باحث صهيوني: قوات صنعاء تتعاظم وعلينا الاستعداد لهجماتها

اخترنا لك

تصاعدت المخاوف لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي من تعرضه لعمليات مماثلة لتلك التي تعرضت لها الإمارات من قبل قوات صنعاء.

متابعات-الخبر اليمني:

وكتب الباحث في الأمن القومي الإسرائيلي عومر دوستري، في نشرة لـ “معرخوت”، أن مسألة هجوم القوات اليمنية على الإمارات في الفترة الأخيرة.

وقال الباحث الصهيوني بعد التقرير الذي صدر يوم أمس الأحد، خلال زيارة قام بها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لدولة الإمارات، بشأن اعتراض صاروخ باليستي أطلقه “أنصار الله”، يمكن الافتراض أنّ هجومهم ضد أهداف إسرائيلية أو ضد “إسرائيل” نفسها ليس مسألة سؤال (هل سيحصل الهجوم)، وإنما: متى، وكيف؟ وسيكون من الجيد لو تصرفنا في هذه المرحلة من أجل تقليل التهديد من اليمن وإضعافه.

واعتبر الباحث أن الهجوم الأخير على الإمارات، في الـ30 من الشهر الجاري، في أثناء وجود الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في البلاد، هو نموذج جيد لخيارات هجوم “أنصار الله”، من بين أمور أخرى، ضد مسؤولين إسرائيليين رسميين، ورسالة تهديد يقومون بإرسالها إلى الإمارات، ضد اتفاقيات التطبيع، المعروفة بـ”اتفاقيات أبراهام”.

 وأضاف:حتى الآن، اكتفى قادة “أنصار الله” بتصريحات وأقوال معادية، بما في ذلك التهديد بمهاجمة أهداف إسرائيلية أخرى، لكنهم لم يعملوا ضدها.

وألمح الباحث إلى أن قادة “أنصار الله” الآن يشيرون إلى أنهم يعتزمون الارتقاء في مستوى التهديد. على سبيل المثال، وفقاً لمسؤول كبير في “أنصار الله”، “كانت لعملية الاستيلاء على السفينة الإماراتية رسالة واضحة إلى العدو الإسرائيلي، مفادها أنّ أي عمل عسكري ضد اليمن سيعني تدمير السفن والقواعد الإسرائيلية التي يتدرب فيها المرتزقة”، مضيفين أنّ “كل تحركات العدو الصهيوني في جزر اليمن لن تستمر، ولن تنتهي من دون رد”.

وأوضح الباحث أن صنعاء تتمتع بتعاظم كبير عسكرياً وتكنولوجياً. يتضح هذا من خلال القدرات الهجومية المتقدمة نسبياً لـ”صنعاء”، بحيث إنّ مسافة هجوم صنعاء” الأخير ضد أهداف في الإمارات – نحو 1800 كيلومتر – هي المسافة نفسها تقريباً لهجوم محتمل من اليمن يستهدف إيلات (نحو 2000 كيلومتر).

وتابع الباحث:

علاوة على ذلك، مع تصعيد التهديد من اليمن، لا يتعين على “إسرائيل” انتظار هجوم محتمل للرد عسكرياً، ويجب أن تبادر إلى معركة عسكرية سرية لتقليص القوة العسكرية لـ”أنصار الله”، في إطار المعركة بين الحروب. يمكن الافتراض أنّ السلاح الموجَّه الآن في اليمن ضد السعودية والإمارات والسفن المتعددة في منطقة البحر الأحمر، سيتم توجيهه في مرحلة ما ضد “إسرائيل”. وبالتالي، فمن الأفضل العمل عسكرياً.

نظراً إلى بعد المسافة بين اليمن و”إسرائيل”، فإنّ استخدام الطائرات المقاتلة لن يكون هادفاً وفعالاً بما فيه الكفاية، بحيث سيتطلب ذلك إعادة التزود بالوقود في الجو. لهذا السبب، تحتاج “إسرائيل” إلى مهاجمة أهداف “أنصار الله”، عبر استخدام سفن البحرية الإسرائيلية التي تبحر في قلب البحر الأحمر، وعلى مسافة قريبة نسبياً من اليمن. وستكون هذه السفن قادرة على إطلاق طائرات من دون طيار، وصواريخ دقيقة ضد الأهداف. ويمكن أن تتم بواسطة “السايبر” مهاجمة بنى تحتية حيوية لـ”أنصار الله”، مثل ميناء الحديدة.

على الصُّعُد، الدبلوماسية والسياسية والأمنية، يمكن لـ”العدوان” أن يكون بمثابة محفّز لتعزيز العلاقات بين “إسرائيل” والإمارات. أولاً، يجب أن يمارس الطرفان ضغطاً عاماً مشتركاً وقوياً ومستمراً لإعادة “أنصار الله” إلى قائمة المنظمات الإرهابية في اللوائح الأميركية (بعد أن قام الرئيس الأميركي جون بايدن بإزالة “أنصار الله” من قائمة المنظمات الإرهابية) .

ومن الناحيتين الأمنية والعملانية، يجب على “إسرائيل” والإمارات زيادة حجم التدريبات العسكرية المشتركة – وإعلان ذلك-، وتعميق التعاون الاستخباري (اقترح رئيس الوزراء نفتالي بينيت هذا بالفعل)، وتسخير الولايات المتحدة، باعتبارها القائد لكل هذه التحركات.

من الأفضل لـ”إسرائيل” أن تشجع الولايات المتحدة الأميركية على بيع الإمارات أسلحة متطورة، لا يرغب الأميركيون في بيعها لها حالياً، من أجل تقليص ميزان القوى بين الإمارات وإيران في الساحة الإقليمية. وبالتالي، تحويل الثقل لمصلحة المعسكر المعادي لإيران.

قراءة في جدية المخاوف من الهجوم على “إسرائيل”

بشأن الرد على الانتقادات المحتملة، ضد الاقتراح الوارد في هذا المقال بخصوص المبادرة إلى هجوم ضد “أنصار الله”، يمكن طرح ثلاثة ادعاءات رئيسة:

أولاً: اليمن لا يهاجم “إسرائيل”. لذلك، لا داعي للاستعجال والبحث عن المشاكل، بينما تواجه “إسرائيل” تهديدات أخرى.

ثانياً: اليمن ليس تهديداً كبيراً، لأنه ليس له حدود مع “إسرائيل”.

ثالثاً: الادعاء بشأن ضرورة شن هجوم في اليمن، على بعد 2000 كيلومتر من “إسرائيل”، يبدو “نظرياً وغير عملي، ولا سيما فيما يتعلق بمهمة جمع المعلومات الاستخبارية عما يحدث في اليمن.

الجواب عن الانتقاد الأول هو أنه سيكون واضحاً، لكل صاحب عقل، أنه لو عملت “إسرائيل” بحزم وبصورة مكثفة ضد هذه التهديدات عند نشوئها، والتي ازدادت، لكان من الممكن أن تكون البيئة الأمنية اليوم أكثر أماناً. يجب إيقاف تطور التهديدات الموجودة في الأفق في البداية، عندما لا تكون القوة التي أمامك قادرة على إلحاق ضرر جسيم. لهذا، تعمل “إسرائيل” في السنوات الأخيرة ضد القوات الإيرانية المتمركزة في الأراضي السورية.

النقد الثاني المحتمل غير ذي صلة اليوم، وخصوصاً أن لدى “أنصار الله”، من بين أمور أخرى، مسيّرات مفخخة متطورة وصواريخ مجنحة وصواريخ باليستية، يمكن أن يصل بعضها إلى إيلات. من المتوقع أن تستمر القوة العسكرية لـ”أنصار الله” في التطور، ويرجع ذلك أساساً إلى المساعدات الإيرانية، وخصوصاً إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية عن الإيرانيين، وهي خطوة ستسمح لطهران بالاستثمار بصورة أكبر في “أنصار الله”.

الانتقاد الثالث المحتمل، لا يأخذ في الاعتبار خيارات الهجوم الإضافية، بخلاف استخدام الطائرات المقاتلة التي تتطلّب التزود بالوقود الجوي على مسافة 2000 كيلومتر، لأن “إسرائيل”، وفقاً لتقارير، لديها القدرة على القيام بعمل عسكري ضد “أنصار الله”، من مسافة قريبة نسبياً – في أعماق البحر الأحمر – وحتى عبر استخدام صواريخ (أرض – أرض). إنّ موضوع جمع المعلومات الاستخبارية في اليمن معقد، لكن من الممكن إيجاد حلول استخبارية للتعامل مع الأمر، ناهيك بإمكان التعاون مع دول إقليمية وقريبة أكثر من اليمن.

في نهاية المطاف، فإنّ التهديد العسكري من اليمن آخذ في التطور، ويجب على “إسرائيل” ألاّ تستهين به، وألاّ تنجرّ إلى اللامبالاة.

المصدر: الميادين نت

أحدث العناوين

قائد القوات الأوروبية في البحر الأحمر يعلن فشل المهمة والعجز أمام هجمات اليمنيين

قالت مجلة شبيغل الألمانية إنه بعد مرور ثلاثة أشهر على إطلاقها، لم يعد لدى مهمة الاتحاد الأوروبي "أسبيدس"  ما...

مقالات ذات صلة