قصة مأساوية من حادثة قصف الطيران اليوم لنازحين في الحديدة

اخترنا لك

منال قائد*:

من حادث قصف الطيران اليوم فقد (علي يحي علي) عشرة افراد من عائلته : زوجته وثمانية من ابناءه وزوجة ابنه ومازالت زوجته الثانية في حال خطرة ونجا هو وابنه من الحادث ( لانشغالهم بالبحث عن الغاز) في شارع قريب نسبيا من مكان الحادث , قال لي سمعت صوت القصف نظرت باتجاه المجمع و طردت فكرة ان يقصف المكان الذي يأوي عائلتي.
اثناء سرده لأسماء الضحايا واعمارهم كان يسحب صوته من اعماق قلبه بصعوبة , لم يكن هناك دموع في عيونه , بدا لي وكانه قد جف تماما ولن يبكي مرة أخرى, في حين يحدق جميع من حوله في ملامحه خوفا عليه و تعاطفا و رأفة بجاله.
قدم احد جيرانه اليه واحتضنه بشده حلف له مرات عديده أنه اخرج اطفاله على ظهره وانهم جميعا خرجوا من العمارة بخير قال له ( فقدت ولداي ايضا ناديتهم ليقفزوا معي للحفرة التي كانت امام العمارة لكنهم هربوا باتجاه آخر , في مكان سقوط الصاروخ الثاني)
حين انتبه لوجودي سألني ان كنت وجدت اطفاله ( محمود ومحمد ) قال لي انهم( مفقودين) ومازال يبحث عنهم وقد كانت كلمة ( مفقودين ) التي يتداولها اهالي الضحايا المصدومين والرافضين لفكرة موت احبائهم خيط أمل رفيع لا اعرف حقا متى سينقطع.
محمود حسن قال ايضا أن زوجته وطفلتيه مفقودين ميار- 5 وماريا – 2 ونصف وانه لم يجد الا طفلته المصابة ملاك 7سنوات , كان الرجل منهارا لدرجة مخيفة لا اعرف لماذا شعرت أنه ربما يكون زوج السيدة التي وجدوا بين كومة الاشلاء جنينها ذو الست اشهر لكني جبنت عن سؤاله وابتعدت مسافة كافية وطلبت من احد العاملين في المشفى سؤاله عن وضع زوجته وهل كانت حامل ؟ فأجاب بقلق انها حامل في الشهر السادس و لم يقوى على محاولة معرفة أهمية هذا السؤال لكنه انفجر بالبكاء وكانه ادرك الاجابة.
عبدالملك طفل ذو ثلاث سنوات يرقد كلا من والديه في مستشفى مختلف وكلا منهما يحاول تصديق كذبة اقربائهم لهم بان عبدالملك مازال حيا ويرقد في العناية المركزة , لم تقوى امه على الحديث كثيرا في حين أن محاولتي البائسة لتطمين والده بشأن افراد اسرته فشلت قلت له لقد قابلت زوجتك وابنائك وجميعهم بخير باغتني بسرعه وعبدالملك ؟ اخبرته انه في العناية المركزة لكن يبدو ان ذاكرته او احساسه تخبرانه بشيء آخر لذا كرر سؤاله 3 مرات حتى فقدت قدرتي على الاجابة فتوقف عن السؤال.
اجمالي عدد القتلى 17 بينهم 12 طفل وجنين – امرأتين – شاب.
اجمالي عدد الجرحى 9 بينهم خمس اطفال – رجلين – امرأتين.
مجمع الصالح السكني يقع في اطراف مدينة الحديده تم نقل نازحين من مديرية حيس اليه , اقدمهم مر على اقامتهم في المجمع اسبوعين واحدثهم يومين فقط وهم في حدود 200 شخص تقريبا ( العدد غير مؤكد).
صباح الثاني من ابريل – 2018 مأساة جديدة تنضم الى قائمة المآسي في اليمن كما انها ليست المرة الاولى التي يطارد الموت فيها نازحين بؤساء فروا بجلدهم من مربعات الموت والحرب ليجدوها في انتظارهم.

*من صفحتها على الفيسبوك

الخبر اليمني/متابعات:

أحدث العناوين

أسعار صرف الريال في صنعاء وعدن

أسعار صرف الريال_اليمني مقابل الدولار السبت - 27/04/2024 صنعاء شراء = 530 ريال بيع = 534 ريال عدن شراء = 1677 ريال بيع = 1683 ريال أسعار...

مقالات ذات صلة