هل تعرض هادي لمحاولة انقلاب داخلية أم محاولة لإعادة تسويقه؟

اخترنا لك

على إيقاع الحراك الدولي للإطاحة به، كما تتحدث تقارير إعلامية ودبلوماسية، صحا هادي فجأة من سباته الطويل منذ سنوات، محاولا اقلاق  الوضع العام  المنهار في اليمن برمته عبر تسويق “فزاعة الانقلاب” عليه، فهل تعرض الرجل فعلا لمحاولة انقلاب أم  ما يدور محاولة لإعادة تسويقه بغية ابقائه في السلطة؟

خاص – الخبر اليمني:

المجتمع الدولي، كما يقول وزير الخارجية في نظام صالح، ابوبكر القربي، حسم أمره بشأن العقبة الرئيسية للحل في اليمن، وقد أقر البدء بتداول خطة جديدة قد يحملها  معه المبعوث الجديد إلى اليمن، هانس جرودنبرغ، خلال جولته المرتقبة في المنطقة علها تفك طلاسم عقدة  الحل السياسي  في اليمن، وهو بذلك يشير إلى الحراك الذي تقوده الإمارات ويهدف بنقل صلاحيات هادي إلى سلطة في مرحلة انتقالية لم يعرف الكثير من تفاصيلها.

هذه التحركات التي رافقها رسالة لهادي من قوى كبرى  تطالبه بالاستعداد لحزم حقائبه بعد سنوات من “الفشل” ، كما تتحدث مصادر مطلعة، اقضت مضجع هادي المعروف بتلاشيه الطويل عن المشهد رغم سخونة الأجواء، وهو منذ  قطع رحلته العلاجية  في واشنطن ، لم يهدأ له بال، وقد استدعى كافة رؤساء مكوناته   وعقد اجتماع باسم “مجلس الدفاع الوطني”  في تلويح كما يبدو بالحرب، لكن المخرجات التي تداولتها وسائل اعلامه لا تتجاوز حقبة الصراع داخل “أروقة الشرعية” و قراراته لا تتعدى بوابة الفندق الذي اقام فيه هادي الاجتماع.

ما يلفت النظر  الآن هو الحملة الإعلامية التي يقودها أبناء هادي واحفاده عبر التلميح  لمحاولة انقلاب عليه، وهم بذلك  يشير باصابع الاتهام لرئيس برلمانه، سلطان البركاني، الذي استدعاه هادي من حضرموت واعاده إلى خيمة السبات الشتوي لـ”الشرعية” في الرياض، وابرز من يخشى هادي مؤامراتهم نظرا لتلقيه دعم اماراتي ناهيك عن كونه المرشح الأبرز لخلافة هادي مؤخرا، لكن هذا  لا يعني أن  الإصلاح، حليف هادي منذ سنوات، ليس محل شكوك وقد نل جزء من الاتهامات الغير مباشرة خصوصا وأن علي محسن بارك عودة البركاني للداخل ودفع بكل قوة لدعمه.

هذه التحركات تشير إلى أن هادي اصبح يشك بكل من في محيطه، وهو منتظر قدره الذي يكتب حاليا في أروقة الدبلوماسية الدولية والإقليمية ولا يعرف من اية طرف ستأتيه الطعنة، لذا قرر  اتخاذ إجراءات كما يبدو من ارض الواقع أولها حجز حاشيته في الفندق الذي يقيم فيه ليعرف اتصالاتهم وربما يتجسس عليهم ، وإعادة  احياء منظومته العسكرية والاقتصادية في الجنوب في ظل الانباء التي تتحدث عن ترتيبه لتغير  مجلس إدارة البنك المركزي وصرف مرتبات المنضوين في الأمن والجيش هناك وكذا المدنيين في الوقت الذي يستعد فيه لإسعاف الانتقالي بمحطة جديدة باسم “كهرباء الرئيس” واقتطاع وقودها من حصة محسن في نفط شبوة،    على امل أن يشفع له ذلك  مستقبلا لدى الانتقالي، سلطة الامر الواقع جنوبا، لكن خلافا  لتوقعات هادي لايبدو الانتقالي مهتما بتحركاته كثيرا ، فحتى الأن لم تعير سلطته  تحركات هادي لتشغيل محطة بنحو 200 ميجاوات اهتماما ولا تعليق عليها حتى اللحظة، والانباء الواردة من عدن تتحدث عن اجتماع بين اللجنة الاقتصادية للانتقالي والبنك المركزي في عدن قد ينتج عنها قرارات تسبق مخططات هادي لتغير مجلس إدارة البنك المركزي وتقطع الطريق عليه في محاولاته للسيطرة على البنك مجددا، وحتى تغريدات الناشطين الجنوبيين تنبئ  بتشكيك في تحركات هادي خصوصا أولئك الذين اعتبروا محاولاته للعودة للمشهد في الجنوب بتسويق مزاعم  الخدمات وتحسين الوضع بأنها تعكس فشله في تمرير سياسة العقاب الجماعي ومحاولة للتضحية بصغار الموظفين لإنقاذه.

عموما الحراك الأخير  لهادي ليس بجديد كما يصور ، فهو امتدادا لمراحل سابقة  يحاول هادي المتهم بالفساد وسوء الإدارة تصحيح وضعه  ليسوق للعالم بأنه يتخذ خطوات تصحيح على أمل أن يبقيه ذلك في السلطة مرة أخرى، وحتى تلميح عائلاته للانقلاب قد تهدف للضغط على خصومه المفترضين داخل “الشرعية” وربما التضحية بهم لتحميلهم تداعيات فشل سلطته في إدارة الوضع المتدهور يوميا.

أحدث العناوين

سحب رابع فرقاطة أوروبية من البحر الأحمر

اكدت المانيا، السبت، سحب بارجتها الوحيدة في البحر الأحمر كرابع دولة أوروبية تغادر منذ بدء نشر الاسطول قبل شهرين. خاص...

مقالات ذات صلة