رزانة في الخطاب السعودي تجاه الحوثين .. مغازلة أم تلافي ردة فعل ؟

اخترنا لك

حتى اللحظة، خلت جميع التعليقات الرسمية السعودية على تشكيل حكومة هادي  الجديدة من اي ذكر لـ”الحوثين”  مع ابراز دعوات السلام  وعرض امال الحل السياسي للأزمة، فهل تحاول السعودية مغازلة الحوثين لعقد اتفاق قبل نهاية ولاية ترامب في يناير ، أم انها تحاول فقط التهدئة لترتيب أمرا ما؟

خاص – الخبر اليمني:

خلال الساعات الماضية من عمر اعلان حكومة هادي والانتقالي جنوب اليمن، اقتصرت التصريحات السعودية سواء تلك التي نشرها نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان ومسؤول الملف اليمني  على حائطه في مواقع التواصل الاجتماعي أو تلك  التي ادلى بها وزير الخارجية فيصل بن فرحان وحتى  وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، على مباركة الحكومة الجديدة ، وعرض رغبة السعودية  التي تقود الحرب على هذا البلد منذ مارس من العام 2015، بالتوصل إلى حل سياسي ونهائي للأزمة، مع أنه حتى وقت قريب كان جميع المنظرين السعوديين  يتوعدون  بأن ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة ليس كما قبله وكأن  ليلة القدر قد نزلت  فجأة على السعودية الغارقة اصلاح حتى اخمص قدمها في مستنقع اليمن ..

هذه الرسائل السعودية تتضمن مغازلة للحوثين ومحاولة للتقارب معهم في ضوء التطورات الأخيرة والتي حققت السعودية من خلالها انتصار  اعلامي على الأقل بإبقاء نفوذ جزئي على جنوب وشرق اليمن  بعد أن ظلت لعقود تحكم قبضتها على مفاصل اليمن.

فعليا، لم يكن تشكيل الحكومة الجديدة محض إرادة الرياض التي فشلت منذ نوفمبر من العام الماضي في تنفيذ  اتفاق صاغته بين الانتقالي وهادي وظل حتى اليوم معطلا، بل نتيجة ضغوط أمريكية – بريطانية على طرفي الصراع  للشروع بالحل، وهذه الخطوة هي في إطار مساعي انتشال السعودية سياسيا وعسكريا من اليمن ، وتعكس فعلا مساعي دولية لإبرام اتفاق بين صنعاء والتحالف السعودي – الاماراتي يتضمن حل من اقليمين شمالا لمن تصفهم السعودية بـ”الحوثيين” وجنوبا قد رسمت الاتفاقيات الأخيرة ملامحه بتقاسم بين اطراف ما تسمى بـ”الشرعية” ، لكن ماذا بشأن   التصعيد الأخير للفصائل الموالية للسعودية في جبهات الضالع وتعز؟

تريد السعودية حل يخرجها من مستنقع الحرب على اليمن بعد سنوات من الاستنزاف البشري والمادي  ولا تريد مزيدا من التصعيد كما ينتظر اتباعها وهذا بديل ابقائها وزير الدفاع الافشل على الإطلاق في مصبه، وهذا مؤكد نظرا لتحريكها  مسار المبعوث الأممي في اليمن مارتن غريفيث ومن خلفه الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن هذا المسار المعروف بـ”الإعلان المشترك” يتضمن  أيضا ثغرات قد لا توقف الحرب في اليمن وأن ضمنت خروج الدول المشاركة في الحرب عليه، فالتحالف يبدو أنه لا يريد استقرار لليمن على المدى البعيد  بل ابقائه حبيس الصراعات الداخلية التي تغذيها السعودية ودولا أخرى من الباطن وتمولها أيضا،  لأن مثل هذا الصراع يخول دول الإقليم وأخرى طامعة بثروات البلد وموقعه الاستراتيجي للبقاء طويل الأمد  عند سواحله الممتدة لأكثر من 2500 كيلومتر  ومدنه المنتجة للنفط والغاز والثروات المعدنية الأخرى، وهذا كان هدف يراد لليمن بلوغه منذ اللحظة الأولى لشن الحرب على اليمن، وحتى ما يدور من تنفيذ لاتفاق الرياض في ابين وعدن هو تكرار لسيناريو “المبادرة الخليجية” التي صاغتها السعودية في 2011 بين فرقاء السلطة في صنعاء وانتهت بمجازر في صفوف قوات تلك الأطراف،  نفذت العناصر الموالية للاستخبارات السعودية العديد من عملياتها ،بهدف اضعاف كلا منها  وبما يمكن السعودية من الاستحواذ على البلد وإعادة إدارته بعيدا عن اليمنيين انفسهم.

أحدث العناوين

مجلة أمريكية: اليمن اتخذ خطوات قد تمثل مشكلة كبيرة للولايات المتحدة

قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن القوات المسلحة اليمنية في صنعاء والتي يطلق عليها الإعلام الغربي مصطلح الحوثيين، قامت بتوسيع...

مقالات ذات صلة