كيف قرأت القوى الجنوبية اعتذار العليمي؟

اخترنا لك

بعد أيام من التصعيد الشعبي، وقبل أيام على عودته، خرج رشاد العليمي، رئيس سلطة المجلس الرئاسي، الموالي للتحالف جنوب اليمن، ببيان يتناقض ما بين الاعتذار والاستعراض، لكن  هذه الفنتازيا السياسية أحدثت انقساما جديدا في الأوساط الجنوبية، فكيف قرأت القيادات الجنوبية، الأكثر حنكة، للأمر؟

خاص – الخبر اليمني:

لأيام مضت ظل العليمي، الرئيس القادم من الشمال ومن بين ركام النظام السابق، مثار جدل في مناطق حكمه جنوب اليمن، بعد طرحه رؤية  استاذه علي عبدالله صالح الدونية للقضية الجنوبية.

كان على بعد خطوة واحدة من إزاحته وقد تداعت القوى الجنوبية سياسية وعسكرية في التحام غير مسبوق للرد عليه، لكن وبذات التكتيك الذي امتهنه صالح خلال العقود الماضية بحق الجنوب، نجح العليمي ذاته  بتقسيم الشارع الجنوبي، مع أن بيانه لم يحمل اعتذار صريح عما بدر منه ولا تراجع حول ما قاله.

فعليا كان بيان العليمي المحكوم بتوجيهات إقليمية، كما تتحدث التقارير، مجرد محاولة لامتصاص الاحتقان وبما يمهد الطريق لعودتة، وقد ضمن البيان نقاط أساسية وهامة أبرزها تهديده المبطن لقادة فصائل المقاومة الجنوبية، وتمسكه بمبادئ اتفاق الرياض الذي ينص على خروج فصائل الانتقالي وإنهاء نفوذه على عدن مع إبقاء شرط استعادة الدولة وهو بذلك يشير لقتال الانتقالي شمالا كشرط لتشكيل وفد جنوبي.

هذه الحذق السياق، لم ينطلي على الكثير من القيادات السياسية المتمرسة وأبرزها عبدالرحمن الوالي، رئيس ما كان يعرف ببرلمان الجنوب والذي طالب بقراءة عميقة للبيان وأشار إلى أنه لا يخرج عن سياق الحرب المستمرة على الجنوب منذ 1994.

وفق للوالي فإن البيان تم تعمد تطويله لإضاعة الحقائق وتسويق التضليل، كما تم تجديد تهميش القضية الجنوبية ناهيك عن حمله تهديد مبطن للقوات الجنوبية وتحديدا فصائل المقاومة والأهم هو توصيف الإعلام الجنوبي الشعبي بأنه غير محايد.

ودعا الوالي للحذر من البيان.

وخلافا للوالي بدأت أصوات إعلامية موالية للانتقالي تسويق البيان كـ”اعتذار”، وامتثال العليمي للتصعيد الجنوبي، وفق ما يراه صلاح السقلدي، وآخرون، لكن هذه النبرة تجاه خطوة العليمي لم يتضح ما إذا كان الانتقالي يحاول من خلاله تسويق انتصار زائف بغية حفظ ماء وجهه بعد النقمة ضد العليمي والتي احدثتها تصريحات حول الجنوب أم قراءة سطحية للبيان.

أيان تكون أهداف البيان وموقف القوى الجنوبية تؤكد المعطيات بأن العليمي نجح بتصفير تصعيد الانتقالي وقطع عليه الطريق لتحقيق مكاسب سياسية بينما يستعد لحزم حقائبه صوب عدن لاسقاط ما تبقى للانتقالي وفصائله بنظر الشارع الجنوبي وكسر هيبة المجلس الذي لاتزال قياداته ترعد وتهدد باخفاء العليمي من عدن والتحول إلى جمر وجن، كما يقول أبو همام اليافعي.

أحدث العناوين

شواهد على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

على مدى الستة أشهر الماضية من الحرب على قطاع غزة، تحولت المستشفيات والمدارس والطرقات إلى مقابر جماعية دفن فيها...

مقالات ذات صلة