بتقرير الخبراء الدوليين الأخير، يكون الرعاة الإقليميين والدوليين قد اعلنوا الحرب رسميا على اليمن شمالا وجنوبا، لكن يبقى السؤول حول ردود القوى اليمنية التي تفرض سلطتها على الأرض، فهل تتجه لإعلان تحالف جديد أم تفتح الباب لإعادة القوى اليمنية المرتمية في أحضان أمريكا والسعودية؟
خاص – الخبر اليمني:
التقرير الذي تضمن حملة واسعة ضد صنعاء وتحديدا حركة انصار الله “الحوثيين” لم يستثني المجلس الانتقالي، سلطة الامر الواقع جنوب اليمن، وقد افرد مساحة كبيرة لشيطنته. وبغض النظر عما تضمنه التقرير من مزاعم أصلا مكررة لخطابات وتصريحا مسؤولين أمريكيين وبريطانيين وحتى إسرائيليين وسعوديين، الا ان توقيته مع تسعير الحرب الاقتصادية جنوبا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بان الحرب التي ظلت تتركز لنحو عقد ضد الشمال باتت تستهدف الجنوب ذاته الذي احتض العدو الخارجي ومكن من انتشار المرتزقة.
تخصيص الانتقالي بالاسم باعتباره معرقل جنوبا، لم يأتي من فراغ، ولم يكن مجرد استخلاصات وتوصيات الخبراء ، بل اعلان ببدء مرحلة جديدة في اليمن تستهدف هذا المكون الأقوى والاكبر جنوبا ، فهو يأتي بالتزامن مع تسعير الحرب الاقتصادية في مناطق سيطرته حيث تعمد برنامج الغذاء العالمي اسقاط عشرات الالاف من كشوفات المساعدات في عدن وابين والضالع ولحج بالتوازي مع تدهور العملة المحلية هناك ووصولها مستوى غير مسبوق وسط ترقب مجاعة وهذا مؤشر على محاولة اطراف إقليمية ودولية اغراق سلطة الامر الواقع في عدن بدوامة المواجهة شعبيا واسقاطها ..
ما كان بارزا في توقيت اعلان التقرير الجديد انه جاء عقب حراك قاده السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن في كلا من تركيا حيث التقى قيادات بحزب الإصلاح وأخرى في المؤتمر الشعبي العام ، وكان حديثه حول تقليص نفوذ الانتقالي ومواجهة طموحه بالسيطرة على محافظة حضرموت الثرية بالنفط مقابل انخراط هذه القوى بالحرب مجددا تنفيذا لاجندة أمريكية تتمثل باحتواء العمليات اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ما يهم الان ان جميع هذه الخطوات تأتي بالتوازي مع محاولات لإجبار الانتقالي على تفكيك فصائله تحت مسمى دمجها بوزارة دفاع عدن وكمقدمة لإخراجها من مناطق سيطرته جنوب اليمن ودفعها لمعارك استنزاف شمالا وهي تحركات قد يدفع المجلس المنادي بالانفصال ثمنها باهضا مستقبلا في ضوء إعادة قيادات عتيقه إلى صدارة المشهد وعلى راسها نجل الرئيس الأسبق احمد علي صالح ..
بالنسبة لصنعاء ، يجمع المسؤولين هناك على انه ليس ثمة مانع على التقارب مع كل المكونات اليمنية سواء في شمال البلاد او جنوبه لمواجهة اي عدوان خارجي يستهدف اية منطقة في هذا البلد وأيضا التوافق حول مستقبل البلاد بعيدا عن الوصاية، لكن تبقى الكرة في مرمى القوى الجنوبية وتحديدا الانتقالي فهل هو مستعد للانفتاح لمواجهة اخطر عدو يهدد مستقبل البلاد ولا يفرق بين شمال ولا جنوب ام لا يزال مقتنعا بان شراكته في سلطة لم تستطيع تأمين لقمة العيش لمواطنية كفيلة بإنقاذ مستقبله؟