هل قرر التحالف إنهاء العقد مع “الإخوان” في اليمن؟

اخترنا لك

بمسارين متوازيين، يواصل التحالف قص أجنحة الإصلاح- فرع تنظيم  الإخوان المسلمين في اليمن- سياسيا وعسكريا، فهل قررت السعودية إنهاء العقد مع  وكيلها الحصري منذ عقود أم أن الامارات تحاول استبداله  بأدواتها الجديدة ؟

خاص- الخبر اليمني:

على الصعيد العسكري يواصل التحالف السعودي – الإماراتي تقليص مساحة نفوذ الحزب، المتغلغل في أجهزة الأمن والجيش وقطاعات حكومية واسعة منذ عقود، بدءا من عدن في الجنوب  وصولا إلى سقطرى في الشرق.

وجميع تلك المحافظات تبدو مجرد مقبلات للتحالف نظرا للتحركات التي تعدها السعودية والامارات لقصم ظهر الحزب الذي ما ينفك قاداته يتضرعون بن سلمان وبن زايد في انبطاح مرير ومحاولة مستميتة لإبراز الولاء ولو بابتذال رخيص.

الآن تبدو تعز، أبرز معاقل الحزب ومخزونه البشري، وشبوة، مصدر دخله الأكبر بحكم انتاجها من النفط والغاز، هدف التحالف في معركته ضد من يصفهم بن سلمان بـ”الإخونج” وصديقه بن زايد بـ”الاخوان”.

يتجلى ذلك بالتحركات الأخيرة  في آخر معاقل الاصلاح في تعز تدفع الإمارات بقوة  لاقتحام المدينة آخر معاقل الجماعة، وتؤكد  المعطيات بأنها تعد سيناريو من عدة جهات للانقضاض على فصائل الحزب التي استهلكت نفسها شعبيا بمغامرات قاداتها الفاسدين خلال السنوات الـ6 الماضية من عمر سيطرتها على المدينة بذريعة “مقاومة الحوثيون”.

في المسار الأول تجهّز الامارات فصائلها في الساحل الغربي بقيادة طارق صالح للتوغل عبر طريق الحجرية القريبة من المخا، وهذا المسار فعّل خلال الأيام الماضية نظرا للتطورات التي  شهدها الريف الجنوبي الغربي لتعز بعد إرسال الاصلاح قواته لإسقاط الحجرية، معقل اتباع الإمارات وحامية مصالح أبوظبي في الساحل الغربي، بينما سيكون المسار الثاني من الجهة الجنوبية وتحديدا لحج حيث تحشد الإمارات عبر الانتقالي في مديرية طور الباحة القريبة من الحجرية وهدفه التقدم صوب الحجرية لتطويق الإخوان هناك.

ربما تكون الإمارات قد وضعت الحجرية كطعم للإخوان بغية إخراج فصائلهم المتحصنة داخل المدينة والتنكيل بها برا وجوا نظرا لصعوبة المعركة داخل المدينة المكتظة بالسكان والتي يتخذ الإخوان أهلها متارس بشرية في حروبهم خلال السنوات الماضية، لكنها بكل تأكيد تصب معركة الحجرية في صالح أبوظبي نظرا لمساحتها المفتوحة وقدرة اتباع الإمارات على المناورة بينما تتولى الطائرات بقية المهمة.

سيناريو الحرب في  تعز  ليس فقط للسيطرة على المدينة التي تبدو مهمة شاقة إذا ما تحصن الإخوان فيها كعادتهم، لكن الإمارات تهدف من خلالها لتحقيق أهداف ذات أبعاد استراتيجية جنوبا خصوصا في شبوة حيث بدأت أبوظبي ترتيبات لإعادة نشر النخبة التي هزمت في أغسطس الماضي على يد “الاخوان” ومعركة تعز قد توقف تدفق التعزيزات على شبوة وترك ما تبقى فريسة للطائرات والقوات الاماراتية هناك إضافة إلى إمكانية تقدم الانتقالي عبر أبين.

قد تكون الإمارات تنتظر سقوط مأرب بيد قوات صنعاء للانقضاض على ما تبقى للإخوان في شبوة، لكن خطط اسقاط شبوة وتعز قد رسمت بالفعل من قبل التحالف  خصوصا وأن هذا التحرك العسكري يمر بموازاة  مسار سياسي برز  بإقصاء الإصلاح من اللجنة الخماسية لتشكيل الحكومة الجديدة  ومن ثم إجهاض مخططه لتغيير رئيس الحكومة الحالي والأنباء الواردة من كواليس المفاوضات في الرياض تشير إلى أن التحالف يرسم نهاية مأساوية للحزب.

صحيح يملك الإصلاح أوراق مناورة عديدة، كالتحالف مع الحوثيين مثلا أو الاكتفاء بالتهديد بتركيا مع أن الأخيرة مستحيل تلقي بنفسها في مهمة انتحارية في ظل انتشار قوات دولية وإقليمية في هذا البلد الذي يتعرض لحرب عالمية منذ 6 سنوات، لكن هذه الأوراق قد لا تجد صدى ولن تكون ذات فاعلية في حال لم يجيد الحزب حسبتها واستغلال توقيتها، فالحزب خسر اليوم أهم أوراقه وهو يلوح بإقليمي سبأ، التي أصبحت معظم محافظاته بيد صنعاء، وحضرموت التي لم يتبقى له منطقة سوى الوادي،  للضغط على إجهاض مناصفته في الحكومة، وغدا ربما  لن يجد ورقة للمناورة فحتى تركيا أصبحت وبالا عليه بعد الحملة التي شنتها وسائل إعلام سعودية ومن شأنها التمهيد لاستئصاله من المشهد مستقبلا.

على مدى السنوات القليلة الماضية من عمر الحرب على اليمن أنفق التحالف مليارات الدولارات على الإصلاح، وجهزه بأحدث العتاد ومنحه سلطة للسيطرة على جنوب وشرق اليمن، لكن اليوم وبعد 6 سنوات من الفشل في التقدم ، يسعى التحالف للانتقام من الحزب مع ضمان أعداد بدائله التي بدأت تتجلى بصورة الانتقالي وجناح الإمارات في المؤتمر فهل يراجع الحزب حساباته قبل فوات الأوان؟

 

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة