أجندة غريفيث تقلص الحضور الأممي في اليمن – تقرير

اخترنا لك

بصورة فجة، وخالية من الإنسانية التي لطالما تشدق بها في تقاريره، ظهر المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث ، بوجهه الحقيقي وهو يتبنى حصار اليمنيين ويبرر جريمة منع الوقود والدواء والغذاء عن الملايين منهم في شمال البلاد، فمالذي يدفع بمبعوث، سر بقائه توافق الاطراف اليمنية عليه، لتحميل نفسه مثل هكذا وزر  قد لا يمحيه الزمن ولا انقشاع غبار الحرب؟

خاص- الخبر اليمني:

كان غريفيث يتحدث لموقع الأمم المتحدة في مقابلة خاصة أراد من خلالها توجيه رسائل للأطراف اليمنية  والاقليمية، وكان واضحا في طرحه، وقد بدا هذه المرة  أكثر وثوقا في حديثه الذي جاء  بعد ساعات على دفع التحالف بمجلس الأمن لتمديد مهام بعثته الدولية في الحديدة لعام أخر وهو المنجز الوحيد الذي استطاع غريفيث تحقيقه   منذ تعيينه مبعوثا للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن في العام 2018.

ما طرحه غريفيث خلال  المقابلة كان مجمل قناعاته، وحقيقة موقفه، ويعكس مدى التأثير السعودي- الإماراتي على تحركاته ناهيك عن مصالح بلاده، بريطانيا، التي تحمل ملف اليمن في مجلس الأمن ولها اجندة خاصة في أوقات  السلام والحرب.

في الحقيقة، ما تم طرحه في مقابلة غريفيث خصوصا فيما يتعلق بتبرير  منع التحالف دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة في ظل ما تعانيه اليمن من انعدام للوقود، لم  يكن صادما  للكثيرين في اليمن ممن  باتوا لا يعولون على الأمم المتحدة ولا على مبعوثها في إحداث أي تقدم خصوصا في ظل استئناف بريطانيا تصدير الأسلحة للسعودية وتعويلها على صفقات كبيرة لتمويل الحرب على اليمن،  فالكل يعرف بأن التحالف السعودي – الاماراتي يمول أكثر من 4 مكاتب للمبعوث الأممي في الرياض وصنعاء والاردن ونيويورك إلى جانب الانفاق المتعلق بالسفر والرحلات المكوكية الغير ذي جدوى سوى بعائدها المادي على المبعوث ذاته والتي  تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، لكن الجديد في تبرير غريفيث لمسألة منعه دخول السفن ردا على صرف صنعاء لحساب البنك المركزي في الحديدة كرواتب للموظفين أنها  فالحساب كما تقول صنعاء  كان يتوقع أن يترتب عليه بدء الأمم المتحدة صرف مرتبات موظفي الدولة شمالا وجنوبا، لكن وقد فشل غريفيث في تدبير ذلك فلم يعد ذي جدوى أو أهمية، أضف إلى ذلك بأن توقيت منع دخول الوقود إلى الحديدة  تزامن مع  ضغوط بريطانية بشأن خزان صافر والذي تهدف من خلاله بريطانيا تعطيل  ميناء الحديدة بحجة الصيانة وجميعها تهدف للضغط على صنعاء لوقف تحرير مأرب  ولو بتعطيل الخزان ومنعها من تصدير الوقود في حال استكملت عملية التحرير.

بمقابلته الاخيرة يكون غريفيث قد كشف عن وجهه الحقيقي، ومحى كل علامات الاحترام له كمبعوث للسلام، كما واضفى على نفسه ميزة المنتدب  السعودي – الاماراتي ، كما يرى الكثير من المحللين في صنعاء،  فهو وفوق كل شيء يحاول من  خلال ضغطه  الاخير اجبار الاطراف اليمنية خصوصا صنعاء للقبول بمقترحات  تقدم بها كرؤى للسلام مع أنها لا تملك أي مقومات لتحقيق ذلك سوى أنها تحمل في طياتها اجندة اقليمية ودولية اقلها اطماع توسعية لبلاده التي تبحث عن أسواق جديدة خارج المنظومة الأوربية وتحاول استعمار اليمن من جديد تحت يافطة السلام هذه المرة.

اقفل المبعوث الأممي توا باب آخر  في وجهه ، فصنعاء التي رفض وفدها مؤخرا مقابلته في سلطنة عمان، قد يصل إلى مرحلة القطيعة معه خصوصا في ضوء تصريحات رئيس الوفد محمد عبدالسلام والذي اعتبر تصريحات غريفيث  الاخيرة تأكيد على  انخراطه في الحرب على اليمن ومساهمته في إطالة أمدها ، لكن الاكثر خطرا في مسار غريفيث الجديد أنه قد  يحيد الأمم المتحدة  عن صناعة السلام في اليمن لا سيما في ضوء تلويح السفير اليمني في طهران بالذهاب نحو تكتلات اقليمية  اخرى بعيدا عن الأمم المتحدة.

أحدث العناوين

انفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية..ماذا تقول الأخبار الأولية

تحديث: فوكس نيوز: مصدر أمريكي يؤكد الضربة الإسرائيلية داخل إيران، ويقول إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة، وكان هناك إخطار...

مقالات ذات صلة