تشكيك بطلعات أمريكية في اليمن

اخترنا لك

وضعت الهجمات الجوية الأخيرة، لاسيما تلك التي استهدفت القاعدة الأمريكية في الإمارات، الولايات المتحدة مجددا في حالة ارتباك، فتحت عليها باب الانتقادات الداخلية والتشكيك الاقليمي بشأن أهدافها وخلط أوراقها في المنطقة برمتها.

خاص – الخبر اليمني:

حالة التوهان الأمريكي برز بإعلان وزارة الدفاع الامريكية “البنتاغون، وفق ما نقلت عنها وسائل إعلام إماراتية، بدء تسيير طلعات جوية للقوات الامريكية في الأجواء اليمنية لمراقبة أية تهديدات تستهدف الدول الخليجية .

هذا الإعلان تزامن مع تكثيف الولايات المتحدة وعبر أكثر من مسؤول دعوتها لحل سلمي وخفض للتصعيد وهو ما يتعارض مبدأ تحقيق السلام  في اليمن، ويشير بصراحة إلى أن رغبة واشنطن في تحقيق السلام في هذا البلد الذي يتعرض لحرب وحصار لا يزال بعيد المنال.

وبغض النظر عن مساعي الاماراتيين، الذين أصبحوا بعد الهجمات الأخيرة لـ”الحوثيين” في وضع “لا يحسد عليه”  للتعلق بقشة الامريكيين تارة والتلويح بهم كوحش كاسر في المنطقة، شأنهم شأن المصريين الذين بدأت وسائل اعلام اماراتية الحديث عن انخراطهم في الحرب التي تشارك فيها 17 دولة منذ 7 سنوات.

يشير التحرك الموازي لواشنطن  في ملف اليمن عسكريا وسياسيا إلى أن أهداف واشنطن أبعد من حسابات الإمارات والسعودية حتى وأن  حاولت الولوج من بوابتهما، فالإعلان عن طلعات جوية أمريكية في اليمن لا يحمل الكثير نظرا للتقارير التي تحدثت عن مشاركة أمريكية في الحرب منذ بدئها في العام 2015، لكن توقيته في ظل حالة الانكسار الاماراتية، التي كانت تسوق نفسها كبطل الحرب يشير إلى أن واشنطن استكملت حلقات إفراغ حلفائها أمنيا لعقد طويل الأمد يضمن هيمنتها على الأمن في المنطقة واستعادة زمام برتوكول “النفط مقابل الحماية” الذي كان حتى وقت قريب مهددا بفعل الانفتاح الخليجي على خصوم واشنطن وتحديدا المعسكر الشرقي، وقد تكون الطلعات بموجب اتفاق تتولى بموجبه الولايات المتحدة التي لا تمل عن حديثها المكرر حول التزامها بحماية أمن واستقرار الخليج، ملف الحرب على اليمن بصورة مباشرة وبما يخفف من تداعياته على حلفائها في المنطقة.

أما على الصعيد السياسي، وتحديدا الحراك الذي أجراه مؤخرا المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، فقد كان واضحا من خلال بيان الخارجية الامريكية الأخير بأن واشنطن تسعى لإبرام صفقة مع صنعاء بشأن محتجزين أمريكيين، لم تتضح معالمها بعد على الرغم من أنها تضمنت دعوات وقف للحرب وفتح المنافذ البرية وهي بذلك تطالب التحالف برفع الحصار الذي يفرضه منذ سنوات وشدده خلال الفترة الاخيرة بمنع دخول سفن الغذاء والوقود إلى ميناء الحديدة.

التناقضات في سياسة الإدارة الأمريكية كانت محل هجوم وسائل إعلام أمريكية أبرزهم موقع “إم إس إن بي سي” حيث نشر مقال للكاتب  تريتا باريسي وصف سياسة بايدن بـ”الدور الخبيث” واتهمته بغض النظر عن الجرائم التي يرتكبها للتحالف في اليمن في الوقت الذي يحاول فيه  ادانة اليمنيين لخاطر السعودية والامارات، غير أن مهادنة بايدن لأبوظبي والرياض لا يزال محل توجس في هذه الدولتان اللتان تنظران للإدارة الجديدة كمحض شر بحكم تقاربها مع إيران وسط تشكيك حتى بدور واشنطن في إمكانية استهداف أبو ظبي والرياض.

أحدث العناوين

السلطات الأمريكية تواصل اعتقال الأصوات المنددة بالجرائم الإسرائيلية في غزّة

اعتقلت شرطة نيويورك طلاباً وأعضاء بهيئة التدريس بجامعة كولومبيا خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعة ضمن مخيم تم...

مقالات ذات صلة