عسكرة سعودية لسواحل اليمن الشرقية بغطاء امريكي

اخترنا لك

دفعت السعودية، الاربعاء، بقوات بحرية جديدة إلى سواحل المهرة، شرقي اليمن، لكن قبل هذه كانت اعلنت احباط هجوم يستهدف ناقلات النفط في بحر العرب، في مؤشر على أن السعودية، التي لم تعد تخفي اطماعها في المهرة تتجه لفرض واقع جديد  بالتزامن مع التطورات الجديدة على الساحة المحلية والإقليمية.

خاص- الخبر اليمني:

القوات السعودية الجديدة والمعززة، كما تقول مصادر محلية، بزوارق وسفن حربية، ليست الأولى في هذه السواحل الممتدة لمئات الكيلومترات وصولا إلى مياه  سلطنة عمان المحاذية، فقد سبق للقوات السعودية أن نشرت عشرات الزوارق الحربية ونصبت  مدافع  بحرية على امتداد الساحل الشرقي لليمن، كما  اغلقت العديد من مناطق الصيد، وحددت ساعات معينة للصيادين في مناطق أخرى اكثرها  قد لا تمتد من الظهر  حتى ساعات المساء الأولى.

هذا الواقع فرضته القوات السعودية مطلع العام 2017، مع بدء تحركها العسكري في هذه المحافظة التي تبعد الالاف الكيلومترات عن ساحة المعارك التي فجرتها السعودية في سبيل ما تقول انها لاستعادة “الشرعية” شمال اليمن، لكن وقد تعرت السعودية محليا ودوليا فلم تتوانى  منذ ذلك الحين عن تنفيذ اجندتها وطموحها الممتد لعقود من الزمن في  مد قناة تربط الاراضي السعودية ببحر العرب عبر الاراضي اليمنية في المهرة، إضافة إلى مد انبوب لنقل النفط الذي شرعت فعلا بحفره في مناطق صحراوية مختلفة ، عبر بحر العرب بدلا من مضيق هرمز الذي اصبحت مخاطره  تتصاعد  في ظل العداء السعودي لإيران، لكن وبغض النظر عن الغضب الشعبي وما رافقه من انتفاضات وتظاهرات وصولا إلى التصادم مع القوات السعودية وما نتج عن ذلك من تأجيل للهيمنة السعودية على اهم مفاصل اليمن، تأتي التحركات الجديدة في ظل متغيرات عدة ..

محليا شهدت المهرة خلال الاسابيع الماضية تطورا ملفتا كاد يقلب الطاولة على السعودية.. وحتى لا تصحى يوما على واقع جديد عند حدودها الغربية سارعت المملكة  لامتصاص غضب القبائل بتعين قيادي مؤتمري محافظ جديد خلفا لباكريت الذي استنفذت السعودية ورقته، وقد نجحت السعودية بذلك من تهدئة ابناء القبائل الرافضين لسيطرتها على منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان.

قد لا يكون محمد علي ياسر الذي تربطه علاقة اجتماعية وقوية واحترام في اوساط القبائل ورقة السعودية الجديدة، فهو اضعف حتى من باكريت الذي عرف بالرجل القوي وانتهى به المطاف مطارد من قبل الانتداب السعودي ذاته  في الغيضة قبل ازاحته رسميا عن المشهد، لكن  في غمر الاسترخاء الشعبي المبجل بقائد جديد، تبحث السعودية عن اوراق اخرى وإن كانت ذات طابع دولي، وتلك الاوراق بدأت تتكشف مع وصول  مستشارة الرئيس الامريكي السابقة قبل يومين إلى المهرة ، بالتزامن مع وصول وزير الخارجية البريطاني إلى مسقط في زيارة مدفوعة سعودية وتوجت بترتيبات لزيارة نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان حاليا لمسقط.

هذه التطورات تشير إلى أن السعودية تخطط لواقع ما، وربما اكبر وحاسم، نظرا لمحاولاتها تهدئة الجار العماني الذي شهد مؤخرا تطور جديد على راس هرم السلطة بوفاة سلطنها المعروف بتوازنه، وحتى سلطانها الحالي الذي وعد بالسير على خطى سلفه.. ظلت السعودية خلال السنوات الماضية من عمر الحرب على اليمن التحرك بحذر خشية استفزاز العمانيين الذين ينظرون للمهرة كبعد استراتيجي اخر وتربطها بالعديد من القبائل علاقات وطيدة،  لكن الان تحاول ربما الاستفادة من مرحلة الانتقالي السياسي الجديد لفرض واقع عند ملتقى ثلاثي للحدود اليمنية- العمانية- السعودية، وهذا الواقع بدأ بالسيطرة على شحن في خضم   اربعينية السلطان الراحل، واليوم  تواصل استكمال ما تبقى حتى  تبقى عمان التي عانت من المؤامرات الشقيقة واخرها اعلانها احباط خلية اماراتية لإسقاط نظام الحكم، محاصرة وبما يقودها للتماهي  مع  السياسة المجنون لمحمد بن زايد ومحمد بن سلمان.

ربما تنجح السعودية هذه المرة بالاستحواذ على المهرة، وحصار اهلها، لكن ذلك لا يعني نهاية الثورة فقد سبق للرياض وعلى مدى 5 سنوات من حصار بلد بأكمله وسط حربا لا هوادة فيها، لكن في نهاية المطاف وحدها السعودية من خسرت الحرب ، وربما في المهرة قد تخسر المعركة ايضا بفعل صمود الاهالي ونخوة القبائل.

أحدث العناوين

مجلة أمريكية: اليمن اتخذ خطوات قد تمثل مشكلة كبيرة للولايات المتحدة

قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن القوات المسلحة اليمنية في صنعاء والتي يطلق عليها الإعلام الغربي مصطلح الحوثيين، قامت بتوسيع...

مقالات ذات صلة