ترامب يبحث عن مخرج (ترجمة)

اخترنا لك

ترجمة أسماء بجاش-الخبر اليمني:

مذابح إنسانية: ترى الإدارة الأمريكية أن الوقت قد حان لتغيير تكتيكات الحرب الأهلية التي مزقت منطقة شبه الجزيرة العربية, إذ أن الآثار الدبلوماسية للاحتجاجات العالمية على عملية اغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في اسطنبول ما هي إلا البداية.

 كريستيان مكاريان -صحيفة lexpress الفرنسية:

عمل الساسة في الإدارة الأمريكية على التركيز بالفعل على المشاركة العسكرية للتحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية في القتال ضد الحوثيين.

وفي تحول حاد في مسار الازمة اليمنية، صرح وزير الخارجية الأمريكية “مايك بومبيو” في 30 أكتوبر, إن الوقت قد حان لوضع حد لهذه الأعمال العدائية.

كما دعا وزير الدفاع الأمريكي “جيمس ماتيس” المملكة العربية السعودية وحلفائها من جهة، والحوثيون من جهة أخرى، لضرورة الجلوس على طاولة المناقشات لبحث سبل وقف إطلاق النار في غضون 30 يوما.

وعلى وجه التحديد، يكمن التحدي الآن في وقف إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية وإخلاء المنطقة الحدودية مع المملكة العربية السعودية من قبل الحوثيون, وفي المقابل,  توقف الغارات الجوية المكثفة التي تشنها مقاتلات التحالف العربي على المواقع التابعة للمتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مساحات شاسعة تغطي كامل المناطق الغربية على طول امتداد البحر الأحمر.

 

جرائم الحرب السعودية:

هذا التغيير التكتيكي يحمل في طياته أهمية كبيرة, إذ تسعى الولايات المتحدة الأمريكية جاهدة حتى الآن تبرير دعمها العسكري للتحالف العربي الذي تقوده الرياض تحت ذريعة أن هذا الدعم كان يهدف إلى استهداف المواقع العسكرية بالإضافة إلى الحد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين في اليمن، على الرغم من أن القوات الجوية السعودية كانت متهمة بارتكاب الأخطاء والنتوءات مراراً وتكراراً جراء غاراتها الجوية التي تم تنفيذها دون أي اعتبار للأضرار الجانبية والتي نتج عنها بالفعل ارتكاب جرائم حرب حقيقية.

ومن الواضح أن نقطة التحول هذه ترتبط بإنكار النظام السعودي من خلال شخص الامير “محمد بن سلمان” في ضلوع النظام السعودي في  عملية اغتيال خاشقجي في  2 أكتوبر الماضي.

وبنفس القدر من الأهمية تعمل الدبلوماسية الفرنسية على قدم وساق في متابعة الادارة الأميركية, حيث أشارت وزيرة الدفاع الفرنسي “فلورنس بارلي” إلى أن الوقت قد حان لتوقف الصراع الدائر في اليمن الذي وصل إلى طريق مسدود.

حصدت هذه الحرب الأهلية الفظيعة والبشعة بحسب الاحصائيات الرسمية أرواح  10 آلاف شخص, في حين تعكف منظمة ” Acled  “غير الحكومية على إعادة  تقييم هذه الأرقام, حيث ترى المنظمة أن الحصيلة الحقيقية لهذه الحرب  50 الف شخص، في حين تعتبرها الأمم المتحدة أكبر كارثة إنسانية مستمرة في العالم.

والأسوأ لم يسرد بعد, إذ يحتاج 75% من إجمالي عدد السكان في اليمن, إي ما يعادل 22 مليون شخص  بحاجة إلى المساعدات الإنسانية  العاجلة, منهم 8.4 مليون يمني يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى المساعدات الفورية.

 

كل ملامح الانهيار مجتمعة:

هذا هو نتيجة الالتزام العسكري الكارثي الذي بدأ سرد فصوله منذ أواخر مارس من العام 2015 تحت الدافع المتأجج  لولي عهد المملكة العربية السعودية تحت اسم مثير للشفقة “عملية عاصفة الحزم”والتي أعيد تسميتها بشكل مأساوي بعد شهر من بدأها ” إعادة الامل”.

تضم خلية النحل هذه التي تحكمها الرياض, أكثر من عشر دول إسلامية أخرى, حيث  تلعب دورا كبيرا في تطوّر موقف الولايات المتحدة الأمريكية المحرج جداً من التداعيات الجيوسياسية التي تجاوزت المنطقة, إذ أنضم إلى ركب مغامرات  الامير “محمد بن سلمان”  الأردن، ومصر، والسودان والمغرب ومنظومة دول مجلس التعاون الخليجي, باستثناء سلطنة عمان.

وعلى الصعيد العسكري لقوات التحالف العربي، فإن كل بوادر الانهيار والفشل الكارثي متواجدة  في هذا البلد بعد مرور ثلاث سنوات ونصف على بدء الصراع: 100 طائرة حربية, و 150 الف جندي سعودي, و 4 سفن حربية تابعة لسلاح البحر المصري و  7 أساطيل جوية من مختلف دول التحالف.

 

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة