انفراط عقد السعودية والإمارات مجددا في اليمن – تقرير

اخترنا لك

تطفو  الخلافات السعودية- الإماراتية  في اليمن مجددا إلى السطح، منذرة هذه المرة بسيناريو اكثر تعقيدا وتشعبا، فما امكانية الصدام العسكري بين الطرفين؟

خاص – الخبر اليمني:

من الساحل الغربي لليمن وحتى الشرقي للبلاد، المطحونة بحرب التحالف منذ 6 سنوات، تتسارع وتيرة الاحداث، وتتصاعد حدتها بين اطراف الصراع المحلية بالوكالة.

هذه التطورات وأن برزت كصراعات محلية على سلطة، يمسك التحالف بزمامها، أو حاولت الحليفتان البسها اثواب تركية – قطرية، تكشف تفاصيلها عن صراعات نفوذ قوية  بين ابوظبي والرياض.

السعودية التي يصب سفيرها لدى اليمن، محمد ال جابر، تركيزه الأن على قصقصة اجنحة الإمارات سياسيا تحت مسمى “تنفيذ اتفاق الرياض” دفعت برجلها الأولى في اليمن، علي محسن، للتصعيد بريف تعز الجنوبي الغربي، وكان الهدف  حرمان سلطان البركاني، المدعوم إماراتيا، من ايجاد بؤرة عسكرية لأبوظبي في هذه المنطقة الاستراتيجية تمكنه من الضغط باتجاه نقله مرتبة متقدمة في السلطة وتحديدا بنقل صلاحيات هادي له.

كان البركاني يعول كثيرا على السعودية لإسناد مهام هادي له بعد ترحليه إلى الولايات المتحدة، لذا حزم ملابسه من القاهرة  وعاد إلى الرياض قبيل ساعات على مغادرة هادي، لكن السعودية التي تريد ابقاء السلطة بيد بن جابر صدمته بتوجيه مذكرة له ، كما يقول الصحفي المقيم في القاهرة محمد الخامري ، تطلبه بعدم التدخل بتحركات تشكيل الحكومة الجديدة التي يشرف ال جابر عليها، حينها شرع البركاني بعقد لقاء مع هاني بن بريك نائب رئيس الانتقالي في اشهار للتحالف بين الطرفين وهي خطوة عدها مراقبين بدفع اماراتي و تمهد لإنشاء جناح عسكري للبركاني على غرر الحزام الامني بغية لي ذراع السعودية التي ترى في البركاني وجه اخر للإمارات في اليمن.

يريد السفير السعودي من سيطرة محسن، التواق هو الاخر للبقاء في السلطة، الضغط على الامارات  لتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض خصوصا اخراج الفصائل الموالية لها من عدن،  فهو الأن يلوح بالإصلاح كعصا بوجه اتباعها، الاضعف حاليا سواء في عدن أو الساحل الغربي.

قد تكتفي السعودية بتمركز الاصلاح بريف تعز الجنوبي الغربي كخنجر في خاصرة فصائل الامارات، وقد تدفعه نحو التقدم صوب عدن حيث تمهد الطريق له في لحج بتصعيد التوتر بين الانتقالي والفصائل المحسوبة على هادي والتي باتت تشاكس  في العند عند اهم مدخل شمال عدن، وربما قد تدفع فصائل الحزب  للتوغل في الساحل الغربي، مع أن وجود قوات محسن بالحجرية بحد ذاته اكسب الرياض ورقة ضغط كبيرة على الامارات خصوصا في ظل استمرار المعارك في ابين وانتقاله خلال الساعات الماضية إلى مدينة زنجبار، المركز الاداري للمحافظة الواقعة عند بوابة عدن الشرقية، لكن المؤشرات تؤكد سير الرياض نحو مدى ابعد .

في سقطرى، تؤكد مصادر محلية قيام مسلحين محسوبين على السعودية ومقربين من قائد قواتها باحتجاز المنتدب الاماراتي، خلفان الكعبي لساعات، قبل ان يفرج عنه، وهي بذلك تريد ايصال رسالة للأمارات التي تحاول ابقاء الجزيرة الاستراتيجية عند الساحل الشرقي لليمن  وترفض الخوض في شؤون الجزيرة وتعزز قبضتها عليها، فعملية الاحتجاز تزامنت وفق مصادر دبلوماسية مع رسالة لرئيس جهاز المخابرات الاماراتي طحنون بن زايد لرئيس حكومة هادي يطالبه فيها بإسقاط سقطرى من اية تسويات بين الانتقالي وهادي.

في المقابل، تبدو الامارات، اكثر ادراكا من مؤامرات حليفتها الكبرى، وكان بارزا من ردود افعالها وتصريحات المحسوبين عليها بانها تحاول ايصال رسالة للسعودية بانها تعرف خططها مسبقا، لذا سارعت ابوظبي لاختصار الوقت بتصعيد ميداني مماثل تمثل بمنع مغادرة  اللجنة السعودية لعدن عبر دفع الانتقالي لإغلاق مقر القاعدة السعودية في البريقة، والتلويح بالاستعانة بأحدث الطائرات الامريكية لوقف أي تقدم صوب معاقلها خصوصا في الساحل الغربي ، والأهم هو تلويحها عبر صحفها بإجهاض اتفاق الرياض والتحذير من أن يؤدي تقدم “الاخوان” الاخير بريف تعز لخلط الاوراق وعرقلة اعلان تشكيل الحكومة الجديدة.

رغم تضخيم الاعلام السعودي والاماراتي الحديث عن تدخل تركي – قطري في اليمن، لا توجد مؤشرات ملموسة حتى الان وهو ما يؤكد بأن الحليفتان تحاولان الهروب من واقع الصدام العسكري باسدال ستارة النفوذ التركي – القطري شأنه في ذلك شأن اعلان الحرب على اليمن بحجة “النفوذ الايراني” ، لكن مجريات الوقائع على الارض تشير إلى أنه مثلما اعلنت السعودية والامارات حربهما على اليمن في 2015 بغية تفكيكه اجتماعيا ومناطقيا ومذهبيا تحاولان الان الانقضاض على مقدراته، لكن تفاوت الحصص ومحاولة السعودية الاستحواذ على النصيب الاكبر كان عامل صراع بينهما يمتد تاريخه إلى اللحظات الاولى للحرب وقد لا ينتهي قريبا وربما قد يرتقي إلى صدام عسكري مباشر.

أحدث العناوين

أكثر 44 جامعة أمريكية تواصل اعتصامها دعماً لغزّة وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي

تتواصل تظاهرات الطلبة في مختلف الجامعات الأمريكية والأوروبية، وسط تزايد أعداد المشاركين فيها، دعما لفلسطين على خلفية استمرار العدوان...

مقالات ذات صلة