صنعاء تفاجئ خصومها برسائل جديدة

اخترنا لك

حالة من الذهول والصدمة خلفتها رسائل صنعاء الأخيرة في أوساط خصومها، وقد القت بشكل مفاجئ بكرة السلام في ملعبهم،  محدثة ارباك في اجندتهم  وخلط غير متوقع في اوراقهم، ومفرغة في الوقت ذاته كافة محاولتهم  للتهرب من استحقاقات السلام، فهل يدفع ذلك نحو مزيد من التعقيد أم يقرب الحل السياسي فرصة أخرى؟

خاص – الخبر اليمني:

بالتوازي مع  بث وسائل إعلام صنعاء كلمة لوزير الدفاع في حكومة الإنقاذ، اللواء الركن محمد العاطفي، من على تخوم مدينة مأرب، آخر معاقل الفصائل الموالية للتحالف شمال اليمن، ظهر مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي، أعلى سلطة  حكم في صنعاء، يتحدث لأول مرة منذ توليه السلطة وقد  وجه رسائل لا تقل في حدتها عن تلك التي وجها الوزير العاطفي.

ظهور  اللواء العاطفي من ميدان المعركة بالتزامن مع بث متحدث قوات صنعاء  العميد يحي سريع المزيد من “الانتصارات العسكرية”   عبر أفلام توثيقيه لبطولات نادرة في التاريخ العسكري المعاصر ولمواجهات من مسافة صفر  جميعها تكللت بالسيطرة على مساحات واسعة في محيط مدينة مأرب، ومديريات بكاملها، هي رسائل تحدي تنبئ بقدرة  صنعاء على حسم ملف المدينة  عسكريا  وقد وضعت اللمسات الأخيرة، وأن  الخيار العسكري أصبح  مسألة قرار سياسي لا أكثر وقد يكون مرتبط بالتحركات الدولية الحالية  للدفع بعملية سلام شامل في اليمن  يحفظ للبلد التي تتعرض للحرب والحصار سيادتها واستقلالها  ويرفع عنها الحصار و”العدوان”.. هذه الرسائل عززتها مقابلة المشير المشاط مع قناة المسيرة ، الناطقة باسم حركة أنصار الله، وقد توعد خلالها السعودية بضربات موجعة وغير مسبوقة وألمح إلى أن معركة التحرير لن تتوقف عند حدود مأرب وهي تأكيد على أنه في حال فشل المسار الحالي سياسيا سيكون له تبعات  ليس بمقدور التحالف ولا فصائله التنبؤ بها.

هذه الرسائل أثارت جنون خبراء الشرعية ومحلليها ودفعت بهم للذهاب أبعد بالتقليل من مسيرة المبعوث الأممي الجديد  والتنديد بما وصفه تمسك “الحوثيين”  بشروطهم كاملة دون نقصان للبدء بعملية الحل السياسي واستبعادهم تقديم تنازلات على ضوء الانتصارات الأخيرة، مشيرين إلى أن صنعاء تحاول من خلال هذه الخطوات إبلاغ المبعوثين الأمريكي والأممي اللذان يحاولان حاليا لقاء وفد صنعاء المتواجد في مسقط التي وصلها تيم ليندركينغ وهانس جرودنبرغ  منذ أيام، بالخطوط التي ينبغي السير وفقها إذا كانا جادين بالدفع بعملية السلام.. عموما  ثمة فرق واسع بين  هادي و صنعاء، فالأول أصبح مجرد ممثل يتلقى التوجيهات السعودية ويحاول نقلها بطريقته للدبلوماسيين الغربيين وكل أمله أن يصل إلى مرحلة  تبقيه في المشهد ، في حين تضع صنعاء التي صمدت لأكثر من 7 سنوات ولديها من الأوراق ما يكفيها لتناور وتأخذ افق الحل السياسي بعيدا عن ما يدبر له ، مسارات السلام ووجهته ، وهي بذلك تستند لسلسلة انتصارات لا يزال  مؤشرها متصاعدا  وينذر خصومها بمعركة ضارية وسيناريوهات غير متوقعة.

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة