خطة ترامب لقطاع غزة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة وفرصا مهمة لقوى المقاومة الفلسطينية

اخترنا لك

| بسام ابو شريف

لا بد من القول في بداية الامر ان وجه الخطورة في اي شيء يقترحه رئيس الولايات المتحدة ترامب يحمل في طياته خدمة جليلة للصهيونية ولحكام اسرائيل حتى عندما ردت حركة حماس نيابة عن فصائل المقاومة باجمعها ردا ايجابيا على مقترح ترامب كال الرئيس الاميركي لحماس كيلا ثقيلا جدا وتهجمات خطيرة جدا وتهديدات خطيرة وكأن حماس رفضت المقترح بينما هي وافقت عليه وان الامر الخطير ليس ما تقوله حماس من حيث الاسراع في المفاوضات لانهاء الحرب من ناحية ولتبادل الاسرى من ناحية ثانية بل من زاوية ان ما اعلنه ترامب من وقف لإطلاق النار ووقف للقصف لا بسري مفعوله من قبل الاسرائيليين ولا نجد تجاه ذلك اي تعليق من الرئيس ترامب وكأنما الاسرائيليين لا يخالفون الامر الذي صدر عن الذين اجتمعوا من الوسطاء مع الولايات المتحدة ليقترحوا الاقتراح الذي سمي اقتراح ترامب.

منذ ان اعلن ترامب عندما تسلم رد حماس واعلن ان رد حماس ردا ايجابيا وانها توافق على المقترح وانه منذ تلك اللحظة يجب ان لا تسمع صوت رصاصة في قطاع غزة وان يتوقف كل القصف وكل الاطلاق حتى تخلق بيئة سليمة وصحية من اجل بدء تبادل الاسرى بطريقة سليمة وآمنة لا تعرضهم للخطر او للقتل، لكن القصف استمر وهذا هو اليوم الثالث الذي تستمر اسرائيل فيه بقصف عنيف وكما سماه احد ابناء عاصمة القطاع غزة قصف مجنون انه يستهدف المباني السكنية والشقق التي ما زال اهلها فيها يختبئون من رصاص الاسرائيليين وقصفهم وقنابلهم بالامس اعلنت كل المستشفيات في غزة ان هنالك 61 شهيد وعدد المصابين اكثر من ذلك بكثير واليوم منذ الصباح بدأت اسرائيل بالقصف مرة اخرى وهنالك شهداء ومصابون بعدد كبير وكلهم ومعظمهم من مدينة غزة عاصمة القطاع التي اعلن رئيس الاركان الاسرائيلي اكثر من مرة انه اصدر الاوامر لقواته المتمركزة في احياء عديدة من عاصمة القطاع اصدر لهم الامر بان لا يهاجموا وان يكون سلاحهم فقط دفاعي وليس هجومي ولكن الكذب كان كما كان دائما كذب الاسرائيليين والامريكان فقد قصف الاسرائيليون مدينة غزة والمباني السكنية ودمروا عددا كبيرا منها واطلقوا النيران واطلقوا المسيرات التي قامت باستخدام الرشاشات الثقيلة لتقتل وتصيب كل من تناله رصاصاتهم ولم نسمع من القاضي الجلاد القاضي الجلاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب لم نسمع منه أي انتقاد لاسرائيل ولم نسمع منه بكاء ودموعا ولم نر دموعا تنهمر من عينيه على من يمكن ان تصيبه تلك القصفات وتلك الرصاصات من الاسرى والمحجوزين لدى حماس لا بل كال لحماس كيلا ثقيلا وكأن حماس هي التي تؤخر سير الامور وتؤخر الافراج عن الذين يسمونهم رهائن الاسرى الموجودين لدى حماس.

واليوم سمعنا ان الوفود بدأـ تسافر للقاهرة لتجتمع ولتبحث آليات تبادل الاسرى وحتما سنستمع الى انتقادات شديدة يوجهها ترامب لحماس وكأن حماس هي السبب.

لقد جعل من اقتراح ترامب لإنهاء الحرب في غزة جعل من هذا الاقتراح افتراحا مقبولا وصفقت له دول العالم موافقة حركة حماس على هذا الاقتراح وموافقتها على الافراج عن كل الاسرى دفعة واحدة حتى بتم التبادل ويعلن عن انهاء الحرب لكن شريك ترامب الذي اعلن انه فوجئ بما قاله ترامب وما كاله من مديح لحماس حول موافقتها على الاقتراح الاميركي وزلت من لسانه التالي:

لقد اتفقنا ان يتم التنسيق بيننا وبين الولايات المتحدة لنظهر ان حماس هي سبب التأخير وسبب التعطيل وسبب العرقلة ولذلك تلام حماس وتبدأ عزلة حماس العالمية بدلا من عزلة اسرائيل التي ستبدو امام العالم انها توافق على الافراج الفوري وانهاء الحرب بينما حماس هي التي ترفض …لكن حماس اتبعت موقفا ومنهجا سليما جدا واضح انه موقف وطني يخدم الشعب الفلسطيني ويوقف نهر الدم وشلال الدم ونزيف الدم الذي تنزله اسرائيل بقصفها وتدميرها ومسيراتها وطيرانها ودباباتها باهالي غزة وبأهالي العاصمة مدينة غزة.

هذا هو العنوان اي ان ما اقترحه ترامب هو في الحقيقة رؤوس اقلام وعناوين لفقرات غير موجودة عناوين لفقرات سوف تصاغ لاحقا من خلال اجتماعات مختلفة والحقيقة ايضا ان موافقة نتنياهو على الاقتراح جاءت استنادا لتفسيره لهذا الاقتراح وتفسيره للعناوين عناوين الفقرات التي لم تصغ بعد أما بالنسبة لحماس والتي اجتمعت قيادتها مع قيلدات الفصائل الفلسطينية وتم الاتفاق على الموافقة كما نصت عليها بيانات حماس أي ان الموافقة هي مرحلية وفي المرحلة الاولى يجري تبادل الاسرى ويعلن عن انهاء الحرب.

لقد قال نتنياهو بالحرف لقد وافقنا على اقتراح الرئيس ترامب لإنهاء الحرب بناء على مضمون لا يخدم سوى مصالحنا نحن مصالح اسرائيل وكل الصياغات التي ستأتي بعد هذا هي صياغات تخدم مصالح اسرائيل وهذا ما اتفقت عليه مع الرئيس ترامب جاء هذا الكلام في شرح نتنياهو لوزرائه خاصة الوزراء الفاشيين بن غفير ووزير المالية وسمعنا من عدد من الوسطاء نوعا من الهمس حول ما يقوله ترامب الآن وما يقوله نتنياهو اذ ان هؤلاء اعتبروا ذلك مناقضا لما اتفق عليه في اجتماعاتهم مع ترامب.

يضاف الى ذلك ان الرئيس ترامب اقترح اسماء لم يتفق عليها لتكون في الهيئات المشرفة على غزة بعد انتهاء الحرب وكذلك لم يذكر بالتفصيل آلية الانسحاب الاسرائيلي التدريجي كما ذكر ولم يشر الى المدة الزمنية التي يستهلكها هذا الانسحاب التدريجي من قطاع غزة وهذا يعني ان عذاب اهل غزة قد يستمر تحت عنوان مباحثات ومفاوضات تطول وتقصر هنا من اجل ارضاء نتنياهو الذي قال لن اوافق على مقترح ترامب الا بمضامين تخدم مصالح اسرائيل نضيف الى ذلك ان كافة الوعود التي نطق بها دونالد ترامب حول المساعدات الانسانية والادوية والمواد الطبية وفتح المعابر لها بدون عرقلة او بدون تأخير كل هذا لم يتم ولم يحصل وهذا يعني ان عذاب اهل غزة ما زالمستمرا رغم القول بان موافقة حماس فتحت الابواب نحو السلام كل هذا والموضوع الذي سيشكل عقبة حقيقية في آخر الامر هو نزع السلاح وكما يبدو ان ترامب فرق بين السلاح الثقسل وهو الهجومي وبين الدفاعي وان السلاح الدفاعي مسموح للقوى الموجودة داخل غزة من شرطة وامن تحت السلطة التي ستحكم غزة وان الثقيل يجب ان يسحب من قطاع غزة ه1ا يعني ان تنزع حماس وكل الفصائل الاخرى كل الصواريخ وكل مصانع الاسلحة المضادة للدبابات والاسلحة المضادة للدروع ان تنزع منهم وهذا خطر كبير اذ يتيح للعدو الاسرائيلي الهجوم والاحتلال في أي لحظة يريدها دون وجود من يدافع ويعرقل هذا الهجوم.

قلنا ان هذا وجه من الوجوه يشكل خطورة ولكن هنالك وجه آخر تستطيع القوى الفلسطينية ان تديره لتلعب اللعبة الذكية التي تجعل من كافة القضايا التي تبحث وتناقش تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني استنادا للقرارات الدولية والقوانين الدولية وايضا استنادا لاتفاق داخلي فلسطيني لا يتيح المجال للعدو الاسرائيلي بالتآمر لابقاء غزة تحت اقدام الغزاة وابعادها عن دولة غلسطينية مستقلة موحدة عن الضفة الغربية وهذا قد يتطلب اجتماعات من نمط معين تجمع كافة الاطراف من اجل بحث المصلحة الوطنية العليا ومن اجل التباحث مع الدول العربية والاسلامية المشاركة في الوساطة والمشاركة في صنع السلام من اجل ان تبحث معهم كيف تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني وكيف يطبق فرار نيويورك ورقة نبويورك واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

كاتب وسياسي فلسطيني

أحدث العناوين

Residents of Nur Shams camp demand to return to their homes and end their suffering

On Wednesday, residents of the Nur Shams camp, east of Tulkarm, organized a protest to demand their return to...

مقالات ذات صلة