ما تداعيات عجز السعودية عن تلبية رغبات بايدن ؟

اخترنا لك

بعد ساعات على اتصاله الأول بالملك السعودي والذي كان ينشد  من خلاله صفقة دسمة على غرر سلفه، وجه الرئيس الأمريكي ، الاستخبارات برفع السرية عن اخطر تقرير تخشاه الاسرة المالكة في السعودية ، فهل عجزت المملكة عن تلبية رغبات بايدن، أم أن في المسألة مجرد رفع حرج لا أكثر وإظهار بايدن كرجل قوي ؟

خاص – الخبر اليمني:

اليوم وبعد نحو 24 ساعة على التقرير الأمريكي الذي أدان صراحة ولي العهد السعودي المدلل محمد بن سلمان بقتل الصحفي جمال خاشقجي ، يواصل بايدن ابتزاز السعودية وقد كشف في مقابلة صحفية أعقبت اتصاله عن تهديد الملك السعودي بالمعاقبة  بسبب جرائمها في انتهاك حقوق الانسان، ناهيك عن لفه حبل المشنقة حول النظام بشأن الحرب على اليمن.

حتى الآن تبدو التصريحات الامريكية مجرد استهلاك إعلامي ، فالانتقادات الامريكية للرئيس جو بايدن  تصاعدت، خصوصا وأن ردة فعله تجاه مقتل الصحفي جمال خاشقجي لم تتضمن عقوبات على ولي العهد، مثلها مثل دعوته السعودية لوقف الحرب على اليمن، ومطالبتها بإطلاق سراح أمريكيين ، ما اثار حفيظة المراقبين الذين اعتبروها مجرد ابتزاز لا أكثر.

فعليا، تؤكد  الولايات المتحدة بإداراتها الجديدة  بان الهدف من التحركات الأخيرة تقويم العلاقات مع السعودية وإعادة تعريفها بشكل جدي وشفاف كما وصفه بايدن بذاته وهو يشير بذلك إلى أن الولايات المتحدة تحاول إبقاء شيء من النفوذ على السعودية بعد أن حولت الأخيرة أمريكا إلى مجرد بائعة هوى في سوق النخاسة، وهذا النفوذ بالطبع سيجبر السعودية على الدفع مقابل الحماية  كما اوضحها بطريقة شفافة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وكررها في عدة خطابات بأنه طالب الملك السعودي أن يدفع بعض التريليونات مقابل الحماية .

قد تكون التحركات الامريكية الأخيرة  اثارت الرعب في المملكة وخلطت  أوراق الرياض التي كانت تسعى  لنفوذ في المنطقة، إذا ما تم اخذ في الاعتبار ردة الفعل السعودية سواء عبر رفضها التقرير  الاستخباراتي الذي يقطع الطريق على ولي العهد  والتلويح بإنهاء الشراكة مع الولايات المتحدة  أو بإرسال وزير خارجيتها إلى مسقط لبحث طبخة مع الحوثيين تنهي الحرب على اليمن، وحتى حملة الاستخبارات السعودية  والتي تضمنت تلميحات لمقاطعة المنتجات الامريكية في المنطقة ، لكن المؤكد أن  الولايات المتحدة لن تذهب بالتصعيد مع السعودية ابعد من الاستهلاك الإعلامي  الذي يضع بايدن في موضع قوة، وقد تنتهي حتى هذه الحملات الإعلامية  مع إبرام السعودية صفقة لتمويل فترة بايدن خلال السنوات الأربع المقبلة وهي بكل تأكيد ستكون فاتورة كبيرة دون مقابل هذه المرة، فالولايات المتحدة التي تعاني جراء وباء كورونا ستكتفي  بالابتزاز وبيع الوهم للسعودية سواء عبر وقف الحرب على اليمن بنتائج سلبية للرياض التي انفقت التريليونات في حربها هنا أو تصوير عملية انقاذها من مصير خاشقجي وحقوق الانسان والذي قد يتخذ بعد  تصفير عداد النظام السعودي اذا ما اخذ في الاعتبار عدم تضمن تقرير الاستخبارات  وثائق تتعلق بعلاقة ولي العهد  بمقتل خاشقجي والبناء على الاستنتاجات الشخصية.

لا تختلف شخصية بايدن كثيرا عن ترامب، أو  رؤساء أمريكا السابقين الذين ظلوا يستنزفون الخزينة السعودية، فلكل رئيس طريقته في ابتزاز المملكة، لكن ما يعكس تسعير بايدن الحالي هو أن السعودية التي تعاني اقتصاديا بفعل  حربها المستمرة لسبع سنوات  عاجزه عن تقديم عرض يلبي طموح بايدن الذي كان جزء من اعلان الحرب عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس عندما اطلقت السعودية يد الحرب على اليمن في العام 2015.

أحدث العناوين

صنعاء| كيف كان المشهد في ميدان السبعين في أول مسيرة جماهيرية بعد رمضان

تحت الأمطار الغزيرة، خرجت مسيرات حاشدة في العاصمة صنعاء وعدة محافظات يمنية أخرى، تأكيدا لاستمرار الدعم اليمني للشعب الفلسطيني،...

مقالات ذات صلة