فتح الاحتلال الإسرائيلي، الاحد، تحقيق واسع بأسباب فشل اعتراض الصاروخ اليمني الذي أصاب قلب عاصمته في وقت سابق اليوم، والمؤكد ان التحقيق لا يقتصر على منظومة الاحتلال الداخلية بل سيتسع لبقية الدول العربية والاساطيل البحرية ، فما ابعاد الخطوة ؟
خاص – الخبر اليمني:
تفصل اليمن عن الاحتلال الإسرائيلي مساحة جغرافية واسعة بينها بحور ودول اغلبها حليفة للاحتلال الإسرائيلي، وتلك المساحة تناهز الالفي كيلومترا وهي المسافة التي قطعها الصاروخ اليمني الأخير في رحلته التي لم تتجاوز الـ 11 دقيقة.
كانت العملية بمثابة صدمة للاحتلال ليس فقط لأنها أطلقت من مكان بعيد في اليمن بل لان جميع المنظومات الدفاعية بما فيها تلك التي نشرتها الولايات المتحدة ودول غربية على امتداد البر والبحر في المنطقة وسخرت لها الجو أيضا لم تفلح في اعتراضه.
حتى الان لم يجد الاحتلال ما يغطي فيه فشله وحلفائه في اعتراض الصاروخ اليمني وهي ثغرة قد تكلف الاحتلال الثمن باهضا ، وحتى حديثه عن التحقيقات مجرد محاولة للهروب إلى الامام لتصوير وجود خطأ، لكن الحقيقة المرة التي لم يستطيع الاحتلال ابتلاعها حتى اللحظة هي أن الصاروخ اليمني كان اكبر من “فرط صوتي” فهذا الأخير يعني ان سرعة الصاروخ تصل فقط إلى نحو ستة الالاف كيلومتر في الساعة بينما اليمني الأخير قطع اكثر من 10 الالاف كيلو بالساعة وفقا لحسابات السرعة والمسافة التي قطعها.
اطلق الصاروخ من اليمن، وفق تأكيد الاحتلال ، وهي المنطقة التي تبعد نحو 2000 كيلومتر عن اول نقطة برية للاحتلال ، واستغرق تحليقه نحو 11 دقيقة فقط، وفق تأكيد يمني وغربي، ولم يمر فقط فوق البحر الأحمر حيث تنشر أمريكا و دولا غربية مدمرات صواريخ بالبحر وعلى اطراف البر السعودي والمصري والأردني منظومات دفاع جوية متطورة بل أيضا في منطقة تنشط فيها احدث الأقمار الصناعية من ردار “اكس” الأمريكي إلى “ارو” الإسرائيلي ، وجميعها أخفقت حتى في تحديد الصاروخ او حتى التقاط حرارته وهذا بفضل سرعته التي لم تمنح الاحتلال حتى اعتراضه بمنظوماته على المدن المستوطنة وصولا إلى وسط إسرائيل والاهم انه جعل من تلك المنظومات اضحوكة وقد أصبحت صواريخها تتطاير في ارجاء تل ابيب مسببة حرائق وتدمير لم يكن الصاروخ ذاته ليحققها بهذه البساطة.
فعليا لم يتخلى حلفاء الاحتلال العرب عن حمايته وتشكيل حاجز الصد الأول عنه رغم تصاعد التوتر بينهما ، لكن الحقيقة ان هذه المنظومات جميعها والتي تشغلها أصلا قوات أمريكية أخفقت في التقاط الصاروخ او حتى اعتراضه.