هل تنجح استراتيجية “حافة الهاوية” بفرض اجندة التحالف في اليمن ؟ – تقرير

اخترنا لك

انهيار شبه كلي تعيشه المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي- الاماراتي في اليمن. يقابله قمار للقوى المحلية وتحدي عسكري  ينذر بوصول الوضع إلى نفق مظلم  عنوانه الفوضى والخدمات المتوقفة، لكن  مع ذلك لا يزال التحالف يمسك بزمام الامور  ولديه الكثير من الاوراق لانتشاله، فما هي حسابات التحالف وخيارات أتباعه؟

خاص- الخبر اليمني:

قطع  للكهرباء في ذروة حرارة الصيف على طول السواحل اليمنية الممتدة من عدن في الجنوب وحتى حضرموت في اقصى الشرق، بموازاة تدمير لشبكات المياه والصرف الصحي، وانهيار متصاعد للعملة المحلية مع ارتفاع مخيف في اسعار المواد الغذائية في صورة ألهبت حياة  المواطن البسيط اليومية الذي يعاني اصلا من انعدام الدخل بفعل وقف التحالف صرف المرتبات.

هذا  الوضع  الذي يشبه استراتيجية “حافة الهاوية”  اسقطه التحالف مؤخرا على كافة المحافظات من تعز وحتى المهرة ، لكن التركيز الأن على عدن وحضرموت كبرى المناطق الخاضعة  لسيطرة التحالف التي لا يزال فيها  نبض للتظاهر وقطع الطرقات وإن بدت هذه الخطوات اقل تهديدا للتحالف من غيرها.

المخاوف لا تكمن في حالة الفاقة التي اوصل التحالف سكان هذه المناطق اليها لأهداف اولها تحويل شبابهم إلى مخزون بشري لحربه على بلادهم، أو حتى بترجيح كفة قوى على حساب أخرى، بقدر ما تكمن في دفعه المستمر   نحو مزيد من الاقتتال الاهلي في صفوف اليمنيين انفسهم  خصوصا اتباعه والتي بدأت طبولها تقرع في مناطق عدة من ربوع اليمن من تعز في الغرب وحتى المهرة مرورا بشبوة وابين وحتى عدن وحضرموت، وتلك الورقة قد يلجأ لها التحالف في نهاية المطاف.

فعليا يحاول التحالف الموازنة بين مساره الاقتصادي والحرب  مع ابقاء خيط رفيع للحياة في تلك المدن المكتظة بملايين البشر، وهو بهذه الخطوة يحاول ايجاد اوراق سياسية وعسكرية بغية اجباره  القوى السياسية الموالية له اصلا في تلك المناطق  لتنفيذ اجندة اكبر من ثوبها، لكن ما لا يدركه التحالف أن هذه القوى متجردة من كافة القيم والاخلاق لمواجهة معاناة شعبها الذي يجلد بسوط التحالف، فلا هادي  وزبانية شرعيته المحاطين بمكيفات بفنادق الرياض يشعرون بما يعانيه  المواطن  وقد باعوا “الجمل بما حمل” كما يقول المثل، ولا الانتقالي الذي يبحث عن مغارات لمخارجة نفسه من المسؤولية يهتم لأمرهم وقد اضافت السعودية وابوظبي اجنحة   ضخمة لقياداته، في حين تحاول قوى اخرى كالإصلاح التخفي عن الانظار كالطفيليات في الوقت الذي تقبض فيه على اهم مناطق الثروة شمالا وجنوبا.

على كل،  جميع تجار الحروب هؤلاء مستفيدين من الوضع القائم في مناطق ما تسمى بـ”الشرعية” فتيارات داخل هذا المكون  كاتباع قطر وتركيا تحاول تسويق الوضع للمتاجرة به دوليا عبر عرضه في مزاد منافسي الامارات والسعودية، وأخرى ترى فيه فرصة لنكبة خصومه المتطلعين بلهفة للسلطة وتجرع مرارتها، وثالثه لا ترى  في السلطة أي مسؤولية سوى السباق على المناصب والارباح هذا على الصعيد المحلي، أما اقليميا  فالتحالف مستفيد بشكل اكبر  فعلى الصعيد  الاقتصادي يمنحه هذا الوضع فرصة لفرض اجندته اقلها استمرار توريد عائدات النفط  والغاز إلى حسابات سعودية واماراتية، أما عسكريا فانشغال الاطراف السياسية والشعب بالفوضى والخراب  يمنحه الوقت للتحرك واعادة التموضع في المناطق الاستراتيجية في الشرق والغرب تمهيدا لوجود طويل المدى، أما على الصعيد السياسي فهو يضع القوى المحلية في مواجهة سكان مدنها  ويقلص خيارتها إلى الحد الذي تقبل فيه باتفاقيات صاغها لاجل اهداف حددها مسبقا وتبقي هذه القوى مجرد موظفين في  بلاط  معالي السفير.

أحدث العناوين

الطقس المتوقع خلال ال24ساعة القادمة

الطقس المتوقع خلال ال24ساعة القادمة بمشيئة الله تعالى خلال الفترة من الساعة 16:00 تاريخ 25/04/2024م حتى الساعة 16:00 تاريخ26/04/2024م...

مقالات ذات صلة