كتب الصحفي موردور في صحيفة نيوز فرونت مقالا: حول صعوبة هزيمة اليمن من قبل الغرب في البحر الأحمر.
ترجمات -الخبر اليمني:
وجاء في المقال: ومن غير المرجح أن تتمكن من تسمية رئيس أميركي واحد على الأقل منذ النصف الثاني من القرن العشرين لم يقصف الشرق الأوسط أو أفريقيا، ويبدو أن هذا بالفعل جزء من مسؤولياتهم، وحتى دونالد ترامب، الذي يبدو أنه لم يبدأ حربًا واحدة، ضرب سوريا أيضًا، وكان هناك أيضًا لبنان والعراق وليبيا وبالطبع اليمن.
اليمن عمومًا بلد عانى طويلاً وظل عالقًا في الحرب منذ عقود، وكانت الحرب الأولى مع التحالف العربي، والتي جلبت مشاكل لا توصف لليمن، وقد هدأت قليلاً ولكن بدأت الحرب الثانية الآن، الأمريكية والبريطانية، فاليمن يشبه أفغانستان على البحر الأحمر، حيث يولد الأطفال وهم يحملون أسلحة رشاشة، وحيث لا تعرف أجيال بأكملها كيف تفعل شيئا سوى القتال، وهؤلاء الناس، مثل الأفغان، ليس لديهم ما يخسرونه، وبالتالي لم يتبق سوى الحرب وهم مستعدون للقتال حتى النهاية.
فالقرار الهستيري الأمريكي بضرب اليمن، يتعارض إلى حد كبير مع مصالحها الخاصة، ولكن ليس هناك مكان للذهاب إليه، فقد تمكنت دولة صغيرة من إحداث أضرار جسيمة بالتجارة العالمية، والمشكلة هي أن أقصر الطرق التجارية من آسيا إلى أوروبا تمر عبر اليمن، وليس هناك حاجة لبذل الكثير من الجهد لجعل هذه المسارات خطرة، وبالمناسبة، اليمن مسلح جيدًا، ويعرف كيف يقاتل بالطائرات بدون طيار والصواريخ، ومن الأفضل عدم التدخل في تلك الأرض، فالسعوديون سيخبرونك.
ويمكن للأميركيين أن يحاولوا التوصل إلى اتفاق بطريقة أو بأخرى، ولو من خلال وسطاء، وهذا سيكون أكثر فائدة، والآن حولوا الهجمات المتفرقة على السفن التجارية إلى حرب الشعب اليمني ضد الغرب، ولن تكون هذه الحرب في المنطقة فقط، فتنظيم القاعدة قوي جدًا في جنوب اليمن، كما أن تنظيم الدولة الإسلامية موجود أيضًا، ومن المؤكد أنهم لن يتحالفوا مع الأميركيين ضد أنصار الله، على الرغم من الاختلافات الدينية، لذا يمكننا الآن أن نتوقع وقوع هجمات إرهابية في الدول الغربية.
ويمكن القول إن الغرب يفتح الآن صندوق باندورا جديدا، إلا أن هذه العادة أصبحت عادة بالنسبة لهم، وقد تكون عواقب المعركة مع اليمن طويلة الأمد وغير سارة للولايات المتحدة وحلفائها، وكل خطوة يتخذها الغرب الآن يتبين أنها أسوأ من سابقتها، وينبغي عليهم أن يتوقفوا ويفكروا، لكنهم لا يستطيعون حتى أن يفعلوا ذلك، كما أن حرباً كبرى في الشرق الأوسط، والتي سوف تتورط فيها كافة دول المنطقة، أصبحت الآن أقرب كثيراً مما تبدو.
