توغل روسي يعقد المشهد في اليمن

اخترنا لك

ألقت الزيارة الحالية لوفد المجلس الانتقالي الجنوبي للعاصمة الروسية بظلالها على المشهد المعقد في اليمن مع استمرار الجدل بشأن دوافع الزيارة التي تأتي في وقت حساس، فما دوافع الزيارة وما هي ابعاد الزخم الروسي للاحتفال بها؟

خاص – الخبر اليمتي:

على الرغم من تصريحات قادة الانتقالي الشطحة والتي يحاول من خلالها قادة المجلس منح أنصارهم  على الأرض دفعة معنوية تعوض الانكسار الذي رافق  سير تنفيذ اتفاق الرياض والذي حشر المجلس الذي كان قد حقق مكاسب كبيرة في زواية ضيقة، بالتقاط عبارات “استعادة الدولة” وإعادة احياء النزعات الانفصالية باستدعاء عبارات “الجنوب ” والقضية ، يحاول الروس الحفاظ على سقف معتدل تجاه  الوضع العام في اليمن، فما هي رسائل الروس؟

بالتزامن مع وصوله مطار موسكو، بثت قناة المجلس الانتقالي مقطع فيديو مصور لرئيسه عيدروس الزبيدي يتحدث فيه عن استعادة الدولة، لكن لم يمر الوقت طويلا على حديث الزبيدي هذا، حتى خرجت وزارة الخارجية الروسية ببيان تحدد فيه أطر اللقاء والنقاط التي تم التباحث بشأنها، تاركة وفد الانتقالي الذي ظهر يتزحلق على الجليد في شوارع موسكو في موقف محرج ، ولم تمنحه سوى نقطة فقط تتعلق بتأكيد وزير الخارجية على ضرورة احترامك إرادة الجنوبين في إشارة إلى ضرورة تمثيل المجلس في المفاوضات المرتقبة بين الأطراف اليمنية التي أكد بيان خارجيته أن يكون تحت أطر وحدة اليمن وسيادته واستقراره.

الخطاب الروسي المعتدل تجاه كافة الأطراف اليمنية، يشير  إلى أن موسكو التي أعلنت خلال لقاء سابق جمع وزير الخارجية بنظيره السعودية استعداد موسكو الدفع نحو عملية سلام شامل ترعاها الأمم المتحدة ، تحاول البقاء على مسافة واحدة من جميع الأطراف مع أن استدعائها لوفد الانتقالي تزامن مع إعلان قيادات في حزب الإصلاح – الطرف الاخر في الشرعية- تأييدهم للمظاهرات التي تجتاح المدن الروسية ضد الرئيس فلاديمير بوتن والذي وصفته الحائزة على جائزة نوبل للسلام وعضو شورى الإصلاح في اليمن، توكل كرمان بـ”الدكتاتور الفاسد”، لكن رغم ذلك كان  حديث الروس عن مفاوضات بين “شرعية ” يمثلها الانتقالي والحوثيين يشير إلى نيتها تجاوز الأطر القديمة لما تسمى بـ”الشرعية” وقد يكون ذلك ليس نكاية بالإصلاح الذي يحاول الاستعراض بالورقة التركية في اليمن بل استنادا للحقائق على الأرض بوجود سلطتي أمر واقع في الشمال ممثلة بالحوثيين والجنوب بالمجلس الانتقالي.

روسيا، باحتضانها أطراف يمنية في هذا التوقيت، تؤكد  تدخلها المباشر في ملف اليمن بعد سنوات من التزام الحياد، رغم صفقات الأسلحة الضخمة التي عقدتها مع السعودية والامارات، وهذه الرسالة لا تقتصر على الروس، كما يرى خبراء، بل تشمل  أيضا أطراف الحرب على اليمن كالسعودية والامارات اللتان تبدوان في موقف لا يحسد عليه مع تصعيد الإدارة الامريكية الجديدة  من حدة انتقاداتها وتوجيه المزيد من الصفعات لكليهما وهو ما يشير إلى أن التحالف يحاول التلويح بالدب الروسي في وجه بايدن، لكن ثمة مخاوف من أن تجر روسيا الحرب   على  اليمن نحو بعد دولي خصوصا وأن بريطانيا التي لديها أجندة خاصة وتحاول تمريرها عبر مسار السلام تستعد خلال أيام  لتولي رئاسة مجلس الأمن الدولي ومن المتوقع التركيز على ملف اليمن ، اضف إلى ذلك العلاقات المتذبذبة بين الروس والسعوديين بسبب الخلافات على سوق النفط العالمي والذي أدى تدهورها في وقت سابق إلى انهيار للأسعار وهو ما قد يدفع الروس لاستخدام علاقتهم  بقوى يمنية كالانتقالي الذي يكن العداء للرياض نحو احباط مساعيها للتحكم بمجريات الحل والحرب في هذا البلد الذي تقود حربا عليه بمشاركة أكثر من 17 دولة منذ 6 سنوات.

أحدث العناوين

مجلة أمريكية: اليمن اتخذ خطوات قد تمثل مشكلة كبيرة للولايات المتحدة

قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن القوات المسلحة اليمنية في صنعاء والتي يطلق عليها الإعلام الغربي مصطلح الحوثيين، قامت بتوسيع...

مقالات ذات صلة