مأزق الإصلاح في تعز

اخترنا لك

مثقلا بأهداف تركيا، وغارقا بمؤامرات الحلفاء، يحاول الاصلاح  جر تعز نحو مغامرة جديدة علها تنتشل واقعه الذي يكاد يطوي صفحته، فهل ينقل المعركة إلى خارج معقله أم ينجح خصومه بإعادته إلى دوامة الفوضى التي صنعها بنفسه؟

خاص- الخبر اليمني:

تركيا التي فتحت على مدى السنوات الماضية ابوابها لقيادات “الاخوان” في اليمن، وسهلت استثماراتهم، تحاول الان جني المكاسب، بدفع هؤلاء لرد الجميل بتوطينها اهم بقعة في بلد تتقاسمه اطراف دولية واقليمية كشطيرة لحم.

التقارير الاعلامية تتحدث عن بدء تركيا تجميع ضباط الحزب المشردين في الخارج، وإرسال  مقاتليه  إلى قاعدتها في الصومال للتدريب ، وطموحها أن ينجح هؤلاء في تمكينها  من  الوجود على مضيق باب المندب، اهم ثاني ممر بحري دولي  تسيطر عليه الإمارات والسعودية منذ  عدة سنوات  كمكسب لحربها على هذا البلد..

حتى الان تمكنت اسطنبول من ايجاد موطئ قدم لها تمثل بمعسكر شيده حمود المخلافي في الريف الجنوبي الغربي لتعز، لكن يبدو أنها تريد الاقتراب  من وكر الامارات اكثر وهذا قد يكلف الحزب الكثير..

على الصعيد العسكري باتت اية تحركات للإصلاح في الحجرية مرصودة ، وثمة اطراف محلية جاهزة للرد عليها، والشواهد كثيرة هناك واخرها الاشتباكات التي دارت ، اليوم في المواسط..

هذه التطورات مؤشر  على أن الإمارات نجحت بتلغيم هذه المنطقة  وتجهيزها للانفجار بوجه الاصلاح،  فالمجتمع بات يمقت أي حراك للحزب الذي تسيطر  قواته على المدينة ويتهم بنشر الفوضى والفساد والاغتيالات، وهذا برز مؤخرا بإشهار مجلس تنسيق الحراك الشعبي في الحجرية..

تبدو مؤشرات أي تحرك عسكري للإصلاح في الريف الجنوبي الغربي لتعز محكومة مسبقا بالفشل فالخصوم متعددين من الانتقالي في الجنوب  وصولا إلى طارق صالح في  الغرب ومرورا باللواء 35 مدرع وكتائب ابي العباس ولواء اخر استحدث مؤخرا في الوسط..

كما أن الاخطر في الأمر ان تنعكس أي خطوة من هذا النوع سلبيا على معقله في المدينة، حيث  تحشد قوى كانت حتى وقت قريب حليفة في السلطة، عسكريا وسياسيا، ابرزها المؤتمر الذي اعلن توا التجنيد في مديريات صبر ، والناصري الذي حمل الإصلاح مسئولية الفوضى والفساد ومثلهم الاشتراكي الذي بدأ يتحرك في غمر الازمة التي يمر بها الحزب، وجميعها معروفة بتلقي دعم اماراتي ..

يدرك الاصلاح بأن لحظته في تعز  دنت، خصوصا بعد خسارته للجوف وربما قريبا مأرب في الشمال أضف إلى ذلك التحركات لانتزاع معاقله في شبوة وحضرموت في الجنوب، لكن رغم ذلك يقامر بتعز، مع أن جميع المعطيات تؤكد  بأنه في مأزق، ولم يعد له من سبيل سوى التشبث بطوق النجاة الذي فتحته صنعاء  أو قلب الطاولة عليه وعلى اعدائه  في مغامرة  يبدو اهالي المدينة الرازحين تحت معانة فصائله في غنى عنها حينها سيفقد مستقبله إلى الابد ..

أحدث العناوين

مقالات ذات صلة