الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب في اليمن

اخترنا لك

نشرت صحيفة “foreign affairs”  تقريرًا  ل”جيفري فيلتمان” ، ترجمة موقع “الخبر اليمني”، ويتحدث فيه عن الحرب السعودية في اليمن وقال:” كانت الحرب في اليمن كارثة على المصالح الأمريكية، والسعودية، ولقد أشعلت الحرب أكبر كارثة إنسانية في العالم، فقدت قتلت الحرب السعودية على اليمن عشرات الآلاف من المدنيين، وأصبح 14مليون شخص معرضين لخطر المجاعة والموتً جوعًا بسب الحرب العبثية للسعودية في اليمن.

 

ترجمة خاصة-الخبر اليمني:

وذكر التقرير أن الحرب في اليمن جاءت بنتائج عكسية، عكس ما صممتها الحملة العسكرية السعودية، حيث بات الحوثيين أكبر وأكثر قدرة على مهاجمة حدود السعودية، مما كانت عليه الجماعة سابقًا، وذكر الكاتب أن العلاقة بين الحوثيين وحزب الله، ورغم الحرب على الإرهاب إلا أنها تمثل تهديدًا على المنطقة.

 

مضيفًا أنه خلال ثلاث سنوات ونصف، مما جعل مصداقية المملكة تقل بسبب تأخر الحرب، وعدم الحصول على بوادر للنصر العسكري، مما آثار الغضب في الولايات المتحدة الأمريكية،  وغيرها من  القوى الخارجية، لكن مقتل خاشقجي، جعل العالم بكله يرك على الاسلوب المتهور للمملكة العربية السعودية، بما في ذلك حربها الكارثية في اليمن، والذي جعل الكثير من القيادة الامريكية، يدعون إلى إيقاف الحرب، مثل “مايك بومبيو” وزير الخارجية الأمريكي، و “جيمس ماتيس” وزير الدفاع الأمريكي، ولذان دعا إلى إيقاف الحرب العقيمة.

 

وأشار التقرير أن هذه الدعوات لن تنهي الحرب في اليمن لكن ستوفر بيئة مناسبة للسلام، وسيكون لها زخم دولي، ودعم من الشركاء الإقليمين  والدوليين، ويجب أن تقود أمريكا السعودية إلى التحرك أولًا، بدلًا من السماح لها بإيقاف الحرب، مع مشاورات السلام التي يقودها جريفيت.

 

الحرب لن تتوقف

وتحت هذا العنوان ذكر التقرير أن “مارتن غريفيت” اهتم في مهمته الصعبة بمحادثات السلام، حيث ركز جهوده على عدة جبهات في وقت واحد، وسعى لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى ميناء الحديدة في البحر الأحمر، والذي يمر عبره أكثر من 70% من واردات اليمن، وفي الوقت نفسه، ويسعى المبعوث الأممي إلى إنجاح مفاوضات السلام عبر الثقة الممنوحة له من الجانبين والتي تحظى بدعم دولي، وقد بذلت بعض الخطوات مثل تبادل الأسرى، وغيرها من الترتيبات.

وذكر التقرير أن “الحوثيين” قوات صنعاء، قد أوقفت هجماتها على السعودية بشكل كامل، والذي اعتبرها التقرير خطوة شجاعة من الجانب الحوثي، حيث رأى التقرير أنه من الجيد أن تبدأ المفاوضات والمناقشات، دون انتظار لأي إجابة عن أي سؤال كان، ورأى التقرير أن المشكلة ليس في استئناف الحوار ولكن المشكلة في أن الأمر سيستمر كثيرًا، حيث تقع حرب كارثية، ويواجه نصف سكان اليمن مجاعة محتملة، وذكر التقرير أنه يجب على الطرفين التنازل من أجل مصلحة اليمن، و عتبر التقرير أن سلطة “هادي” هو رئيس مقبولًا على نطاق واسع، ويحظى بدعم من المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، وهو متأكد من أن هؤلاء يقفون معه، لذلك هو مفاوض مضطرب وصعب.

وذكر التقرير أنه في حال التفكير في استبدال هادي، فإن الأمر سيكون معقدًا فنائب الرئيس هو علي محسن الأحمر، وهو يكره الحوثيين وهم يكرهوه، والإمارات متخوفة منه لأنه عضو في حب الإخوان المسلمين في اليمن، ولهذا يجب أن يكون هناك مرحلة إنتقالية لرئيس يحظى بتوافق الجميع، وبتأييد واسع من رعاتهم في الخارج.

 

الطريق إلى السلام

يرى التقرير أن السعودية هي من يجب أن توقف الحرب من جانبها أولًا، لان هذا يخدم مصالحها في المنطقة، موكدًا أن إيقاف الحرب في اليمن لن يوقف إراقة الدماء فقط بل من الممكن أن توقف أو تبطئ الأنحدار السريع لسمعة السعودية عالميًا، ويمكن للحوثيين الدخول في مفاوضات يكونون هم الورقة الأعلى ربحًا، كونهم يستفيدون من خلال الحملات العدائية التي تقوم بها السعودية، ويحص الحوثيين كذلك على رهائن، يمكنهم من خلالهم الحصول على الكثير من المكاسب، حسب ما ورد في التقرير.

ومع كل هذا يرى التقرير أن السعوديين لم يتحركوا في الاتجاه، وقد أجابوا على دعوات السلام بمزيد من الضربات الجوية، ولا يبدوا أن المملكة قد وعيت في حساباتها بعد أن أوقفت امريكا الطائرات السعودية من لتزود بالوقود،

وأشار التقرير أن هنالك تقرير تفيد بطلب السعودية لقطع غيار عسكرية، وهذا ما سيؤدي للإطاحة بالقوات الجوية السعودية، إن الكونجرس الأمريكي مستعد حاليًا لاتخاذ إجراءات عقابية ضد المملكة العربية السعودية ، ويمكن لإدارة “ترامب” أن تستخدم ذلك كوسيلة ضغط، وأن الإيقاف من جانب السعودية محفوف بالمخاطر، وتخاف السعودية أن تعتبرها الجماعة الحوثية نصرًا لهاـ ضد قوة النيران الكبرى التابعة للسعودية،

وقد بالغت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بدرجة النفوذ الإيراني على الحوثيين في بداية الحرب كجزء من تبريرها للتدخل، لكن اليوم ، على الرغم من أن الحوثيين لا يزالون غير تابعين لإيران بالطريقة نفسها، على سبيل المثال لحزب الله في لبنان، ولكن القوة الحوثية لا زالت في الصدارة.

 

عذر إيران الوهمي

وذكر التقرير أن التهديد أو الخوف بتوسع النفوذ الإيراني ليس سبباً لتأجيل وقف إطلاق النار، في حين أن إنهاء الحرب من جانب واحد والتركيز على المحادثات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة  لن يقضي على النفوذ الإيراني،  فإن مثل هذه الخطوات يمكن أن توقف توسعها، من ناحية أخرى ، فإن الحرب المستعرة في اليمن لن تؤدي إلا إلى نتائج مماثلة للحروب في العراق ولبنان: وجود إيراني راسخ بشكل دائم يعمل من خلال وكلاء عسكريين وفي نهاية المطاف قادر على توجيه السياسة الداخلية.

وقف إطلاق النار السعودي ليس دواءً لكل داء، ليس هناك ما يضمن أن الحوثيين سيردون بموافقتهم على تقاسم السلطة مع الزعماء اليمنيين المدعومين من السعودية أو أن الجنوب سيتوقف عن محاولة الانفصال، ومن المرجح أن يستمر القتال المحلي على المستوى الأدنى،  حتى لو انتهت الحرب بين الحوثيين السعوديين، لكن المملكة العربية السعودية ستستفيد من وقف عملياتها العسكرية حتى لو رد الحوثيون من خلال الاستمرار في إطلاق الصواريخ عبر الحدود، حسب التقرير، و سيكون  اللعب في الدور لصالح السعوديين، وسيحول العالم انتباهه إلى الحوثيين باعتبارهم المعتدين، وسيتم التسامح على نطاق واسع مع الدفاع السعودي عن النفس.

بعد توقف القتال

واعتبر التقرير أن حرب اليمن لها جذورها منذ العام 2004م وحت الإطاحة بالرئيس في نوفمبر 2011م،  حيث قام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح،  بدعم من السعودية، بتحريض حملات عسكرية متعددة ضد أنصار الله، الحركة السياسية للحوثيين، لقد وعد صالح بتحقيق انتصارات سريعة لكن تم تقويضه مراراً وتكراراً بمقاومة الحوثي القوية والمدهشة، والتي تنذر بمصير السعوديين في الحرب الحالية.

وفي عام 2011م، شارك الحوثيون في الاحتجاجات الشعبية ضد صالح، مما أقنع دول مجلس التعاون الخليجي – المعنية بالحفاظ على الاستقرار – بأنه كان عليه أن يذهب، و وعد مجلس التعاون الخليجي، بتشجيع قوي من الولايات المتحدة، بإن يبقى صالح بجانب هادي لفترة أطول، و تولى هادي السيطرة على حكومة انتقالية تحولت في النهاية إلى حكومة معترف بها دوليًا لكنها عاجزة فعليا تقود اليوم.

وقال “التقرير” أن الأمم المتحدة عقدت مؤتمراً 2013م- 2014م ، كُلفت من خلاله بإنهاء الفترة الانتقالية والتوصل إلى اتفاقات بشأن الانتخابات وتقاسم السلطة، وكان الحوثيون مشاركين حذرين في الاتفاق، ومنذ ذلك الحين أصبح من الواضح أن وفد الحوثي إما فشل في التفاوض بحسن نية أو لم يحظ بتأييد قيادته السياسية، وفي سبتمبر 2014 ، استغل الحوثيون فرصة المظاهرات الشعبية ضد أسعار الوقود للاستيلاء على السلطة بالقوة، حسب ما ذكر التقرير، وفي شباط / فبراير 2015، كانوا يتحكمون بصنعاء، وقدم صالح، الخصم السابق للحوثيين، مساعدة حاسمة للحوثيين، الذين قاد ضدهم الحروب لسنوات وبدعم من السعودية.

وأكد التقرير أن السعودية بدأت حملتها في مارس 2015م، وكان ظاهرها إعادة حكومة المعترف بها للسلطة، ودفعت بريطانيا وأمريكا بقرار يوفر غطاًء للمملكة العربية السعودية في حربها على اليمن من خلال قرار 2216، وهو أن يقوم الحوثيين بسحب قواتهم من كل المناطق التي سيطروا عليها، والتخلي عن الأسلحة التي حصلوا عليها

 

لقد طالب القرار 2216 بشيء قريب من الاستسلام غير المشروط من حركة أثبتت مراراً وتكراراً قدرتها العسكرية على الصمود، فبدلاً من تقديم صيغة من أجل نهاية متفاوض عليها للنزاع، أصبح القرار 2216 بمثابة اختبار غير مفيد في أيدي السعوديين والإماراتيين، فإنه سيشمل الشكوك الحوثية ويستفز مقاطعة الحوثي لاجتماعات الأمم المتحدة، وإذا قررت المملكة العربية السعودية إنهاء العمليات العسكرية، فعلى مجلس الأمن أن يصدر قرارًا جديدًا يدعم هذا القرار، والذي من شأنه أن يمنح “غريفيث” وفريقه الأممي تفويضًا أكثر واقعية للمحادثات.

تقطيع الخسائر

بعد مرور ثلاث سنوات ونصف، لا تزال أهداف التحالف الذي تقوده السعودية بعيدة المنال،  بينما تتدهور الأوضاع على الأرض، الوضع الإنساني يزداد سوءًا، انتشار للأمراض، الحوثيون أكثر ترسخًا من أي وقت مضى،  اليمن بحاجة ماسة إلى مفاوضات بحسن نية بشأن ترتيبات سياسية وأمنية طويلة الأجل، ويعتبر دعم” بومبيو” و “ماتيس” للمحادثات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة هو تطور مرحب به.

لكن المفاوضات لن تتفوق على الكارثة الإنسانية القادمة أو تشتت انتباه العالم عن السلوك السعودي المشكوك فيه في هذه الحرب، إن المخاطر الأمنية التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية على الجانب الحدودي واضحة وأكثر حدة مع استمرار الحرب.

وأختتم “التقرير”  إن وقف إطلاق النار السعودي سينقذ الأرواح ويمكنه تغيير مجريات الحرب والعمل بعدها على التركيز على التهديدات الخطيرة والحقيقية، لكن لن تقوم السعودية باتخاذ هذه الخطوة ما لم تبت الولايات المتحدة إن إطالة أمد هذه الحرب سيؤدي إلى تكلفة العلاقة بين البلدين.

 

 

أحدث العناوين

Washington replaces the USS Eisenhower aircraft carrier with a base in Saudi Arabia

The USS Dwight D. Eisenhower aircraft carrier has departed the Red Sea region after six months of its deployment...

مقالات ذات صلة