم مع اليمن فكيف كانت اليمن أقرب لهم من إيران فيقتلون اليمن شعباً وأرضاً بزعم القضاء على المد الإيراني فلماذا لا يقطع الحلفاء صلة اليمن بإيران إن صح زعمهم بطعن إيران في خاصرتها وعقر دارها بدلا من محاربتها في غير أرضها لو كانوا صادقين!

السيناريو قد يتكرر مرة أخرى إن حدث ما يسعى له بن زايد ويشجع السيسي عليه بضرورة التدخل العسكري في ليبيا ضد تركيا وهذه المرة سيوقع بن زايد بالجيش العربي المصري الذي قلّما تجد عربياً لا يفتخر بقوة هذا الجيش العربي في الفخ الذي وقعت فيه السعودية بتحالفها على اليمن وهي التي لم تكن مضطرة لحرب استنزاف القوى على جارٍ لا يهدد أمنها ولا يضاهي قوتها وامكاناتها العسكرية ولكن حين لم يكن قرار السعودية بيد بن سلمان وقعت الرياض في مستنقع الاستنزاف العسكري والمادي والاخلاقي مرتكبة مجازر يخجل التاريخ من تدوينها، فبعد سنوات من الحرب المدمرة لم تتمكن الهيلمة المتكبرة أن تحقق ما كانت تحلم به من السيطرة على اليمن في أسبوع فبات من ناصرهم ممن تحالف معهم من أبناء اليمن لايثقون بهم ويتنكرون لهم ومن تحت الستار يكيلون التهم لبعضهم ويتبادلون العداء وكلاً ينتظر الفرصة أن تسنح له ليُعلن الحرب على الآخر وأعني هنا السعودية وتحالفها وحكومة هادي وحزب الاصلاح ذراع الشرعية المرن والصديق المعادي لهادي ، مثل هذه المواقف والسنين يجب أن لا يتجاهلها إخواننا في ليبيا فمشائخ القبائل الذين إلتقوا بالسيسي وعرض عليهم الأخير تدخل قواته في ليبيا إذا طلبوا منه ذلك مبدياً لهم صدق عزيمته في الحفاظ على ليبيا أرضاً وإنساناً واستعداده التام لمغادرتها والخروج منها إذا ما طلب الليبيون منه الخروج، وما الذي سيستفيده السيسي بدخول ليبيا وجر قواته للحرب خارج الحدود فهل الرجل لا يبحث عن مقابل؟ وهل محمد بن زايد كريم ويحب مصلحة ليبيا إلى هذا الحد من السخاء بدعمه للتدخل المصري هناك؟

بالمقابل نحن لا نؤيد الوجود التركي في ليبيا سواءً العسكري أو السياسي كما لا نقبل بشبيهه لإيران في اليمن ولكن ليس لحكام العرب قرار في قراراتهم فهم بيادق في اللعبة وشعوبهم ضحايا فليت الليبيون – والمصريون أيضا- يستفيدون اليوم من دروس التدخل العسكري في اليمن حتى لا يتكرر نفس السيناريو في ليبيا من تدمير ما تبقى من وطننا العربي واستنزاف مقدرات جيوشه التي كان من المفترض توجيه بوصلتها نحو خاصرة من يتربصون بعروبتنا وديننا ويسعون لقتلنا ببعضنا فالمؤمن لا يُلدغ من جُحرٍ مرتين!

أحدث العناوين

UNRWA: Over a million people have lost their homes in Gaza

The United Nations Relief and Works Agency (UNRWA) stated that after 201 days into the war, destruction is everywhere...

مقالات ذات صلة