قبيل اجتماع مجموعة الـ 4+5 ، المرتقب اليوم في العاصمة الألمانية، أعلنت صنعاء شن اكبر عملية جوية في العمق السعودي، فما هي الرسائل وما تداعياتها على الحراك الدولي للدفع نحو عملية السلام؟
خاص – الخبر اليمني:
استخدام صنعاء لكم هائل من الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية في العملية الجديدة التي نفذت حتى فجر اليوم، و بلغت 17 ، وفق متحدث قواتها العميد يحي سريع، يشير إلى الرسالة بأن صنعاء التي توعد قادتها في اخر تصريحات السعودية بعمليات جراحية مؤلمة بعد سنوات من الكي تستعد لشن اقسى العمليات خلال الفترة المقبلة، وتسمية العملية الجديدة بـ”الثلاثين من شعبان” يشير إلى أن شهر رمضان الذي احتضن معركة بدر الكبرى في التاريخ الإسلامي، قد يكون شهر موجع للسعودية، والأهم من ذلك كله اختيار صنعاء للأهداف ما يشير إلى أن تركيزها على منشأت النفط التابعة لأرامكو والتي استهدفت بـ10 طائرات مسيرة نوع “صماد 3” يضع السعودية بين خيارين إما رفع الحصار والسماح بدخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة في ظل ما تعانيه المدن اليمنية من ازمة وقود أو الشرب من ذات الكأس التي تجرع منه اليمنيين منذ 7 سنوات.
عموما يحمل توقيت الهجوم ابعاد عدة، فهو يأتي بعد أيام على تهديد رئيس وفد صنعاء محمد عبدالسلام باستمرار المواجهات مع التحالف الذي اتهمه بالانسلاخ من كل القيم وهو يواصل حصاره على اليمن للعام السابع ولم يراعي حتى شهر رمضان الذي يأتي في ظل وضع مأساوي يعيشه اليمنيين بفعل الحرب والحصار ، وتفشي الأوبئة واخرها كورونا ، ما يشير إلى أن صنعاء التي تحاول مجاراة الادعاءات الإقليمية بشان الدفع نحو السلام قد تجهض العمليات القيصرية المقامة في مسقط منذ أسابيع دون تقدم يلامس اليمنيين على الأرض ومحاولة التحالف تسويق ما يجرى هناك لتحقيق مكاسب سياسية عبر تسويق نفسه كداعي للسلام بغية امتصاص الأضواء الدولية المنصبة على حرب اليمن بعد اكثر من نصف عقد.
كما ان استباق الهجوم اجتماع برلين الذي ستشارك فيه مجموعة الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن إلى جانب الكويت والسويد والاتحاد الأوروبي وألمانيا ، يحمل رسائل للمشاركين هناك والمتفائلين بإمكانية انفراج الأوضاع كما تحدث بذلك المتحدث باسم الخارجية الألمانية عقب لقاء مبعوثا اليمن ووزير الخارجية الألمانية على واقع مفاوضات فينا الأخيرة بشأن الملف النووي الإيراني، بأن لا جدوى من الحديث عن سلام والشعب اليمني يرزح تحت وطأة الحرب والحصار وبدون إجراءات بناء ثقة وتخفيف الازمة الإنسانية ..
