على مدى الأسابيع الأخيرة تعرضت لبنان لحرب إعلامية اكبر مما تحقق عسكريا، ولأن هدفها فشل في تحقيق اهم هدف استراتيجي، يحاول العدو بإبعاده الثلاثة تجربته في اليمن، فهل ينجح بتمريره؟
خاص – الخبر اليمني:
منذ اللحظة الأولى لتفجيرات “البيجرز” وما اعقبها من تفجيرات “أجهزة الاتصالات اللاسلكية” وصولا إلى الاغتيالات كانت الحملة الإعلامية المرافقة اكبر بكثير مما يجرى وقد كرس الاحتلال خارطة لوسائل اعلام عربية مؤثرة حتى بمن فيها تلك التي ظلت تزعم دعم المقاومة بغزة وقد أصبحت جميعا، كما يصف الخبراء، صوت إسرائيل في حربها على لبنان.
وبغض النظر عن الحسابات التي تحيكها تلك القنوات وفق لتوجهات أنظمتها بشان سوريا وغيرها، ظل الهدف الاستراتيجي بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الحلفاء العرب والغربيين هو إيجاد شرخ او ازمة ثقة بين الشعب والمقاومة اللبنانية ، حيث ظل الاحتلال وعلى لسان كبار قادته يصور بان ما يجري يستهدف حزب الله فقط بينما في الحقيقة كانت طائراته وتفجيراته تستهدف الغالبية العظمى من الناس.
مع أن الحملة الأخيرة ليست جديدة في سياق الحرب النفسية على لبنان ومحاولة ضرب المقاومة بحاضنتها اذ بدأت مبكرا مع الازمة الاقتصادية وقطع الوقود ومنع وصوله لمحطات الكهرباء الا ان الشعب اللبناني ابدى تضامنا والتفاف غير مسبوق حول المقاومة وهو ما اسقط ابرز اهداف الاحتلال بحربه على لبنان في العصر الحديث.. وخلافا للبنان التي ترزح ارضا وشعبا تحت وطأة قنابل أمريكا وإسرائيل وبتمويل خليجي بدأت الالة الإعلامية لهما التحرك باتجاه اليمن البلد الصلب الذي اثبت على مدى نحو عقد من المواجهة المباشرة قوة تماسك منقطع النظير والهدف هذه المرة تفكيك التضامن المجتمعي .. كانت الدعوات لفوضى بذكرى سبتمبر احدها وعندما لم تنجح توجه هؤلاء لحملة جديدة تحت التلويح بتكرار سيناريو لبنان مع أن اليمن أصلا تعرض لما اسواء مما تعرضت له بيروت وطالت صنعاء من القنابل مالم تتحمله عواصم أخرى ..
فعليا، تتعرض اليمن لحرب وحصار منذ 2015، عندما بدأت السعودية حربها بتحالف 17 دولة ، وحتى رغم اتفاق الهدنة لا تزال قيود الطيران والملاحة مستمرة بينما عاد الحرب على اليمن بثوب بريطاني وامريكي مع تمزق العقال السعودي وان كانت الذريعة هذه المرة تأمين البحر الأحمر ، ولن تستطيع تلك القوى مجتمعة تنفيذ ما سبق وان اسقطته من قنابل وصواريخ على اليمن وبنيته التحتية التي لا تزال مدمرة ، وكل هدفها من التسويق الجديد لسيناريو غزة او لبنان مجرد حرب نفسية فارغة من المضمون فلو كان بمقدور هؤلاء تحقيق ابسط اختراق في اليمن لكان تحقق حينها وما اضطرت أمريكا لتبديل بوارجها تباعا من المنطقة بينما تتعرض مرار وتكرار لضربات اليمن الصاروخية.