مقايضة سعودية أم صحوة جنوبية متأخرة .. ماذا يدور في عدن؟- تقرير

اخترنا لك

يخيم التوتر على المحافظات الجنوبية لليمن، أو بالأحرى ما تبقى منها تحت قبضة الانتقالي الموالي للإمارات، وقد اختارها  المجلس للتصعيد في هذا التوقيت الذي تشير عقاربه إلى وجود طبخة دولية من نوع ما، فهل يبحث الانتقالي عن مكاسب أم يحاول اشعار انصاره بأنه لم يمت بعد كما كتب له؟

خاص- الخبر اليمني:

الوضع في عدن، أخر معاقل الانتقالي، قابل للانفجار. الانتقالي الذي يرى هذه المدينة الساحلية عاصمة دولته تلك التي لم تعرف حدودها بعد، يحشد المزيد من القوات منذ نهاية الاسبوع الماضي وقد تمكن خلال الايام القليلة الماضية من تطويق المدينة بما فيها معسكرات التحالف في البريقة. هو الان يزحف على قصر المعاشيق،  أخر ما تبقى من معاقل لـ”الشرعية” التي  قد تمنح السعودية ذريعة للبقاء أو التمدد مستقبل تحت هذه اليافطة المتسخة بدماء مئات الالاف الضحايا ممن قضوا او أصيبوا خلال 5 سنوات من الحرب التي تقودها السعودية..

لا سقف مطالب بعد للانتقالي، ولم يعرف هدفه وهو الذي ظل منذ اغسطس الماضي  من سيطرته على المدينة بلا وجهة ولا إدارة. كل ما هو معروف الأن أو على الاقل يسوقه الانتقالي  لا يعدو عن محاولة المجلس للبقاء أمام مؤامرات القضاء ..

تقول قيادات المجلس، وفقا لما نقله الكاتب صلاح بن لغبر، انها اكتشفت مخطط سعودي خطير، يقضي باستنزاف القوات الجنوبية من خلال فتح جبهات قتال جديدة مع صنعاء وتحديدا في يافع، معقل معظم الفصائل المنتشرة في عدن بالتزامن مع  اعادة قوات هادي إلى عدن وتعيين مدير أمن ومحافظ جديدين لا يدينان بالولاء للانتقالي إلى جانب تقسيم المناصب في المدينة مناصفة بين الشمال والجنوب أو تحديد بين علي محسن والانتقالي وبما يمهد لعودة محسن إلى المدينة

الأمر بالنسبة للسعودية مختلف تماما، ويتجاوز حتى اتفاق الرياض ذاك الذي صاغته بمعية الامارات واشهر  في نوفمبر الماضي بتوقيع اطراف هادي والانتقالي دون ان يعلم الكثير منهم تفاصيله، فالمجريات الاخيرة على الارض والانتصارات التي حققتها صنعاء مؤخرا وتحديد في الجوف الواقعة على الحدود الجنوبية للمملكة اضطرت الاخيرة لتغير مسار الاتفاق بالدفع نحو عملية سياسية شاملة  تمنحها على الأقل خروج بماء الوجه من المستنقع الذي يكاد يبتلع الرياض قبل غيرها في المنطقة، وذلك الاتفاق كما يبدو أو كما يقول بن لغبر يتضمن مقايضة جنوب اليمن مقابل جنوب المملكة، ومنع سقوط مأرب، المحافظة النفطية في الشرق، مقابل تسليم عدن، واستبدال فتح مطار صنعاء بإخضاع مطار وميناء عدن لإدارة تشرف عليها صنعاء.

وبغض النظر عن موقف صنعاء من هذه التحركات والذي لم يعلن بعد،  تحاول السعودية كما يبدو تهيئة الوضع واخضاعه  لقواتها على الاقل وبما يمكنها من التفاوض بورقة في اليد، وكل المؤشرات تؤكد مضي السعودية بتقسيم الجنوب غربا وشرقا، فالدفع نحو انفجار الوضع في عدن تهدف الرياض من خلاله اغراق الانتقالي أو الجنوب عامة في صراعات بينية تحول دون تقدم هؤلاء صوب الشرق اليمني الأكثر ثروة واقل تعدادا مع التركيز على افقارهم بقطع المساعدات عنهم كما يقول ، سليمان العقيلي.. عين السعودية الأن ومالم تخفيه تصريحات كتابها المعروفين بتبعيتهم لأجهزة المخابرات، على “اقليم حضرموت” ذاك الذي يمتد من شبوة في الجنوب  وصولا إلى المهرة وسقطرى في الشرق  وحضرموت في الشمال، وهذا الاقليم الذي يعرف بإنتاجيته من النفط والغاز ومواقعه الاستراتيجية ، ناهيك عن مجاورة هذا الاقليم  لإقليم سبأ ذاك الذي يضم مأرب والجوف، اهم حقول النفط والغاز في الشمال، لكن خلافا للانتقالي الذي ينتظر السعودية أن تجود عليه بالمرتبات والمساعدات حسمت صنعاء الملف الاخير عسكريا بعملية متواصلة لن تنتهي قبل تحرير مأرب كما يؤكد قاداتها..

لن يستطيع الانتقالي تحقيق الكثير في هذا التوقيت الذي دفعت  فيه السعودية بقوات امريكية وبريطانية إلى المحافظات الشرقية، ولا مستقبل لأي تحرك له بالقرب من حقول النفط والغاز،  وأكثر شيء قد يحل عليه منها القليل من المعونات لاعتاقه، وحتى في عدن سيجد المجلس نفسه محاصرا بـ3 ملايين جائع يسكنون الهضاب والتلال في لحج وابين وعدن والضالع، حتى ما كان يشكل مصدر دخل وحيد لقياداته كالموانئ والمطارات تتجه السعودية لتدويلها بإخضاعها لقوات بريطانية – امريكية تحت مسمى “مكافحة الارهاب”.

طلب الانتقالي من السعودية دولة جنوبية غير ابها بمتغيرات التاريخ تلك التي تشير إلى أن السعودية لن تقبل بوجود دولة لا في شمال اليمن ولا في جنوبه وكل ما في الأمر انها تمرست على ضرب بعضهما ببعض لا لشيء سوى ابقاء هذا الجزء الهام من الجزيرة  العربية وكما يقول منظروها مجرد “حديقة خلفية”.

مالم يقدم  الانتقالي  على خطوة كبيرة  تقلب الطاولة على الجميع وتؤسس لمرحلة ينتزع فيه قراره، على الاقل بالتقدم صوب محافظات جنوبية اخرى كشبوة مثلا، سيجد نفسه محاصرا  ومعزولا ويتسول الراتب والغذاء لأفراده الذين لن يصمدوا بدون ذلك  ليوما واحدة كما يقول رئيسه عيدروس الزبيدي، في حين ستشر السعودية بتنفيذ اجندتها غير ابهة بتصعيده..

أحدث العناوين

فيديو| إصابة الوزير الصهيوني المتطرف “إيتمار بن غفير” وابنته 

أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، عن إصابة وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير،  وتعرضه لإصابات طفيفة...

مقالات ذات صلة