بعد أيام على اشهار تكتل الأحزاب اليمنية الموالية للتحالف في عدن ، جنوب اليمن، ، بقيادة الإصلاح وبدعم امريكي ، طرق الحزب مفاوضات عبر الأمم المتحدة مع حركة انصار الله “الحوثيين” فما ابعاد الخطوة وما تداعياتها على الاتفاق وموقف الأحزاب المشاركة في التكتل؟
خاص – الخبر اليمني:
عقب حراك واسع انتهى باستدعاء السفير الأمريكي في اليمن ستيفن فاجن إلى تركيا حيث يقيم قادة الحزب بعد ان نكلت السعودية والامارات بها وفككت مراكز نفوذها السياسي والعسكري، اخرج الإصلاح تكتل جديد يضم أحزاب ممزقة وتكتلات دينية موالية له او تابعة ولا تفقه بأبجديات السياسة ..
وبغير الصور التي تم تسريبها خلال لقاء قياداته بالسفير الأمريكي بتركيا لوضع اللمسات الأخيرة للتكتل الجديد ، بقى الحزب وقادته بعيدين تماما عن صور احتفال الاشهار بعدن رغم مشاركتهم بفعالية فيه.
مع أن الإصلاح حافظ شكليا على تسلسل القوى اليمنية بحسب الحجم ، عبر وضع المؤتمر على راس قائمة الأحزاب الموقعة ليأتي بعده، الا انه ضامن بانه الأكبر من بين تلك القوى خصوصا وان من المؤتمر لا احد يشارك عن الحزب ككل بل تيار احمد عبيد بن دغر الذي سماه الإصلاح رئيسا للتكتل الجديد في حين شارك تيار صالح عبر ما تعرف بـ “المقاومة الوطنية” بينما قاطع تيار العليمي وهادي التكتل ورفض مؤتمر صنعاء انخراطه أصلا.
وبغض النظر عن التفاصيل الدقيقة التي حرص الإصلاح على اخراج التكتل الجديد بها، سارع الحزب لاقتناص الفرصة بقرع وساطة اممية جديدة مع صنعاء ، اذ كلف القائم بأعمال رئيسه على راس وفد رفيع من الحزب بتسليم المبعوث الأممي ما يصفها رؤيته للحل في اليمن رغم تضمنها مفردات حول الوضع العام في اليمن وكانه اصبح المفوض رقم واحد عن القوى اليمنية الموالية للتحالف جنوب وغرب اليمن.
هذه الخطوة تشير إلى أن الحزب الذي يعرف بـ”الانتهازية” يحاول استغلال التكتل الجديد لتحقيق اجندته الخاصة عبر تقديم نفسه كممثل للقوى اليمنية الموالية للتحالف او على الطرف الاخر من اليمن، وهو بهذا لا يحاول فقط الاستعراض بوجه صنعاء بل بوجه السعودية أيضا التي حرصت منذ بدء مفاوضاتها مع صنعاء على ابقائه بالهامش.
فعليا ليس بيد الإصلاح أوراق كثيرة للمناورة على طاولة المفاوضات بل ولم يعد يملك مراكز نفوذ بعد تقليصها إلى ادنى مستوياتها على الأرض، لذا يحاول التشبث بالالتفاف السياسي الذي تحاول أمريكا تدثيره به لطرح نفسه كمفاوض او كند لصنعاء رغم ان ما تم طرحه في رؤيته الجديد لا تخرج عن الصياغة الامريكية والتوصيف الأمريكي لما يدور في اليمن سواء على المستوى الاقتصادي او العسكري والدبلوماسي.
قد يكون الحزب برؤيته يحاول تصوير نفسه كمفاوض يمني لكن في الحقيقة من حيث التوقيت وحتى الأهداف يبدو مغلفا أمريكيا اذ تحاول الأخيرة ابرام صفقة مع صنعاء مع فشلها عسكريا باحتواء عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي والالتفاف على المساعي السعودية للتقدم بالمفاوضات مع اليمن..