بصورة مفاجئة، ولم يعهدها الاحتلال في التاريخ الحديث، نفذ شاب اردني عملية جديدة تم خلالها قتل 3 صهاينة قبل ان يرتقي شهيدا، لكن ما ابعاد الحادثة وتأثيرها على علاقة الاحتلال بأهم أنظمة التطبيع العربية وابرز خطوطه الدفاعية؟
خاص – الخبر اليمني:
كان الشاب ماهر الجازي يقود شاحنته على جسر الملك الأردني عند فتح نيران مسدسه على قوات الاحتلال في منفذ الحدودي وقتل منهم 3 قبل ان يستشهد.. كان هذا الشاب ينتمي إلى قبيلة “الحويطات بدو معان”، وفق تقارير اردنية، وهي التي قاد شيخها المعروف هارون الجازي المتطوعين الأردنيين في معركة القدس في العام 1948 م.
قد تكون العملية صغيرة ، وقد لا تؤثر على علاقات الاحتلال بالنظام هناك في ظل الخنوع له والاستسلام لأمره، لكنها من حيث التوقيت شكلت فارقا كبيرا في المعادلة ليس على مسار المواجهات في فلسطين بل على مستقبل الأردن وغيرة شعبه وكرامته وتضحياته فهي تأتي بعد يوم على تسريب محادثات بين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال وايلون ماسك مالك اهم مواقع التواصل الاجتماعي.
كان نتنياهو خلال المحادثة يتوعد بفرض خطة مارشال على الشعوب العربية في إشارة إلى محور المقاومة، على غرر مارشال امريكي عقب هزيمة اليابان، وكان ينتشي بنجاحه بتدمير قيم ودين واخلاق 3 دول عربية وهو بذلك يشير إلى دول التطبيع التي تعد الأردن واحدة منها.
تصريحات نتنياهو جاءت على واقع استياء اردني مع تصعيد الاحتلال حربه على الضفة وقد اخرس فعليا الأنظمة العربية المطبعة بما فيها الأردن والتي صمتت فيما يدو وكأنها فهمت رسالة نتنياهو الذي بدأ حربه على غزة بالحديث عن ضم الأردن.
ومع أن الشعب الأردن ظل خلال الأسابيع الأولى من العدوان على غزة في قمة عنفونه وفعالياته الاحتجاجية ضد الاحتلال والوجود الأجنبي الا ان العملية الأخيرة عدت رسالة بأن هذا الشعب الابي يخبئ للاحتلال مفاجئات وان الأردن ليست كما يراها الاحتلال بل تخفي في ثناياها ابطالا كحال الجازي وانها مستعدة للمراحل المقبلة حيث ترتب دول عربية عدة وقوى إقليمية لحرب فاصلة مع الاحتلال.