جدل بشأن تحريك القاعدة في المهرة .. إدانة لـ”الشرعية” أم شرعنة وجود ؟

اخترنا لك

احتدم الجدل ، السبت، في محافظة المهرة الواقعة على الساحل الشرقي لليمن، بعد يوم على مواجهات عنيفة شهدتها مدينة الغيظة، المركز الاداري، بين  مسلحين متهمين بالانتماء للقاعدة وفصيل مسلح يتبع القوات السعودية المتمركزة في المحافظة .

خاص -الخبر اليمني:

المواجهات دارت في وقت متأخر من مساء الجمعة  وسط مدينة الغيظة عندما قام افراد فصيل “الشرطة العسكرية”  معززين بمختلف الاسلحة  بمحاصرة منزل  تتضارب الانباء بشأن هوية المقيمين فيه، والاشتباك مع مسلحين  مما اسفر عن مقتل شخصين وفرار اخرين.

ووفق التسريبات السعودية عبر منصات التواصل الاجتماعي فإن بين المسلحين زعيم تنظيم القاعدة خالد باطرفي والذي تمكن من الفرار في وقت قتل فيه سعد العولقي القائد الامني للتنظيم..

ومع أنه لم يتم تأكيد أو نفي هوية المذكورين سابقا من قبل التنظيم نفسه  أو جهات محايدة، اثارت العملية ردود افعال داخل المجتمع المهري وخارجه خصوصا وأن السعودية تلقي بكل ثقلها  في المحافظة لترويض سكانها على وجود عسكري سعودي في هذه المحافظة التي تطمح لتحويلها قناة بحرية لربط الاراضي السعودية ببحر العرب  بغية ايجاد بوابة ثانية لتصدير النفط عبر بحر العرب واهداف ذات ابعاد اقتصادية دولية.

وظل عامل دخول العناصر الارهابية، إن ثبت وجودها، إلى محافظة عرفت  بهدوء سكانها ولم  تكن ذات مغزى بالنسبة للتنظيم الذي يعتمد بدرجة اساسية على المحافظات  الثرية بالنفط والغاز، محل تباينات لدى ناشطين ومحللين اقتصاديين، فثمة من يرى بأن السعودية التي تبنى مراكز سلفية على الحدود العمانية  ذات الغالبية الدينية  ” الاباظية”   هدفه  استحضار ورقة القاعدة  لاستهداف المناهضين لها في هذه المحافظة والحد من نفوذ عمان ، وارهابهم بحجة  “مكافحة الارهاب”، وثمة من يرى بان السعودية تحاول  الضغط على “الشرعية” بهذه الورقة لتنفيذ اتفاق الرياض خصوصا وانها استبقت العملية الاخيرة بتسريب معلومات عن قيام وزير الداخلية في حكومة هادي، احمد الميسري، وعبر مدير مكتبه بتسهيل انتقال زعيم التنظيم  خالد باطرفي من ابين إلى المهرة  وهو ما يشير إلى مساعي السعودية لتغيير الميسري  الذي يعد ابرز قادة حرب اغسطس الماضي في عدن ويتحرك ضمن التيار المدعوم من قطر وتركيا.

ومع أن  ظهور القاعدة  مقرون بوجود سعودي عسكري  ومحاولة الاخيرة تسويقه لتبرير وجودها على الساحل الشرقي لليمن، إلا أن ناشطين يرون بأن العملية الاخيرة  تعري السعودية التي تدخلت في اللحظة الاخيرة  لمنع نقل المسلحين إلى سجون تابعة لحكومة هادي ونقلهم إلى مطار الغيظة  وسط أنباء عن فرارهم ، وقبل ذلك وجهت فصيلها  بمحاصرة المنزل مع أن “الشرطة العسكرية ” في بيان لها اكدت عدم معرفتها بما يدور  ومتى وصل “الارهابيين” وانها نفذت العملية بناء على توجيهات القوات السعودية مع أنها لا تملك خبرة  في مجال مكافحة الارهاب  ناهيك عن كونها “حديثة النشأة ” في المهرة.

لم تكن المواجهات في مدينة الغيظة  ذات اهمية بالنسبة لسكان المدينة الذين اعتادوا مؤخرا الاستيقاظ  على صدى  اشتباكات مماثلة  اخرها قبل ايام عندما اندلعت معارك قرب مبنى المحافظة  مع  من تصفهم  القوات السعودية بـ”تجار مخدرات”، رغم انهم عاشوا لعقود بهدوء تام، إلا أن “المعركة الاخيرة” بحسب مراقبين،  ليست اكثر من “مسرحية” وورقة اخرى من اوراق السعودية التي تحاول شيطنة المجتمع المهري الرافض لوجودها بها  بغية استدعاء الوجود الامريكي وربما تبريره كما حدث من قبل في سقطرى وأخرى تتعلق بإرهاب المناهضين وملاحقتهم بذات الذرائع..

أحدث العناوين

مقالات ذات صلة