صرخة الأسير الفلسطيني بين الألم والأمل

اخترنا لك

الخبر اليمني:

ظلت القضية الفلسطينية عبر عقود كاملة الشغل الشاغل للعرب، والغرب معاً، وقد تجاوز العرب قضاياهم الخاصة، وهمومهم بانشغالهم بكل الأحداث التي كانت تخص الفلسطينيين، لكن أحداث الربيع العربي الذي بدأت عام 2011 شغلت العرب وأبعدتهم عن تلك القضية، وتكاد تكون أنستهم كل شؤونها، وشجونها.

ويأتي إضراب السجناء الفلسطينيين كرد فعل ربما على نسيان العالم بأسره لحقوقهم، والعدو الاسرائيلي خاصة، فجاءت ردود الفعل العربي باهتةً، مخيبة للآمال التي ربما لم تنعقد أصلاً عليهم.

د. يسرى وجيه السعيد:

نتيجة بحث الصور عن إضراب الأٍرى الفلسطينيين
  يأتي إضراب السجناء الفلسطينيين كردة فعل على نسيان العالم بأسره لحقوقهم

بدأ إضراب الأسرى في ال24 من شهر نيسان للعام الجاري كصرخة في وجه المظالم الكثيرة التي زادت، والتي تجاهلت حق الإنسان الفلسطيني عموماً، والأسير البطل بشكل خاص.

والمثير للحزن حقاً أن الأسير الفلسطيني يعامل على أنه مجرم ارتكب خطأً أو جرماً استحق عليه السجن والعقاب، و لا يتمتع هذا السجين بأي حقوق أو امتيازات، بل ويترتب عليه أن يبدي حسن سيرة وسلوك خلال فترة حكمه.

 

ويرى الكاتب عبد الناصر عوني فروانة بأنه: ” لم يكن الإضراب عن الطعام يوماً هو الخيار الأول أمام الأسرى، كما لم يكن هو الخيار المفضل لديهم، وليس هو الأسهل والأقل ألماً ووجعاً، وإنما هو الخيار الأخير وغير المفضل، وهو الأشد إيلاماً والأكثر وجعاً، فهم لا يهوون تجويع أنفسهم ولا يرغبون في إيذاء أجسادهم، كما لا يرغبون في أن يسقط منهم شهداء في السجون.

لكنهم يلجؤون لهذا الخيار مضطرين ورغما عنهم، تجسيداً لثقافة المقاومة في انتزاع الحقوق المسلوبة وصوناً لكرامتهم المهانة، ودفاعاً عن مكانتهم ومشروعية مقاومتهم للمحتل.”[1]

و في الوقت الذي يحاول فيه الأسير الفلسطيني ايصال صوته ومطالبه للعالم، من خلال اضرابه عن الطعام، تواجهه السلطات الاسرائيلية  بأشد ردود الفعل، وتفصل الاسرى عن بعضهم، وتواجههم بالعنف الذي يزيد من امتهان كرامتهم، وتجاهل حقوقهم الإنسانية دون أي رادع أو تدخل دولي! وفي دراسة صادرة عن معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، وتتعلق بالإضراب الاخير أوردت تلك الدراسة راياً مفاده أن: ” لا توجد اليوم لدى الحكومات أدوات لمواجهة ظاهرة احتجاج غير عنيف بحجم كبير من هذا النوع (إضراب قرابة 1500 أسير عن الطعام)، ولذلك ثمة حاجة إلى استراتيجية جديدة من أجل مواجهة هذه الظاهرة، التي تضع تحديا مرة تلو الأخرى أمام حكومة إسرائيل”[2].

وبناء على ذلك، هل سيستفيد الأسير الفلسطيني حقاً من هذا الإضراب، أم أنه سيحوله للأسير الشهيد كما حدث مع أسرى كُثر ماتوا نتيجة الإضراب؟ وهل سيتحرك الشارع العربي والفلسطيني لمؤازرة الأسرى والدفاع عن حقوقهم، أم ان قضية التفاعل لن تزيد عن مواقف بعض الفنانين، والأدباء، ونسبة بسيطة من التأييد الاجتماعي على صفحات التواصل الاجتماعي ليس إلا؟

 

هوامش:

[1] موقع الجزيرة: عبد الناصر عوني فروانةـ اضراب الاسرى الفلسطينيين إلى أين؟ تاريخ النشر24-4-2017.

[2] موقع عرب 48، بلال ضاهر، إضراب الأسرى وجرائم إسرائيل في السجون، تاريخ النشر: 20/04/2017 .

 

باحثة من سوريا

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة