تركة أمريكية ثقيلة في اليمن

اخترنا لك

مع بدء الولايات المتحدة، المشاركة في الحرب الأخيرة على اليمن، رفع يافطة السلام بغية تحقيق أجندة تعيد نفوذها في هذا البلد الذي تتحدث تقارير عن مساعي أمريكية لوضعه تحت الوصاية منذ خمسينيات القرن الماضي، تكشف الوثائق التي عرضتها دائرة التوجيه المعنوي التابعة للقوات اليمنية  في صنعاء اليوم تركة ثقيلة لعقود من التدخل والهيمنة الأمريكية على هذا البلد مما يعرّي التحركات الأمريكية ويضفي طابع الوصاية على أية تحركات مستقبلية ولو برفع حمامة السلام.

خاص – الخبر اليمني:

هذه التركة كان أبرز ثمارها إفراغ القوات اليمنية من محتواها كقوة للدفاع عن سيادة الوطن وحماية أراضيه، وقد أصبحت  بعد سنوات من التفكيك الداخلية  مجرد أداة  تديرها الاستخبارات الأمريكية وتحركاها لتنفيذ أجندة أمريكية داخليا وخارجيا، فبحسب الوثائق التي تضمنها تقرير  التوجية المعنوي، استخدمت أمريكا الجيش اليمني على مدى العقود الماضية إلى جانب اثراء الصراعات الداخلية في اليمن، في حروب خارجية ابرزها دفع  الرئيس الأسبق علي صالح لإرسال كتائب يمنية للقتال إلى جانب العراق في حربه مع ايران، ارسال مقاتلين إلى أفغانستان لدعم حرب الفصائل التي  تحولت لاحقا إلى قاعدة ضد الاتحاد السوفياتي، إضافة إلى اتخاذ الوحدات الأكثر أهمية وتدريب  للاستنزاف تحت مسمى “مكافحة الإرهاب” ناهيك عن استخدام هذه القوات لصالح الحرب السعودية على صعده.

على الرغم من تقديم الولايات المتحدة الدعم بالأسلحة والتدريب لبعض الوحدات، ركزت في مسيرتها لإخضاع الجيش اليمني في الفترة الماضية، على تجريده من عوامل القوة ، وفق ما تكشفه الوثائق، سواء عبر  اشغاله بحروب تشطيرية وداخلية أو أحكام السيطرة عليه بشعارات التدريب  وتجحيم تسليحه بتحديد نوع السلاح ومصدره،  إلى جانب استهداف قواته في الدفاع الجوي والطائرات الحربية والصواريخ والقوات البحرية وهذه العوامل جميعها قادت الولايات المتحدة لاستباحة الأراضي اليمنية سواء عبر تعزيز تواجدها العسكري بقواعد دائمة انتشرت من الجنوب حتى وصلت الشمال وتحديدا العاصمة صنعاء، أو بتفاهمات من النظام السابق تحت مسمى “مكافحة الإرهاب”  كانت العامل الأبرز لانتهاك السيادة مع اخضاع يمنيين للتحقيق بتهم الإرهاب وفتح الأجواء اليمنية أمام الطائرات الامريكية لتنفيذ غارات طالت العديد من الأسر في معظم المدن اليمنية.

الدور الأمريكي في وضع القوات اليمنية  رهن إشارته لم تقتصر فقط على التحركات سالفة الذكر بل وصلت إلى تجنيد ضباط في الوحدات العسكرية المهمة على الرغم من قلق النظام حينها من أن تؤدي هذه التحركات إلى انقلاب عسكرية تغذيها واشنطن، وقتل الروح المعنوية للوحدات اليمنية وصولا إلى منع الاستدلال بآيات قرآنية خلال  المحاضرات ، ناهيك عن منع التجنيد الاجباري  وغيرها الكثير من العوامل التي قادت إلى سقوط القوات اليمنية في وحل التأمر السعودي – الأمريكي وجعلتها عاجزة عن القيام باي دور للدفاع عن سيادة  البلد وحمايته وحولتها إلى عملاء لرصد تحركات وحداتها  وأماكنها  وأنواع الأسلحة  وجميعها شواهد على أن الولايات المتحدة انت ولا زالت تريد اليمن مجرد مستعمرة أخرى في المنطقة العربية نظرا لموقعها الجغرافي وثروتها السيادية وأن  حديث عن سلام لا يخرج من بوابة استعادة النفوذ التي نجحت صنعاء بنظامها الجديد من قطع يدها.

أحدث العناوين

انفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية..ماذا تقول الأخبار الأولية

تحديث: فوكس نيوز: مصدر أمريكي يؤكد الضربة الإسرائيلية داخل إيران، ويقول إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة، وكان هناك إخطار...

مقالات ذات صلة