قبل ساعات على عدوانه الأخير على ايران ، ابدى الاحتلال استعداده لوقف الحرب على جبهات لبنان وغزة ، فهل كانت مناورة لإقناع حلفائه الغربيين بالانتقام له أم قناعة باستحالة تحقيق اكثر ما تم إنجازه؟
خاص – الخبر اليمني:
من الأطراف الشمالية لمدينة غزة وحيث تساقط جنرالات الاحتلال تباعا بنيران وشواظ المقاومة ، وقف رئيس اركان الاحتلال الإسرائيلي ، هارتسي هاليفي ، يخطب بجنوده المنكسرين من افراد وضباط الفرقة 162. حاول هاليفي رفع معنويات جنوده وضباطه باستعراض الاغتيالات التي نفذها الاحتلال سواء في لبنان او غزة واخرها قائد المقاومة يحي السينوار ، وخلص إلى انه لم يبقى الكثير لدى الاحتلال لتحقيقه اكثر من السابق ، مكتفيا بالتميح إلى إمكانية انتهاء الاحتلال من الحرب في الشمال وحتى في غزة لكنه شدد على ضرورة الوصول إلى قائد كتائب القسام في الشمال.
بالنسبة للاحتلال الذي يشن منذ عام عدوان على غزة ووسعها مؤخرا إلى جبهات عدة ابرزها لبنان لم تكن هذه الأهداف التي اعلنها رئيس حكومته وتوعد جنرالاته بتحقيقها فالاغتيالات حتى لم تكن ضمن اهداف الاحتلال الذي توعد باحتلال غزة وإعادة السكان إلى الشمال وتفكيك المقاومة الفلسطينية وغيرها من الاحلام التي تلاشت كما يبدو من مخيلة الاحتلال وقد اصبح منكسرا على كل الجبهات رغم الإنجازات البسيطة التي حققها.
وبغض النظر عن اهداف الاحتلال من أهدافه التي دمر لأجلها الحرث والنسل ، كان بارزا في خطاب هاليفي هذا ومن داخل مدرعته بان الاحتلال وقادته وصلوا إلى قناعة باستحالة تحقيق اكثر مما تحقق بفعل التطور الجوي للاحتلال والقدرات التدميرية للوصول إلى شخصيات حتى ولو كانت في هرم القيادة، خصوصا وان حديث هاليفي تزامن أيضا مع حراك امريكي – إسرائيلي للتوصل إلى اتفاق في غزة ولبنان على حد سواء.
فوفود الاحتلال لم توقف حراكها في القاهرة والدوحة بالتوازي مع حراك امريكي لإحياء مفاوضات غزة والاكتفاء بإنجاز اغتيال السينوار ، وكذالك الامر بالنسبة للبنان وقد انضمت اطراف غربية أيضا إلى الطاولة لإعادة رسم المشهد بإنجازات تكاد تذكر للاحتلال الذي القى ثقله منذ اللحظة الأولى لعدوانه على الضاحية الجنوبية..
قد يبدو حراك الاحتلال وتصريحات قياداته مجرد مناورة للسماح له ودعمه من قبل حلفائه للهجوم على ايران ، لكن الحقيقة المرة التي لا يريد الاحتلال كشفها أنه وصل إلى طريق مسدود وان الهجوم على ايران قد تكون الحلقة الأخيرة لإغلاق الحقبة الجديدة من المواجهة والانسحاب بهزيمة الا ربع على امل إعادة تجميع شتاته وتماسك دولته التي باتت قاب قوسين من الانهيار ..