مفترق الرياض وعترة التحالف في اليمن – تقرير

اخترنا لك

يكاد الفصل الاخيرة من سيناريو “اتفاق الرياض” ينتهي ولا مشهد في دراماتيكية احداثه نفذ، لكن الاحداث التي رافقت سير عروضه كشفت الكثير من الغموض حول ما يدور في كواليس صناع الفوضى في الجنوب.

خاص- الخبر اليمني:

ضغوط جديدة بدأها المجتمع الدولي ضد اطراف اتفاق الرياض.

في العاصمة السعودية، التقى نائب السفير الامريكي برئيس وفد الانتقالي ناصر الخبجي، وكرس اللقاء لمناقشة سبل تنفيذ اتفاق الرياض وتسريع وتيرة العمل فيه، بالتزامن زار وفد من مكتب المبعوث الأممي القيادي في المجلس فضل الجعدي وناقش ذات التطورات.

هذه اللقاءات  جاءت بعد يوم على اعلان الانتقالي تعليق مشاركة لجانه في عمليات تنفيذ الاتفاق الذي وقع  مطلع نوفمبر الماضي، وحدد 90 يوما لتنفيذ بنوده، احتجاجا على ما وصفه بـ”اعتداء ” قوات هادي في شبوة على قبائل لقموش، واتهام المجلس لحكومة هادي  بمحاولة اجهاض الاتفاق، لكن وبينما كان الانتقالي يتعرض لضغوط امريكية التقى هادي بالسفير الصيني لمناقشة سبل التعاون معه، وهذا اللقاء فسره مراقبون كرد على الضغوط الامريكية لتنفيذ الاتفاق لاعتبارات تتعلق بالتوتر المتصاعد بين بكين وواشنطن.

على ذات الصعيد، التقى نائب المبعوث الدولي إلى اليمن في العاصمة الاردنية برئيس مجلس الحراك الثوري فؤاد راشد لمناقشة سبل تنفيذ الاتفاق مع أن الحراك لم يكن طرفا في الاتفاق وسبق وأن اعلنت تيارات عده فيه رفضه لاختزاله التوقيع  بين طرفي الانتقالي وهادي.

هذه الاحداث الدرامية ليست بجديدة فهي منذ توقيع الاتفاق برعاية سعودية – إماراتية، تدور في حلقة مفرغة، والسبب ربما يكمن في قصر الفهم الدولي لطبيعة الصراع في الجنوب أو ربما بدافع  محاولة البحث عن امل وسط كومة الاخفاقات، لكن  استمرار السيناريو يقود الجنوب إلى مزيد من الاقتتال الاهلي، فعلى الميدان ثمة رسائل اماراتية – سعودية وأن اثقلت القوى المحلية بها كاهلها.

يتضح مضمون المراسلات السعودية- الاماراتية في شبوة وأن البست كأثواب للانتقالي وهادي، فهذه المحافظة النفطية  والثرية بالغاز لا تزال محل خلافات الطرفان التواقان لاقتسام كعكة المكاسب في  الحرب على اليمن، وكانت هذه المحافظة محور اهتماما القادة السعوديين والاماراتيين عشية توقيع اتفاق الرياض، حيث عقد ولي العهد السعودي اجتماع  بولي عهد ابوظبي للفصل في ملفي سقطرى وشبوة اللتان تطمح الامارات للاستحواذ عليهما ضمن حصة اتباعها، بينما تراوغ السعودية التي وعدت الامارات بإبقاء إدارتها على منشأة بلحاف، غير أن  ابوظبي اكتشفت بان الرياض تحاول اغراقها في صراعات مع اطراف دولية تمتلك منشأة الغاز تلك وابرزها فرنسا التي صعدت عبر البرلمان والصحافة ضد ابوظبي واتهمتها بتحويل المنشأة إلى سجن خاص.

التصعيد الاخير في شبوة بدأته الامارات باستجلاب قوات سودانية وتعزيزات من الساحل الغربي، وهي بذلك تحاول التحرش بالإصلاح لإجهاض الاتفاق، وقد نجحت في ذلك اذا ما اخذ في الاعتبار التطورات في المحافظة والتي بدأت باختطاف اتياع الامارات شقيق مسئول امني في قوات هادي لتدفع الاخيرة بقوة كبيرة لاجتياح مناطق القبائل، حينها استغلت الامارات  الغضب القبلي الناجم عن عنجهية الاخوان في تركيع لقموش لتدفع بأنصارها للعودة من جديد وتفجير الوضع في عموم مديريات المحافظة بالتزامن مع اعلان انسحابها.

نجح المخطط الاماراتي في اشعال “الرياض” ويتسع رويدا إلى ابين حيث تصاعدت حدة الهجمات المتبادلة بين اطرافه وصولا إلى عدن حيث يهدد الانتقالي الذي علق مشاركة لجانه في تنفيذ الاتفاق بطردها كما يقول القيادي فيه جمال بن عطاف، وسبق له وان اتخذ خطوات من شأنه التقليل من احترام السعودية في هذه المحافظة التي لا يزال يحتفظ فيها بفصائل عدة رغم المحاولات السعودية لتفكيكها.

اتفاق الرياض الذي كان يتوقع تنفيذه بحلول نهاية الشهر الجاري، اصبح على مفترق طرق ليس لأن السعودية التي ترى نفسها الامر الناهي لا تريد له النجاح على الاقل لحفظ ماء وجهها، بل لأن الامارات تخير الرياض بين تنفيذ الاتفاق الذي يحول اتباعها خاتم في  اصابع الرياض  أو اجهاضه وهذا مرهون مما يبدو بإيجاد صيغة تقاسم للمكاسب تقلص حصة الرياض وترضي ابوظبي.

 

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة