الخبر اليمني/خاص:
قال معهد تشاتام هاوس البريطاني إن تفاؤل الرياض وحلفائها بأن مقتل صالح سيمكنها من هزيمة الحوثيين لم يكن موفقا لافتا إل التغييرات التي أحدثتها وفاة صالح في ميزان القوى كانت أقل من المتوقع.
وأكد بيتر ساليسبوري وهو زميل واستشاري كبير في برنامج شاثام هاوس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير نشره على جريدة الواشنطن بوست الأمريكية أن الحوثيين أقوى مما يفترضه الكثيرون ولم يعد لديهم ما يدعو للقلق بشأن التهديدات الداخلية.
ونقل ساليسبوري في تقريره الذي ترجمه الخبر اليمني عن ناشطين في صنعاء قولهم إن الحوثيين كانوا يسيطرون بشكل متزايد على الخطوط الأمامية في الجبهات مضيفا: إن سرعة تعامل الحوثيين بشأن صالح وقدرتهم على الحفاظ على خطوط الجبهة، تدعم هذا التحليل.
وتابع التقرير بالقول: لقد ظهر الحوثيون إلى الضوء بأنهم على عدد قليل من الجنود، لكنهم يحتفظون بالسيطرة الكاملة على ما يقدر بنحو 60 إلى 70 في المئة من ترسانة اليمن العسكرية قبل الحرب، ولم يعد عليهم أن يتعاملوا مع منافس داخلي.
الصراع أكبر من صراع الحوثي –هادي لقد زرعت بذور الصراع
التقرير أكد أن الصراع في اليمن هو أكبر مما تروج له الروايات والعناوين الكبيرة بأنه بين الحوثيين وهادي والانقسام الكاذب الذي تسعى الأمم المتحدة للتفاوض حوله.
وقال : لقد قامت الجماعات المحلية بجزء كبير من القتال ضد الحوثيين، ووفرت معظم القوة خارج المناطق الحوثية وتحكم في معظم الأراضي على الأرض. في المقابل فإن حكومة هادي لها بصمة خفيفة جدا.
لا يستطيع هادي زيارة العديد من المناطق تحت سيطرته الاسمية، ولا توجد لديه علاقة جيده بحلفائه المزعومين. وفي كثير من الحالات، توجد اجندات متباينة بشكل كبير: يقول التقرير.
ويستشهد بالقول: على سبيل المثال، القوات التي تدعمها الإمارات في حضرموت، شرق اليمن، لم تشارك في الحرب مع الحوثيين. وركزت بشكل رئيسي على مكافحة تنظيم القاعدة المحلي وتعزيز سيطرتهم على ميناء المكلا وضواحيها. وفي الوقت نفسه تسيطر الوحدات العسكرية والميليشيات القبلية المنتسبة للرئيس السابق صالح والحزب الإسلامي السني الرئيسي في اليمن، الإصلاح – الذي تم توقيف واحتجاز قواته الحضرمية بأعداد كبيرة – على الجانب الآخر من الوادي الذي يقطع حضرموت. ويتوقع العديد من السكان المحليين صراع على السلطة في المستقبل.
كذلك هو الوضع في تعز، وهي مزيج بين السلفية والناصريين المدعومين من دولة الإمارات العربية المتحدة، يتصادمون بانتظام مع ميليشيات الإصلاح التي تمولها السعودية. وقد أدت التوترات بين الرئيس هادي والإمارات العربية المتحدة، التي اندلعت قتالا حول مطار عدن في فبراير عام 2017م، إلى تراجع الجهود الحربية في تعز وعلى طول الساحل الغربي لليمن. وفي حين أن هناك الكثير من التقارب بين الإمارات والإصلاح.
يؤكد التقرير أن ما يعمل عليه التحالف هو تقسيم اليمن وزراعة بذور الصراع في المستقبل فيقول: إن القوى المناهضة للحوثيين ليست وحدة متماسكة في الواقع. إن بذور الصراع في المستقبل يتم زراعتها في جميع أنحاء البلاد، هكذا تحدث معهد شاتام هاوس ، وهذا ما تؤكده الأحداث الأخيرة في المحافظات الجنوبية
ولفت التقرير إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية يعتقد “ان انتصارا عسكريا – سيصرح به على انه فوز رمزي ضد ايران – يمكن ان يتحقق في عام 2018. لكن ما سيبدو عليه “الانتصار” بحسب التقرير يبقى سؤالا مفتوحا.”
وأضاف: أفضل ما يمكن أن تأمله الرياض في معارك مدمرة تليها سنوات من التمرد الفوضوي ومكافحة التمرد في المرتفعات الشمالية في اليمن.