أبو بيروت:
أيها العربُ، وبالذاتِ المقاومون، لا تكونوا أغبياءَ، وتعلموا من دروسِ التاريخِ، وراجعوا قواميسَ المجازرِ المرتكبةِ خلال القرنينِ الماضيينِ من طرفِ الغربِ الأنڨلوسكسوني وأدواتهِ الصهيونيةِ والرجعيةِ وعصاباتِ الإخوانجيةِ والوهابيةِ. كل هذه المجازرِ ارتُكِبَتْ عندما سلّمَ المجاهدون أو الفدائيون أو المقاومون سلاحَهُمْ، وعقدوا صلحاً أو هدنةً أو اتفاقَ “سلام” مع عدوٍّ يعلمون علمَ اليقينِ نكثَهُ للعهودِ واستئسادَهُ على الأبرياءِ والعزلِ.
يا من قهرتُمُ الصهاينةَ ومرّغتم أنوفَهُمْ في الترابِ منذ زرعَ الكيانُ الغاصبُ في جسدِ الأمةِ، وقاتلتم بنبلٍ وشرفٍ وأبهرتم العالمَ أمنياً وعسكرياً وأخلاقياً وصنعتم معادلاتٍ تُدرَسُ في أرقى الأكاديمياتِ، غيروا أسلوبَكُمْ فهذه آخرُ الجولاتِ بيننا وبين العدوِّ، وهي حربُ “وجودٍ” بكل معنى الكلمةِ. هذه الأرضُ لا تتحمل ولا تحتملُ شعبينِ، والصهاينةُ ومن ورائهم فهموا المعادلةَ يوم غَمَرَهُمْ “طوفانُ الأقصى” وقرروا أن يبيدوا البشرَ والحجرَ حتى يسودوا المنطقةَ، ولن يوفروا عدواً أو مطبعاً أو عميلاً أو متخاذلاً أو مسالماً أو مستسلماً عسكرياً كان أم مدنياً، شيخاً؛ امرأةً أو طفلاً، طبيباً أو مسعفاً، ولن يحترموا قوانينَ أمميةً ولن يرهبوا محاكمَ دوليةً.
فلننزع ثوبَ الطهارةِ والأخلاقِ ومراعاةَ الظرفِ الإقليميِّ والدوليِّ، ونخوضَها حربَ تحريرٍ وجوديةً بشتى الوسائلِ المتاحةِ، فكلُ الحروبِ قذرةٌ، وبخلافِ أمتِنا فكلُّ الصهاينةِ على أرضِنا فلسطينَ العربيةِ مغتصبونَ وعسكريونَ، ومارسوا كلَّ أنواعِ الإرهابِ ووجبَ القصاصُ منهم ومن أسيادِهِم وأذنابِهِم. يومَ تُدَكُّ ناطحاتُ السحابِ والمطاراتُ ومحطاتُ القطاراتِ والتجمعاتُ السكنيةُ داخلَ الكيانِ الغاصبِ وعواصمُ الاستعمارِ والرجعيةِ يبدأُ الهروبُ الكبيرُ وتفعَّلُ القوانينُ الدوليةُ، وتجتمعُ كلُّ مؤسساتِ الأممِ المتحدةِ لتستجديَ وقفَ إطلاقِ النارِ الذي نحن نحترمهُ الآن ويخترقهُ العدوُّ.
نهيبُ بكلِّ أحرارِ أمتِنا الالتفافَ حولَ مقاومتِنا الباسلةِ ودعمَها بكلِّ الوسائلِ المتاحةِ فهي آخرُ القلاعِ الصامدةِ في وجهِ المشروعِ الاستعماريِّ الاستيطانيِّ الإحلاليِّ التصفويِّ.
“أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ” (صدق الله العظيم).
