هل يفشل الإصلاح مخطط إجتثاثه من شرق اليمن؟ تقرير

اخترنا لك

وفق قاعدة  “العصا والجزرة” يحاول تحالف الحرب على اليمن  دفع الإصلاح لإخراج فصائله من مدن جنوب وشرق البلاد، وبما يهيئ الوضع لتشكيل حكومة جديدة  وتقاسم النفوذ الإقليمي بأريحية بعيدا عن  تدخلات محسن أو هادي، فهل يتمكن من ذلك وما هي خيارات الحزب لمواجهة الصلف الجديد الذي يهدد مستقبله؟

خاص- الخبر اليمني:

الغارات الجوية الاخيرة والمكثفة على الإصلاح في مأرب وأبين والجوف بموازاة الانسحاب السعودي من مأرب والترتيبات الجديدة في عدن  ، تشير إلى أن التحالف قرر استخدام العصا  هذه المرة ضد الحزب الذي يدافع بقوة عن قرار بقاء فصائله في أبين ويرفض الانسحاب من شبوة وحضرموت.

على مدى الاشهر الاخيرة ، حاول التحالف إيصال العديد من الرسائل للإصلاح أولها انطلقت مع تماهي السعودية مع انقلاب الإمارات في عدن في اغسطس من العام الماضي وما تلاها من غارات جوية استهدفت فصائل الحزب في العلم.

حاولت السعودية بكل جلالة قدرها حث الحزب على الخروج من هذه المنطقة الاستراتيجية والثرية بالموارد  فصاغت مع الإمارات اتفاق الرياض والذي تضمن بنودا تجبر فصائل الحزب على الخروج  من المناطق التي يتوق التحالف لتقاسم النفوذ فيها، لكن  لم يفلح الأمر فأعادت السعودية صياغة الاتفاق بتقديم الشق السياسي على العسكري لتتعثر مجددا.

استنفذت السعودية كافة أوراقها الدبلوماسية مع الحزب بداية بتحريك السفير البريطاني الذي عرض على المحافظ سلطان العرادة  دعم بريطاني أمريكي في مأرب مقابل سحب قواته من أبين وهو بذلك يلمح إلى ضرورة الخروج من المثلث النفطي الممتد من ابين وصولا إلى وادي حضرموت، وحتى ورقة الإرهاب التي هددت الولايات المتحدة بها ضد الحزب وفعلت  طائراتها المسيرة للضغط عليه بهجمات في مأرب وشبوة لم تجدي نفعا.

اليوم تعيد السعودية صياغة علاقتها بالحزب الذي ظل يدها الطولى في اليمن على مدى عقود مضت والهدف قطعها مع امتدادها إلى أطراف معادية للسعودية، وجميع التحركات تفيد أن السعودية في طريقها لاجتثاث الحزب المراوغ   بالقوة وقد بدأت مؤشرات ذلك بإقالة فهد بن تركي قائد القوات المشتركة للتحالف وإجرائها تغيرات جذريه على مستوى القيادات الوسطى    لقواتها المتمركزة في اليمن، ناهيك عن دعم خصوم المجلس في الساحل الغربي والجنوب بتحديث قوتهم وإدخال الطيران المسير إلى مسرح العمليات.

لن تتوقف السعودية والإمارات عن التنكيل بالحزب ضمن مسلسلها لإضعاف القوى اليمنية  وحتى دحره إلى مأرب في حال توفقتا ليس إلا لبعض الوقت والتحضير للانقضاض عليه في آخر معاقله سواء بالطيران الذي ما يلبث يستهدف  اية تجمعات للحزب أو بالفصائل التي تم منذ فترة تجهيزها في عمق معاقله  للبطش به.

ستدفع السعودية خلال المرحلة المقبلة نحو تضيق الخناق على الحزب سياسيا بتقليص نفوذه في الحكومة الجديدة وعسكريا باستهداف قادة أجنحته العسكرية  المتهمة حاليا بالتآمر مع قطر وتركيا سواء بالاقالات رسميا أو بالاستهداف العسكري..

بغض النظر عما يحيكه التحالف للإصلاح سواء في الغرب أو الشرق مرورا بالجنوب، لا تزال مؤشرات نبض الحزب جارية، فهو  يرتب حاليا لضربة قادمة من تعز صوب المخا ولحج بالتزامن مع تحشيداته في أبين  وعينه على عدن، وحتى في مأرب لا يبدو بأن الحزب الذي تتحدث الأنباء عن طرقه باب الحوار مع صنعاء من بوابة قطر قلقا على سقوط المدينة التي يتعرض فيها للتنكيل من قبل خصومه في جناح الإمارات أو من طيران التحالف وسط اتهامات له بتدبير مؤامرة لتسليم المحافظة  تمهيدا لتحالف واسع ضد السعودية والإمارات.

بعيدا عن الاتهامات للإصلاح والتي تبدو تمهيدا لضربه من قبل التحالف، أو حتى تحركاته لمجابهة التحالف عسكريا، تبدو خياراته محدودة نظرا لقوة الطرف الآخر وغياب الوازع الوطني لدى الحزب الذي انخرط في التحالف منذ الوهلة الاولى وبدون تحالفات داخلية  و عابرة للتحالف  تبقى “مقاومة” الإصلاح لمسار التحالف اجهاضه مسألة  وقت لا اكثر.

أحدث العناوين

Washington replaces the USS Eisenhower aircraft carrier with a base in Saudi Arabia

The USS Dwight D. Eisenhower aircraft carrier has departed the Red Sea region after six months of its deployment...

مقالات ذات صلة