في خطوة غير متوقعة، فجر الاحتلال الإسرائيلي فوضى عارمة في لبنان عبر تنفيذ هجوم سيبراني طال أجهزة اتصالات نقالة تستخدم في الدولة المنهارة اقتصاديا، لكن ما ابعاد الخطوة وما إمكانية ضلوع أمريكا فيها؟
خاص – الخبر اليمني:
الصور القادمة من لبنان مروعة ، وهي لا تستهدف جنود او مقاتلين بل مئات وربما الالاف المدنيين الذين يعتمدون على هذه الوسيلة الرخيصة في تعاملاتهم في ضوء عجز الكثيرين منهم عن سداد تكاليف فاتورة الاتصالات المحمولة من الجيل الرابع او حتى شراء أجهزة تلفونات متطورة.
وبغض النظر عن اعداد الضحايا جراء هذه الجريمة الإسرائيلية او كيفية اختراق الهواتف وربما تلغيمها مسبقا قبل انزالها إلى لبنان ضمن خطط الاحتلال لمواجهة المقاومة في لبنان، ثمة من حيث التوقيت ابعاد ربما اخطرها إمكانية تنفيذ الاحتلال لخطة الهجوم البري على لبنان او بالأحرى جنوبها مع فشل اخضاع المقاومة هناك عسكريا او دبلوماسيا..
فعليا ستحدث عملية الاختراق والتفجيرات هذه حالة ارتباك في صفوف اللبنانيين وستعمل على اشغالهم بعيدا عن التحركات الإسرائيلية على الجبهة الجنوبية، إضافة إلى تسببها بانقطاع للاتصالات في ضوء استخدام الجهاز المعروف بـ”البيجر” كوسيلة وحيدة للتواصل في اعقاب عمليات التجسس الصهيونية، وهذه الخطوة التي يعول عليها الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الولايات المتحدة لتنفيذ عملية خاطفة في قلب الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بغية فرضها كمنطقة عازلة.,
من خلال التحركات الصهيونية وابرزها استدعاء رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي لاجتماع عاجل لمجلس الأمني المصغر فإن الأوضاع تتجه نحو تصعيد على لبنان ربما خلال الساعات المقبلة وربما بغضون أيام، والأهم دور الولايات المتحدة بالعملية المجنونة هذه التي قد تقابل بتداعيات خطيرة في المنطقة ، فالولايات المتحدة تحاول منذ يومين اقناع الاحتلال بعدم التصعيد على جبهة لبنان عبر ايفاد مبعوثها إلى الشرق الأوسط اموسى هوكشتاين واتصالات وزير دفاعها بنظيره الإسرائيلي ، لكن التصريحات التي أعقبت هذه التحركات كانت تؤكد بأن الاحتلال ماضي في خطته للتصعيد في لبنان والتي رأى وزير دفاعه بانها السبيل الوحيد لإعادة المستوطنين إلى الشمال، لكن الولايات المتحدة لا تملك خيار سوى الانخراط بجريمة الاحتلال الجديدة رغم مخاوفها من تداعيات ذلك إقليميا في ضوء العملية اليمنية الأخيرة في تل ابيب.
قد تشهد الساعات المقبلة تصعيد اكبر في لبنان من قبل الاحتلال الإسرائيلي ، وفق خبراء، في ضوء حالة الفوضى التي تشهدها الدولة جراء عملية الاحتلال السيبرانية الأخيرة ، لكن هذا التصعيد قد لا يذهب اكثر من التوغل 10 كيلومتر وهي المسافة التي عرضتها أمريكا على حزب الله للانسحاب من الحدود ضمن اتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي رفضه الحزب باعتبار عملياته مرتبطة بغزة.
قد يحاول الاحتلال الان تنفيذ خطوة من نوع ما عسكريا على الأقل لحفظ ماء وجهه الذي ظل مهدرا على مدى الأشهر الماضية من عمر طوفان الأقصى، لكن عواقب ذلك ستكون اكبر من توقعاته فلبنان قادرة على امتصاص كافة الصدمات وسبق لها وان تعاملات مع مختلف الخطط والاحتيال الصهيوني لضربها.